أول قداس في الموصل بعد ثلاث سنوات ونصف

بدء بواسطة jerjesyousif, ديسمبر 24, 2017, 07:41:55 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

jerjesyousif

أول قداس في الموصل بعد ثلاث سنوات ونصف


https://saint-adday.com/?p=20949


إعلام البطريركية

ضياء الشموع، ورائحة البخور / وأصوات الأجراس عادت لتبعث الحياة من جديد في كنيسة مار بولس للكلدان في حي المجموعة الثقافية في الموصل، وإزدان المذبح بالافخارستيا، رمز العهد الجديد لخلاص البشرية، وامتلأت الأجواء بتسابيح المصلين في قداس إحتفالي ترأسه غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى عشية عيد الميلاد المجيد (الاحد 24 كانون الأول 2017) وبمشاركة الأساقفة: مار شليمون وردوني، المعاون البطريركي ومار يوحنا بطرس موشي، رئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك و مار نيقوديموس داود شرف، رئيس أساقفة الموصل للسريان الأرثوذكس وبعض الكهنة، من ضمنهم الأب ثابت بولس الذي قام بتنظيم المذبح ومستلزماته. كما تجَلَّت رمزية العيد بألف وخمسمائة (1,500) سلة غذائية للمعوزين من أبناء الموصل، بالتعاون مع أخوية المحبة.


ابتدأ القداس بالنشيد الوطني العراقي، وبحضور عدد من الشخصيات، من بينهم: قائد عمليات نينوى، اللواء نجم الجبوري، وقائد شرطة نينوى، العميد الركن واثق الحمداني، ورئيس جامعة الموصل، الدكتور اُبي سعيد الديوه جي، ورئيس جامعة نينوى، الدكتور مزاحم الخياط، والسيد دريد حكمت زوما مستشار المحافظ لشؤون المسيحيين والعميد فارس عبد الأحد يعقوب منسق محافظة نينوى مع الكنائس، وشيوخ العشائر وعلماء الدين وجمع غفير من المؤمنين.


ومن الجدير بالذكر ان شباباً مسلمين موصليين قاموا بإعداد الكنيسة ورفع انقاضها وتهيئتها للاحتفال بميلاد يسوع المسيح تشجيعاً لعودة المسيحيين الموصليين الى مدينتهم والتي كانت فعلاً مدينة مسيحية، وفيها نشأت طقوسنا الكلدانية، كما زُيِّنَتْ شجرة الميلاد بطول 30 قدم في ساحة الاحتفالات في الموصل تعبيراً عن التسامح وترسيخ العيش المشترك.
في عظته وجَّه البطريرك ساكو التهاني الى أهالي نينوى بتحرير مدينتهم من ارجاس تنظيم داعش الارهابي وهنأ المسيحيين بعيد الميلاد المبارك. وشكر الشباب المسلمين الذين رفعوا الأنقاض ونظفوا الكنيسة واعدوها للاحتفال. كما شدد غبطته على أهمية ان يسعى رجال الدين المسيحيين والمسلمين الى التركيز على بناء الانسان المستنير بمحبة الله ورحمته والذي يمثل فعلاً الكنيسة الحقيقية والمسجد الحقيقي، وليس البناء الحجر ي.


وأضاف: في هذا اليوم المبارك، عشية الميلاد جمعتنا من جديد هنا، محبّةُ الله، ومحبةُ بعضِنا البعض، ومحبّةُ الوطن المتألم والموصل الحدباء، بعد ثلاث سنوات ونصف من المحنة، للصلاة من أجل السلام والاستقرار في هذه المدينة العريقة وفي عموم بلدنا والمنطقة، خصوصا ونحن نقترب من مطلع عام جديد، حيث الكلّ يتطلع الى مستقبل افضل وأبهى وأجمل.


وتابع غبطته: الى أن ميلاد السيد المسيح يبشر بالسلام والمحبة والإخوّة الشاملة ويتجلّى ذلك واضحاً في تسابيح الملائكة: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة والرجاء الصالح لبني البشر". انه عنوان مشروع حقيقي طويل الامد، تجسَّد في السيد المسيح وينبغي ان يتجسَّد في قلب كل إنسان لكي يعم السلام في العالم. وبهذه المناسبة نوجه معاً نداءاً الى جميع الموصليين كي يرفعوا صوتَهم عالياً لإطفاء ظلام التطرف والتمييز والصراعات وأشاعه نور السلام والتسامح والمحبة والأخوة والحرية والكرامة والحضارة. هذا ما فعله هؤلاء الشباب المسلمون وندعو الشباب المسيحيين والايزيديين والأقليات الاخرى الى الانضمام اليهم. هذا التضامن المتنوع هو الأمل بعودة المهجرين الى الموصل ويعيشوا في سلام ومحبة.


وختم غبطته قائلا: "نحن في منعطف دقيق وخطير، يحّتم علينا ان نفكر بطريقة جديدة لحل المشاكل عبر الحوار الهاديء والتفاهم والاحترام والتضامن. لنمد يدنا لبعضنا البعض ونتمسك بالموصل والوطن وبالعيش المشترك والعلاقات الاخوية الطيبة وننبذ التشدد والعنف والشحن الطائفي والخلاف والاّ نستسلم، ونسلّم الوطن الى من يسعى لزرع الفتنة.


علينا الاعتدال والانفتاح والعودة الى منطق الدولة والقانون والمؤسسات ودعمها لتحمي الكل وتدافع عن الكل وتحافظ على حقوق الكل وكرامتهم. نحن المسيحيين جزء من هذا النسيج العراقي المتنوع والجميل ونبقى مرتبطين بوطننا ومتمسكين به كشهود محبة وسلام وتعاون وازدهار.
عام مبارك، عام سلام واستقرار وازدهار اتمناه لكل العراقيين.


منقول نصا من موقع البطريركية الكلدانية/ جرجيس يوسف/ كندا/ 24/12/2017