تحية و أحترام:
موضوع جديد يشغل بال المهتمين من القوميين الكلدان رغم قلتهم, فالكلدان عموماً لا يشغلون بالهم بهكذا أمور ومواضيع (ماكو من وراها خبزه!) ويهتمون بما يدر عليهم الخبز الحار (الطالع هسه من التنور)!, المهم وكما جاء في البيان الختامي للسينودس الكلداني التي أنتهت أعماله مؤخراً في 14 آب 2021 وخرج لنا بعدة أستنتاجات وتوصيات ومنها ما جاء في النقطة التاسعة من البيان وهذا نصها: (تسمية البطريركية، بعد المناقشة والتداول وافق الآباء بالإجماع على تبني تسمية “البطريركية الكلدانية” عوض بطريركية بابل على الكلدان، وعبَّروا بحماسة عن اعتزازهم بهويتهم الكلدانية.) وقد تناول البعض من الأخوة الكرام هذا الموضوع كل من وجهة نظره الخاصه سلباً أو أيجاباً مدعوماً بالأدلة التي تدعم نظريته, وهنا أحببت أن أشارك رؤيتي الخاصة لموضوع التسمية الجديد هذا وكل أصحاب الشأن الكرام أحرار بقبول هذا الكلام أو رفضه.
قبل البدء لا بد أن نعود قليلاً للوراء وبالتحديد الى تأريخ 17 مارس 2021 حيث نطالع مقال لغبطة نيافة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو الكلي الطوبى! تحت عنوان (تسمية الكرسي البطريركي للكلدان بين كرسي بابل وكرسي بغداد) ومن هنا نفهم أن فكرة تغير الاسم للبطريركية هو من بنات أفكار غبطة نيافة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو الكلي الطوبى! حيث علل غبطته لماذا طرح هذه الفكرة وأقترح تغيير أسم البطريركية, بالطبع هنا طارح الفكرة ليس أي شخص عادي! بل هو راعي الكنيسة الكلدانية عموما وخليفة بطرس الرسول حاله حال كل الخلفاء الحاليين لبطرس الرسول من رعاة الكنائس بأختلافها!.
نقرأ في مقال غبطته من ضمن الاسباب التي دعته الى هذا الاقتراح هو ما يلي والكلام لغبطته: (هكذا، كما أرى، تاريخياً وعلمياً، سادت تسمية “بطريرك بابل على الكلدان” من دون وجه تاريخي أو كنسي. وكثيراً ما يسألني بعض الكرادلة وألاساقفة الغربيين عن معنى تسمية بطريرك الكلدان ببابل، فاقول لهم التسمية اُطلـِقت علينا بسبب الانتماء القومي وليس التقليد الكنسي المتوارث لكنيسة المشرق.)!!
بالطبع هنا غبطة نيافة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو الكلي الطوبى! رجل ذو أطلاع ودارس للكتاب المقدس والكنيسة وتاريخها وأعلم مني كثيرا بالكثير من الامور التي تخص هذا الشأن لكن هذا لا يمنع أن نناقش كلامه أعلاه ونبدي الرأي فيه أو ننبهه على أمر ما فاته بهذا الشأن, وكي لا أطيل وجدت أن غبطته تناول الأمر من ناحية تأريخيه قوميه وتقليد كنسي بدليل قوله (من دون وجه تاريخي أو كنسي......اُطلـِقت علينا بسبب الانتماء القومي وليس التقليد الكنسي)!, وهنا أنا أريد لفت أنتباه غبطته والمطلعين الكرام وكل المهتمين بأمر التسمية الى ما يمكن أن يكون هو السبب الى أطلاق هذه التسمية على البطريركية الكلدانية وبدليل من الكتاب المقدس وعليه ساشارككم هذا النص من الكتاب المقدس عله يفسر الأمر خصوصا وأنه صادر عن فم الصخر الذي بنى عليه يسوع المسيح كنيسته! تعالوا معي نطالع هذا النص وبعدة ترجمات:
الترجمة المشتركة دار الكتاب المقدس
1بط 5-13 كنيسَةُ بابِلَ، وهِيَ مِثلُكُم مُختارَةٌ مِنَ اللهِ، تُسَلِّمُ علَيكُم. ويُسلِّمُ علَيكُم مَرقُسُ ابني.
ترجمة فاندايك
1بط 5-13 تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّتِي فِي بَابِلَ الْمُخْتَارَةُ مَعَكُمْ، وَمَرْقُسُ ابْنِي.
الترجمة الكاثوليكية
1بط 5-13 تُسَلِّمُ علَيكم جَماعَةُ المُختارينَ الَّتي في بابِل، ومَرقُسُ ابْني.
الترجمة البولسية
1بط 5-13 تُسَلِّمُ عليكمُ ((الكنيسةُ)) المختارةُ التي في بابِل، ومَرقُسُ ابني.
ترجمة كتاب الحياة
1بط 5-13 وَمِنْ بَابِلَ، تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِلْكَ الَّتِي اخْتَارَهَا اللهُ مَعَكُمْ، وَكَذلِكَ مَرْقُسُ ابْنِي.
النص الإنكليزي
PE1 5-13 The church that is at Babylon, elected together with you, saluteth you; and so doth Marcus
my son.
New King James Version: 13 She who is in Babylon, elect together with you, greets you;
and so does Mark my son.
كما نرى هنا أن بطرس الرسول التلميذ الذي دعاه يسوع المسيح بالصخرة وقال له: (وأنا أقولُ لكَ: أنتَ صَخرٌ، وعلى هذا الصَّخرِ سأبني كَنيسَتي، وقوّاتُ الموتِ لنْ تَقوى علَيها.(متى 16-18)) نفسهُ هذا (الصخر) هو الذي أستخدم وأطلق هذه التسمية على كنيسة بابل أو جماعة بابل! وكلنا نعلم ما الكنيسه إلا عبارة عن جماعة من البشر المؤمنين وليس المقصود بها الحجارة المبنيه في حال كان لأحدهم أعتراض على كلمة جماعة! وعليه ومن هذا النص الكتابي الذي لا يعلو عليه أي نص كان أو تفسير أدعوا غبطتكم وكل أخوتكم المطارنة الاجلاء الى التفكير ملياً بالنص الكتابي أعلاه وأختيار التسمية المناسبة منه لكنيستنا وبطريركيتنا, خصوصاً وأن بطرس الرسول عندما أستخدم هذا المصطلح يومها لم يكن قومي كلداني ولا رجل سياسة ولا تهمه أمور الدنيا !بل كان كل همه يومها كنيسة المسيح.
كلمة أخيرة, أرجو أن لا تكون مسألة تغير تسمية البطريركية الكلدانية الغرض منه هو طلب مجد شخصي لفاعله!, كي يُسجل بعدها التأريخ أن البطريرك الجالس يومها سعيداً على سدة الحكم وكرسي البطريركية مار فلان أبن فلان هو من أقترح ووضع التسمية الجديدة!! فالتاريخ أحياناً لا يرحم خصوصا مع من يطلبون المجد الزائل.
تقبلوا تحياتي و أحترامي وكل المطلعين الكرام.
ظافر شَنو