اللعب بالشبك.. ستراتيجية المالكي لمجابهة الارهاب

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أكتوبر 05, 2012, 05:14:43 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

اللعب بالشبك.. ستراتيجية المالكي لمجابهة الارهاب




حسين القطبي
     
الاقليات بحاجة لحماية نفسها بنفسها عن طريق تشكيل ميليشيات خاصة تمولها الحكومة، هذا ملخص ستراتيجية السيد المالكي الجديدة "الدفاع الذاتي" للمكونات والطوائف الصغيرة.

وقد ارسلت وزارة الداخلية، بامر من رئيس الوزراء وفدا الى الموصل لجمع فوج شرطة من 500 فرد يكونون كلهم من المكون الشبكي في نينوى لحماية القرى الشبكية شرق مدينة الموصل.

قبلها كان السيد المالكي قد امر بتشكيل فوج شرطة من 700 فرد مغلق للمسيحيين من اجل الانتشار في بعض مناطق نينوى.

هذا يعني، وبصورة غير مباشرة بان الدولة العراقية غير قادرة على حماية هذه المجاميع السكانية، او انها قادرة ولكنها متقاعسة عن حماية المواطنين لانها منشغلة بامور اخرى ليست حماية ارواح المواطنين من اولوياتها، وفي كلتا الحالتين هي هروب من المسؤولية. هل هنالك معنى اخر لهذه الخطوة؟

والسياسة الجديدة، هذه، لابد وان تفتح المجال للتركمان، الايزديين، الصابئة والكرد الفيلية في الجنوب، للمطالبة بتشكيل وحداتها الخاصة، لانها هي الاخرى قد تعرضت للارهاب، وبحاجة الى حماية نفسها، فاذا كانت الدولة قاصرة لهذا الحد عن توفير الامن لها، فان هذه المكونات هي الاخرى بحاجة الى فرق "الدفاع" الخاصة.

الا ان الامر لم يتوقف عند المكونات السكانية الصغيرة، وطالما ان الارهاب يضرب كل العراقيين، فقد امر بتشكيل قيادة عمليات دجلة التي تضم 13000 عسكري كجيش مصغر "للعرب السنة" يدار من ناحية الرياض ويغطي محافظتي كركوك وديالى.

وماذا عن الشيعة؟ فقد استهدفهم الارهاب الطائفي اكثر من غيرهم طيلة السنوات الثمان الماضية، هل في نية السيد المالكي تشكيل وحدات عسكرية شيعية لحماية الامن في اطراف بغداد حيث يتعرض السكان هناك لعمليات ارهابية مركزة؟ بدأت تعود اكثر حدة هذه الايام؟

خطوة المالكي يمكن ان تثير جدلا، ليس فقط حول عجز الدولة عن بسط نفوذها على اراضيها، وانما لتكريسها حالة الانقسام الطائفي في المجتمع العراقي، وتعميم ثقافة عدم الثقة بالعراقيين من الطوائف الاخرى ايضا.

بالتاكيد يرى فيها المتفائلون حلولا ناجحة لمجابهة الارهاب خصوصا في المناطق الساخنة، فكما يبدو ان الدولة غير قادرة على توفير الامن، في هذه الفترة، بنفسها، كونها منشغلة بصراعات برلمانية داخليا، ومتورطة بازمة اقليمية خارجيا، اذ دست انفها في احداث سوريا، وفي الصراع اللفظي بين ايران واسرائيل.

والمتشائمون يرون فيها خطوة على طريق تكريس التقسيم، وعزل المكونات الطائفية والعرقية عن بعضها بما يشبه الكانتونات مما يعيق اندماجها في المجتمع، وهذا العزل الطائفي هو احد اهم اسباب تنامي الكراهية بين المكونات، واحد اخطر منابع الارهاب.

بمعنى اخر، حتى لو حققت ستراتيجية "الدفاع الذاتي" للطوائف التي يتبعها المالكي، بعض النجاح على المدى القصير، فان لها اثارا مدمرة على المدى البعيد، تقود العراق الى ماهو اخطر من المحاصصة، واللبننة، الى مأسسة الطائفية، والى تنامي العداء، والثارات خصوصا وان جوهر عمل هذه الميليشيات هو الاعتقالات والاغتيالات تقوم بها لافراد من الطوائف الاخرى.

ولا ادري اذا كان السيد المالكي قد تدارس تأثير هذه القرارات قبل اصدارها، مع نفسه، او يكون قد اعطاها الوقت الكافي من النقاش مع مستشاريه؟ لكني اتمنى ان لا يفكر فقط في ان هذه المجاميع ستدين بالولاء للمالكي، شخصيا، كونه مؤسسها وممولها، وهذا امر مهم بالنسبة له طبعا، وانما في تأثيراتها الاجتماعية بعيدة المدى، وبسيادة الدولة العراقية على اراضيها، ايضا.

واتمنى ان يفكر السيد المالكي ايضا، وبجدية، في العمل على ان تأخذ الدولة العراقية مسؤوليتها بنفسها، مثل بقية الدول، وان لا تترك المكونات الصغيرة عرضة لانتقام الارهابيين، فمن يدري ما سيكون عليه مستقبل الشبك انفسهم بعد تسليحهم، في محيط معاد، خال من الجيش، وهم في معقل الارهاب؟

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=326979
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة