كامل امين: مقتل مخنث مثلي في مدينة الصدر خلق أزمة وشباب الايمو موهوبون وأذكياء

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, مارس 23, 2012, 08:01:02 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

كامل امين: مقتل مخنث مثلي في مدينة الصدر خلق أزمة وشباب الايمو موهوبون وأذكياء

    الأربعاء, 21 آذار/مارس 2012 09:52

شفق نيوز/ في كل مدة زمنية معينة، يشهد العالم، بروز ظواهر شبابية متنوعة ترتبط عادة بعمر الصبا ومقتبل الشباب، وهذه الظواهر تتجسد عادة في المظهر واللباس، وبعض التصرفات التي تعبر عن نفسها، ارتباطا بتلك الاعمار وحاجاتها من جهة، وبالظاهرة التي ينزعون الى تقليدها من جهة اخرى.

وهذا التطور طبيعي في حياة المجتمعات، وضمن ذلك السياق نشأت في عقود ماضية مظاهر "الخنافس" و"الهيبز" و"البريكية" و"البانكية"، وغيرها، ثم زالت مع تقدم اعمار الشباب.

وتعد ظاهرة "الايمو" التي اثير اللغط حولها في العراق مؤخرا، ضمن هذا السياق، وكان للأمر ان يأخذ منحاه الاعتيادي كظاهرة تأتي وتزول؛ لولا الاخبار التي تناقلتها وكالات الانباء، عن مقتل عدد من شباب الايمو على ايدي جهات متشددة مجهولة لم تكتف بذلك، بل علقت قوائم هددت فيها الشباب ما ادخل الرعب في قلوب العائلات وعموم المجتمع العراقي.

حملنا جميع تساؤلاتنا المتعلقة بتلك الظاهرة الشبابية، وقلق العائلات على ابنائها وبناتها، بسبب التهديدات، وتوجهنا الى وزارة حقوق الانسان، بأمل الوصول الى اجابات وافية تميط اللثام، عن حقيقة تلك الظاهرة والمخاطر التي يتعرض لها الشباب، وقد التقينا بمدير عام دائرة رصد الاداء وحماية الحقوق في وزارة حقوق الانسان العراقية، كامل امين، الذي فتح الباب لتساؤلاتنا.

وفي اجابته عن سؤال لنا يتعلق بالذي فعلته وزارة حقوق الانسان بشأن ظاهرة الايمو، قال امين "للأسف الشديد نجح الإعلام المغرض، والإشاعة في ترويع المواطن، وهذا انتهاك، لحقوق الانسان وبالوقت نفسه، استغل هذا الموضوع من قبل بعض المجاميع المتشددة وأعطاهم الضوء الاخضر لترويع المواطنين".

واضاف "نحن في وزارة حقوق الانسان لدينا معلومات عن الايمو منذ حزيران 2011 وعملنا مع وزارة التربية وحصلنا على قناعة تامة انها غير منتشرة و هي حالة يمر بها المراهقون بين اعمار 12-17 سنة ويغادرها الشاب في عمر 18-19 سنة".

وعن تفسيره  لوصف شباب الايمو بـ"عبدة الشيطان"، اوضح امين، ان "الذي حصل هو انه نتيجة التعاطي غير الصحيح من قبل الاعلام، والتحرك البطيء من قبل وزارة الداخلية، زائدا بعض التصريحات غير المسؤولة من قبل بعض الأفراد صار هناك خلط بين الايمو وعبدة الشيطان".

ونفى وجود حالات قتل لشباب الايمو، وقال "لا توجد اي حالة قتل وهذا ما تم تأكيده من قبل وزارة الداخلية، اليوم اذا يقتل شاب او مراهق في العراق من الايمو ستتوفر معلومات حقيقية عن مقتله، وان الحالة التي تم اللغط فيها وتداولها حدثت في مدينة الصدر لشاب تم اختطافه وكان يتهم بانه مثلي او مخنث وتم قتله هناك وتحقيق وزارة الداخلية اثبت بانها حالة جنائية". واردف "من خلال فرق الوزارة التي تتواجد في شتى مناطق بغداد اردنا ان نرصد حالة واحدة لنصل الى ذوي او عائلة القتيل او شخص قتل لكونه ايمو لكننا لم نعثر على اي حالة".

وتابع امين أن السبب يتمثل في "عدم التعامل المبكر من قبل وزارة الداخلية مع تلك الحالة، والذي حصل ان بعض الافراد سعوا الى تخويف الشباب، لكنها تصرفات فردية وصدرت تعليمات من وزارة الداخلية تمنع التعرض للايمو، وبرغم كون الظاهرة دخيلة على مجتمعنا، لكن يمكن التصرف بروية و ذلك من خلال لاتصال بالأهالي".

واضاف "الايمو قد يستغل لحصول الاتصال الجسدي او الترويج للمخدرات، ولكن علينا توخي الحذر بالتعامل مع الظاهرة من خلال توعيتهم، على ان لا يكون هناك اختراق للخصوصية او انتهاك الحريات الشخصية".

وفي سؤال عن اجراءات الوزارة فيما يتعلق بمواجهة هذه الاشاعات كما تفسرها الوزارة، قال امين "اعتقد انه صدرت تطمينات من مجلس الوزراء على ان الحريات الشخصية مصانة، و انه لا يوجد انتشار لظاهرة الايمو في العراق بل هي حالات فردية ومعظمها فقط لا تتعدى كونها تقليد للأزياء، وهي غير عدوانية بل بالعكس وجدنا ان الكثير من الايمو لديهم مواهب مثلا بالشعر او الرسم و البعض منهم متفوقون وهم يقلدون الايمو فقط من حيث اللبس والاكسسوارات، بل حتى ان معظمهم لا يعرفون معناها كثقافة وطلبنا من وزارة التربية تفعيل دور الباحث الاجتماعي و النفسي".

واوضح امين، "الايمو هي ظاهرة تكون بين سن 12-17 سنة، و اذا استمرت لدى المراهق بعد هذا العمر، تعد حالة مرضية و على اولياء الامور ارسال اولادهم لاطباء نفسيين لتفادي استمرارها".

واكد قائلا ً، "لا توجد حالة قتل ايمو، وقد تكون هناك تصفيات للشباب او قتل لأسباب و دوافع اخرى، و لكن ليس بسبب الايمو، قد تكون حدثت حالات قتل من قبل جماعات متطرفة، قد يقتل شباب بسبب الحوادث الارهابية، او احداث العنف".

وبالنسبة للتصريحات التي صدرت من بعض المسوؤلين المحليين كما في حالة المجلس البلدي في الكاظمية التي قد تكون اسهمت في التنبيه على الظاهرة، اوضح ان المجلس البلدي "نفى انه قد كان قال هذا الكلام و اتهم الوكالات انها لفقت الكلام، كما ان مدير الشرطة المجتمعية نفى ما نسب اليه من تصريحات".

واضاف، "الذي حدث انه نسبت التصريحات الى المسوؤلين تزامنا مع حادث مقتل الشاب ـ المخنث- بنفس الوقت بعض الافراد في بعض الاجهزة، وليس مسؤولوها بدأوا يتدخلون في خصوصيات بعض الافراد، واسمعوهم كلاما، هذا كله استغلته جهات متشددة، وقاموا بانزال القوائم، ونريد ان نطمئن العوائل انه لا يوجد خطر، على أبنائهم من حيث استهدافهم من قبل جهات حكومية، وايضا وزارة الداخلية اتخذت اجراءاتها بحق العناصر المتشددة المتطرفة التي هددت بعض الشباب".

وبشأن الاسماء التي علقت على الجدران في بعض المناطق من العاصمة بغداد، اوضح امين "انا لا انفي هذا الشيء ـ اللافتات- هذا الحديث تم تداوله، والامر سهل، توجد كمبيوترات وطابعات في كل مكان، و بسهولة يمكن كتابة الاسماء و انزال قوائم،  القضية موجودة بسبب وجود جماعات متطرفة عقائديا، و البلد فيه كل الاتجاهات، ونحن طلبنا من الداخلية متابعة هذه الجهات و معرفة مصادرها و دوافعها، لان وجود هكذا حالات يعد اضعافا للحكومة، كما ان المواقع المعادية للعراق، وجهات اعلامية، و شبكة الانترنت نجحت في ايهام السادة المسؤولين ببعض المعلومات البعيدة عن الحقائق".

وبين الاخبار المتناقلة عن استهداف الايمو ونفي المسؤولين لتلك الانباء، يحبس الناس انفاسهم خوفا على ابنائهم، اذ يرى المراقبون والمختصون انه يجب ان لا يترك الامر نهبا للاهواء والتفسيرات الفردية، ويقول المختصون انه حتى دعاوى القتل لكون الضحية "مثليا" فانها تصل الى مستوى جريمة القتل العمد، اذ ان قيام افراد بتنفيذ عقوبات تخطر في اذهانهم، يعد تمهيدا للفوضى، ويؤكدون ان قتل شخص ما على انه مثلي او مخنث سيشيع اعمال القتل وستسوغ أي جريمة بتلك المزاعم، ما يؤدي الى تفكك المجتمع.

خ و/ص ز
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير