تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

العراقيون..اصعب خلق الله

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, نوفمبر 05, 2013, 08:35:00 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

العراقيون..اصعب خلق الله




قاسم حسين صالح
الحوار المتمدن


العراقيون..أصعب خلق الله!
أ.د.قاسم حسن صالح
رئيس الجمعية النفسية العراقية
تمعن في تاريخ كلّ شعوب العالم فانك لن تجد أصعب من العراقيين في علاقتهم بالسلطة.فتاريخهم يحدثنا بأنهم أكثر الشعوب قياما بالثورات والانتفاضات.واللافت أن جوهر المسألة لا يتعلق بظلم السلطات التي حكمتهم،بل بطبيعتهم الشخصية. فهم وصفوا بأنهم كانوا حتى قبل الاسلام:كبارا،أعزّة..يمتازون بعنفوانهم ويعتقدون برفعتهم وعلّو شأنهم..وانهم ما استسلموا لظالم ولا انبطحوا لسلطة.ولهذا كان الخلفاء الراشدون أول الحكّام في التاريخ الاسلامي الذين فهموا سيكولوجية العراقي فكانوا يراعون العراقيين في التعامل ويأخذون اعتراضاتهم مأخذ الجد.
ولدى الجاحظ تفسير لطيف فيه بعد سيكولوجي للشخصية العراقية بقوله :( والعلّة في عصيان أهل العراق على الأمراء..أن أهل العراق أهل نظر وذو فطن ثاقبة ومع الفطنة والنظر يكون التنقيب والبحث ، ومع التنقيب والبحث يكون الطعن والقدح والترجيح بين الرجال والتمييز بين الرؤساء واظهار عيوب الأمراء..وما زال العراق موصوفا أهله بقلة الطاعة والشقاق على أولي الرئاسة ).وروي عن معاوية أنه أوصى ابنه يزيد أن يغير الوالي عليهم ان هم لم يرضوا عنه..حتى لو تطلب الأمر اجراء ذلك كل يوم!.
ومع أن الحجاج الذي حكم العراق عشرين سنة وتوعدهم بأنه يرى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها وانه لصاحبها،واقسم بأيم الله "لألحونكم لحو العود ولأقرعنكم قرع المروة ولأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرائب غرائب الإبل" ..فأنه ،مع شدّة بأسه، اعترف بان العراقيين أتعبوه واصلعوا رأسه :( يا أهل العراق ، أتيتكم وأنا ذو لمّة وافرة أرفل فيها فما زال بي شقاقكم وعصيانكم حتى حص شعري )..بل أنهم جعلوه يتمنى الموت.
لقد قلنا ان جوهر المسألة لا يتعلق بحكّام طغاة فرضوا انفسهم على العراقيين بالقوة،ودليلنا على ذلك انهم هم الذين جاءوا الآن بحكّام انتخبوهم ديمقراطيا،وها قد انقضى عقد من الزمن وما استقامت أمورهم..فأين هي العلة؟.
ان السياسي العراقي مصاب بـ(تضخّم الأنا)..بمعنى أنه يرى نفسه أنه الأجدر والأحق بالقيادة.وما لا يدركه كثيرون انه ينجم عن هذه العلّة أمراض سلوكية أخطرها (العناد العصابي)..ونعني الأصرار على الموقف حتى لو كان خاطئا..بطريقة يبدو فيها للآخرين محيّرا،وخالقا لأزمات تحدث فوضى فكرية يختلط فيها خطأ وصواب أطراف الأزمة.
ان الصراع السياسي حالة ايجابية اذا كان تنافسا بين أحزاب،كتل،مكونات..تطرح برامج تعرض على الناس لتختار الأفضل،غير ان (تضخم أنا) السياسي يجعله يفهم الصراع على انه (أكون او لا أكون)ويجبره على الشك المرضي بالآخر..الذي يختلف عن الشك المبرر.فأنت حين تحاول ان تثبت له بأن شكوكه غير صحيحة فأنه يبدأ بعدم الوثوق بك ويتصور أنك ضده..ولهذا فشل السياسيون العراقيون في المفاوضات،لأن التفاوض يقوم على مبدأ (التنازل)..أي أن يكون لدى كل طرف مفاوض استعداد نفسي للتنازل، وهم ما يزالون يفتقدون هذا الاستعداد، لأن تضخم الأنا عندهم صلب لا يعرف المرونة.
ان الأطراف السياسية الفاعلة في الساحة العراقية يتفقون على أنهم يعيشون جميعا أزمة ثقة..لكنهم لا يقتنعون بأنهم لن يستطيعوا حلّها،لسبب سيكولوجي هو أنهم يعتقدون أن سبب صعوباتهم ومشاكلهم هم الآخرون وليس أنفسهم..وتلك عللهم الجديدة.واذا اضفت لما استجد من صفات في الزمن الديمقراطي الى تلك التي شخّصها الجاحظ في ازمان الطغيان أدركت لماذا العراقيون هم اصعب خلق الله..والمشكلة ان من صاروا الآن في السلطة لا يعرفون كيف يتعاملون مع ذوي الطباع الصعبة،فيضطرون من حيث لا يريدون الى استخدام اساليب كان استخدمها مستبدون مع شعب عدّوه مشاكسا..وينسون أن من أجمل مشاكساته انه لن يثق ثانية بمن خذله!.


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=385547
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة