مشاكســــة قطـــــــة فــــــوق صفيـــــح ســــــاخن / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 07, 2014, 06:15:33 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســــة
قطـــــــة
فــــــوق صفيـــــح ســــــاخن



مال اللـــــه فـــــرج
    Malalah_faraj@yahoo.com

ربما من المفارقات العجيبة الغريبة، أن نشاهد دمعة حزينة تبتسم، وابتسامة جذلى تنشج بصمت، على غرار هذه المتناقضات كانت احاسيس معظم الزملاء والزميلات ونحن نستقبل بلهفة مناسبة ( ســـــعيدة ) ننتظرها سنة كاملة بفارغ الصبر لتطل علينا كل عام، الا انني مع كل تلك المتناقضات ما زلت (متفائـــــلا) باننا    بالرغم من كل تلك الاحباطات، يمكننا ان ندخل موسوعة غينيس للارقام القياسية لنكون شهودا على واحدة من الاحداث المتفردة سواء في غرابتها أم في طرافتها.
فقد (نجحنــا)  وربما لاول مرة في حياة الامم والشعوب في ان نقيم احتفالية (متفـــردة) بعيد ميلاد مناسبة عزيزة علينا بلا شموع ولا حلوى ولا زغاريد ولا كعكة ترتفع طوابقها لتحاكي سنوات عمر المحتفى بها وبدون مياه غازية أو معدنية أو عصير الفراولة وبلا مظاهر احتفالية وورود واضواء ولواصق ومعالم الزينة، لا بل حتى بدون حتى ان نشنف اذاننا المتعبة بتسجيل لاغنية (سـنة حلوة ياجميل) مثلاً او سواها من اغاني اعياد الميلاد!.
ولعل الادهى والأمر، ان احتفاليتنا كانت حتى بدون اجهزة تكييف حرصا على (صحتنــــا) حتى لا يصاب احدنا (بالزكـــــــام)  في هذا الصيف اللاهب الذي جعلت حرائقه البعض منا يضطر للسير ذهابا وايابا او للجلوس في ممرات الطابق الذي نشغله طلبا لموجات من الهواء الساخن  ولو كانت ملتهبة لتجفف حبات العرق عن جبينه ، بالاخص وان طابقنا هو الاشد سعيرا كونه الطابق الاعلى في بنايتنا، وتبعا لذلك فهو الاقرب الى مركز الشمس وهو المستقبل للحرارة المنبعثة من الطوابق الاخرى التي تليه حيث ترتفع الرياح وذرات الهواء الحارة الى الاعلى بحكم نظرية ارتفاع الساخن وهبوط البارد.
وسط هذا (النعيــــــم) الذي شكل ابرز حلقات وتضاريس احتفالنا ربما تمنى بعض الزملاء في سرهم لو كان بالامكان نقل مراسيم احتفالنا الصامت هذا الى سواحل الريفيرا او جزر الهاواي او الكناري والاحتفال هناك بالمايوهات (الشرعيـــة) التي ربما تتألف من (51) قطعة لضمانة ان تكون مانعة للضوء والماء والهواء والرصاص والضغط والحرارة والتفكير والاحاسيس والبرودة والرطوبة والتلصص، بدل أن يشعر احدنا بانه يحتفل وكأنه بيضة وسط (مقـــلاة زيــــت) أو كأنه (قطــــة فـــــوق صفيـــح ســـاخن).
وربما لو ذهبنا الى تلك السواحل الساحرة باجوائها وجماليتها ورومانسيتها المذهلة لكنا سنتفاجأ بوجود المئات من السياسيين والبرلمانيين ورؤساء الحكومات والوزراء والدبلوماسيين والمسؤولين ذوي الدرجات الخاصة من مختلف دول العالم وقد سبقوناعلى تلك السواحل والذين ربما ادعى بعضهم لزوجاتهم بأنهم ذاهبون الى احدى الدول الافريقية في رحلات عمل شاقة وفي مهمات انسانية، بينما جاءوا ليروحوا عن أنفسهم عناء المهمات الرسمية والواجبات الزوجيةالمملة والروتينية والمفروضة احيانا ، وربما اصطحب بعضهم معه في رحلة العمل اللذيذة تلك ابرز مستلزمات الايفادات الرسمية والمباحثات الستراتيجية والراحة الشخصية ممثلة بسكرتيراتهم الفاتنات اللائي يمتلكن من المغريات (المهنيـــة) واساليب الاقنـــاع (الانثويــــة) خلال المباحثات الثنائية ما يفوق كل الوثائق والمميزات والحصص والنسب المئوية والاغراءات المهنية مجتمعة،  وليعوض اولئك المسؤولون الامناء عناء (المسؤوليات الجسيمة) التي يتحملونها بمنتهى الشرف والامانة والاجهاد النفسي والجسدي جراء (الانجازات التاريخية) التي يحققونها وفي مقدمتها اقامة الكارتلات المالية والاقطاعيات الاقتصادية الشخصية والعائلية بالاموال الوطنية في الدول الاجنبية ومحاولة التعويض عن ذلك التعب الرسمي والاجهاد الزوجي بالهرب الى تلك الجزر الساحرة  وممارسة السباحة بمايوهات (اقتصاديـــة) ربما (غيـــر شرعيــــة)، واحيانا بقطعة واحدة حفاظا على المال العام، وعلى الفقراء والمساكين والمسحوقين والمشردين السلام.
هكذا كان احتفال اسرتنا (اســــرة صـــــوت الآخـــــــر) بالعيد العاشر لميلاد (ابنتنـــــا) المدللة (مجلــــة صـــــوت الاخــــــر)التي نجحت بكل النقاء والطيبة والاحلام الطفولية البريئة التي تتمازج في شخصيتها لتجعلها رغم طراوة عودها، تحمل قلبا كبيرا يتسع للجميع وعقلا ناضجا يستوعب ارهاصات ودفق احاسيس الجميع. في أن تقيم لنا بيتا من المحبة والدفء والتعايش والتفاعل والحوار والطموح المشروع مما جعل بيتنا الصحفي هذا وطنا للابداع توهجت فيه اسماء وتفجرت في رحابه طاقات واعلنت عن نفسها كفاءات ليسهم الجميع كل من موقعه وعبر اختصاصه بصياغة مطبوع اسبوعي امتلك قدرة الصمود والامساك بمستلزمات الصدور المتواصل والمنتظم لعشرة اعوام وبانتاج عمل اعلامي نفخر به على الرغم من انه لا يزال دون طموحنا، فمهما كبرت (صـــــوت الأخــــــر) بمضامينها وبموضوعيتها وبمتابعتها للحدث وبتنوعها وحرية الكلمة فيها وقدرة التعبير عن ابرز الهموم الوطنية عامة وسياسة وتطلعات الاقليم بشكل خاص، لكنها تبقى دون طموحاتنا جميعا ففي اعماق كل منا منجم من الافكار والآراء ووجهات النظر والخطط والطموحات والامال البعيدة التي نأمل ان لا تجعلها الظروف الاقتصادية معلقة في الهواء وهي تصطدم بافرازات المثل الشعبي (العيــــــن بصيـــــــرة واليـــــــد قصيـــــــرة).
في العام الماضي، اقتصر احتفالنا بالعيد التاسع لميلاد طفلتنا (صــــوت الاخــــــر) على قطع كيك متواضعة وقناني مشروبات غازية لضيق ذات اليد ولم ينس الزميل رئيس التحرير ان يعدنا انذاك بتعويضنا في هذه السنة باحتفال رائع ومميز وفخم يليق بالذكرى العاشرة، ولم يكن يدر في خلده ان احتفالنا لهذا العام سيحل في خضم الازمتين النفطية والمالية بين اربيل وبغداد مما تسبب في قطع الرواتب عن موظفي الاقليم وادى الى ان يكون احتفالنا المتواضع بالشكل الذي اشرنا اليه.
لعن الله السياسة عندما تتحول الى سلاح للضغوط وربما للحروب الاقتصادية التي غالبا ما يكون اول ضحاياها المسحوقون والمعدمون.
اما (صـــوت الاخــــــر) فقدرها ان تواصل خطوها الى الامام برغم كل الصعوبات والتحديات لانها ببساطة تحمل رسالة .. وما اروعها من رسالة عندما ترتكز على المحبة والموضوعية والنزاهة وهي تفتح قلبها بمصداقية واعتزاز لجميع الاصوات؟
مبارك ايتها الزميلات وايها الزملاء عيدكم العاشر.. لقد انجزتم الكثير الذي نفخر به .. ولا يزال امامنا الاهم والاكثر وانتم جديرون بانجازه باصراركم وتواصلكم. 
مبارك عطاؤكم المبدع بالاعتزاز ... ومباركة ايامكم بالمحبة.