مقاهي بغداد تفقد 60 % من روّادها بسبب العنف . . والحكومة تكتفي بالإغلاق

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يوليو 21, 2013, 09:42:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

مقاهي بغداد تفقد 60 % من روّادها بسبب العنف . . والحكومة تكتفي بالإغلاق




تحولت المقاهي التي عادة ما تمثل متنفس العراقيين خلال شهر رمضان، إلى هدف جديد لأعمال العنف اليومية المتواصلة منذ 2003، ما جعل كثيرا من روادها يفضلون ملازمة منازلهم بعد الإفطار. ويقول عامر عصام، لوكالة فرانس برس، انه اعتاد في الأعوام الماضية على الذهاب يوميا إلى مقهى في بغداد للاجتماع بأصدقائه في فترة ما بعد الفطور، لكنه عكف عن ذلك هذا العام بسبب الأوضاع الأمنية.

ويوضح عصام "لا أريد أن أتحول إلى صورة على فيسبوك يتناقلها الأصدقاء ويترحمون علي"، في إشارة إلى صور شبان قتلوا مؤخرا أثناء تواجدهم في المقاهي ونشرت صورهم على مواقع التوصل الاجتماعي.
وفي بلاد قضت أعمال العنف فيها على معظم أوجه الترفيه العادية، كالسينما والمسرح باتت المقاهي الشعبية تشكل ملتقىً للعراقيين ومقصداً يومياً للشبان خصوصا بعد موعد الإفطار في رمضان.
وغالبا ما يمارس رواد المقاهي في رمضان ألعابا شعبية، أبرزها لعبة "المحيبس" التي يتنافس فيها فريقان وتقضي بالعثور على خاتم يوضع في يد أحد أعضاء الفريقين ويغلق عليه. كما يقصد الشبان العراقيون المقاهي لمتابعة مباريات كرة القدم بسبب غياب الكهرباء معظم الأوقات عن منازلهم.
لكن الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي استهدفت المقاهي على مدى الأسابيع الماضية وراح ضحيتها العشرات خففت من حماسة العراقيين تجاه المقاهي.
ويقول أنور محمد، الذي يملك مقهى في بغداد لفرانس برس، ان "أعمالنا تراجعت بنسبة 50 إلى 60 بالمئة مقارنة برمضان العام الماضي".
ويضيف ان "الزبائن الذين كانوا يأتون للأكل والتدخين، يفضلون اليوم طلب الوجبات وأخذها معهم إلى المنزل، قائلين انهم يخافون الجلوس في المقهى، ويفضلون الأكل والشرب في بيوتهم".
من جهته، يروي علي عدنان (30 عاما)، وهو من سكان الدورة في حنوبي العاصمة "ذهبت إلى مقهى في بغداد ووجدت أربعة أشخاص فقط جالسين على الكراسي، وانتظرت عدة دقائق حتى يصل أصدقائي".
وتابع "في هذه الأثناء، ترك الأشخاص الأربعة المقهى فشعرت بالإحراج من الجلوس وحدي، مما اضطرني إلى المغادرة أيضا".
وبين الهجمات التي استهدفت المقاهي، تفجير انتحاري لنفسه مساء الأربعاء في مقهى شعبي وسط الموصل (350 كم شمال بغداد) ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 21 بجروح. كما قتل تسعة أشخاص وأصيب نحو 25 بجروح في انفجار عبوة ناسفة قرب مقهى في الدورة يوم السبت الماضي.
إلا أن اكبر الهجمات التي استهدفت المقاهي الشعبية العراقية مؤخرا، وقعت في مدينة كركوك (240 كم شمال بغداد) المتنازع عليها حيث قتل مهاجم انتحاري في 12 تموز / يوليو 41 شابا وأصاب 35 بجروح بعدما فجر نفسه داخل مقهى "كلاسيكو".
وقال حينها احمد البياتي، الذي أصيب في ساقه لفرانس برس، انه "أثناء تجمهر العشرات داخل المقهى دخل علينا شخص ولم نسمع إلا كلمة الله أكبر ودمر كل شيء"، مضيفا ان الشبان كانوا يمارسون لعبة الصينية الشبيهة بالمحيبس.
ويرى جودت عبد الله البياتي الذي فقد اثنين من أشقائه في التفجير ان "المقهى استهدف (...) لأنه يجمع كل مكونات كركوك، إذ ان المجرمين لا يريدون تقوية أي قاسم مشترك بين أبناء الأرض الواحدة".
وعلى اثر هذا التفجير، أبلغت الشرطة جميع أصحاب المقاهي في المدينة بضرورة إغلاقها حتى إشعار آخر، تحسبا من وقوع استهدافات جديدة، حسبما أفاد أصحاب المقاهي لفرانس برس.
وعادت بعض مقاهي كركوك خلال الأيام القليلة الماضية إلى فتح أبوابها أمام قلة من الزبائن، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وتشكل الهجمات امتدادا لموجة العنف المتصاعدة التي قتل فيها 2500 شخص في غضون الأشهر الثلاثة الأخيرة، التي باتت تطارد كل أوجه الحياة العادية للعراقيين، كالأسواق وملاعب كرة القدم الشعبية.
ويقول الخبير العراقي في الشؤون الأمنية والستراتيجية علي الحيدري ان "استهداف المقاهي يهدف إلى نشر الذعر في المجتمع وإلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية كون المقاهي هدفا سهلا". ولم يتبن احد هذه الهجمات، لكن الحيدري يرى ان تنظيم "دولة العراق الإسلامية" الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، "يقف خلف هذه الهجمات في محاولة أيضا لزيادة السخط الشعبي ضد الحكومة".
ورغم ذلك، لا يزال عدد من الشبان يصرون على التواجد في المقاهي كونها ملاذهم الوحيد. ويقول جيلان علي (42 عاما)، وهو مهندس مدني خلال تواجده مع أصدقاء له في مقهى في بغداد "لسنا سعداء مئة بالمئة لجلوسنا هنا". ويوضح "نحن قلقون، لكننا نقول في انفسنا انه مهما سيحدث، فإننا سنكون بين يد الله".

http://www.almadapaper.net/ar/news/448216/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%87%D9%8A-%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%AF-60--%D9%85%D9%86-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة