سيادة المطران عطا الله حنا في مؤتمر حول مسيحيي المشرق العربي في جامعة شيكاغو : "

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 19, 2016, 10:54:03 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

سيادة المطران عطا الله حنا في مؤتمر حول مسيحيي المشرق العربي في جامعة شيكاغو :
" نحن مع الدولة المدنية الديمقراطية التي لا يتحدثون فيها بلغة الاقلية او الاكثرية "     
   

   
برطلي . نت / متابعة

عنكاوا دوت كوم - رام الله - دنيا الوطن
  شارك سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في مؤتمر اقامته جامعة شيكاغو بعنوان " تحديات الحضور المسيحي في منطقة الشرق الاوسط"، وقد شارك في هذا المؤتمر عدد من رجال الدين والشخصيات العلمية والاكاديمية وممثلي الكنائس الامريكية ، وقد كانت الكلمة الرئيسية في هذا المؤتمر لسيادة المطران عطا الله حنا الذي وصل الى مدينة شيكاغو في زيارة تستغرق اربعة ايام .

وقد رحبت رئاسة المؤتمر بمشاركة سيادة المطران الاتي الينا من المدينة المقدسة ، كما رحب رئيس الجامعة بزيارة سيادته الى مدينة شيكاغو ومشاركته في هذا المؤتمر العلمي الاكاديمي الهام .

سيادة المطران عطا الله حنا ابتدأ محاضرته بمطالبة جميع المشاركين الوقوف دقيقة صمت اكراما لشهداء مخيمي صبرا وشاتيلا وذلك بمناسبة الذكرى السنوية لهذه الجريمة وهذه المجزرة التي ارتكبت بحق شعبنا الفلسطيني .

قال سيادته في كلمته التي تم نقلها مباشرة على تلفزيون واذاعة الجامعة : بأن استهداف الحضور المسيحي في مشرقنا العربي هو استهداف لتاريخ وهوية وثقافة منطقتنا ، ومن يستهدفون ويضطهدون المسيحيين يستهدفون كافة مكونات شعوبنا العربية وهؤلاء اجنداتهم مشبوهة واهدافهم معروفة وهي طمس المعالم الحضارية والتاريخية والانسانية والوطنية لمنطقتنا .

ان استهداف مسيحيي منطقة الشرق الاوسط هو استهداف لكافة مكونات امتنا العربية ، وان افراغ المشرق العربي من المسيحيين لهي خسارة ليس فقط للمسيحيين وانما لكافة مكونات مشرقنا العربي ذلك لأن المسيحيين المشرقيين العرب كانوا دوما من الساعين الى تقدم ورقي بلدانهم وشعوبهم وقد دافعوا عن فلسطين وقضيتها العادلة كما دافعوا عن كافة قضايا الامة العربية وكان لهم حضور فاعل في الحياة الثقافية والادبية والفكرية والابداعية والوطنية .

ان افراغ منطقة الشرق الاوسط من المسيحيين لهي انتكاسة لهذه المنطقة التي منها بزغت المسيحية وانتقلت رسالتها الى مشارق الارض ومغاربها ، فالمسيحية في فلسطين وفي كافة ارجاء منطقتنا العربية ليست عنصرا دخيلا او غريبا على هذه المنطقة ، فالسيد المسيح من مهده الى لحده عاش في ديارنا فقدسها وباركها ومنها انطلقت رسالته الى كافة ارجاء العالم وبعد قيامته كان ينتقل من مكان الى مكان مناديا ومبشرا ومعلما بأن الانسان خلق واعطي نسمة الحياة لكي يكون فاعلا من اجل الخير والسلام والمحبة بعيدا عن البغضاء والكراهية والشر ، نقل البشرية بأسرها من مرحلة الخطيئة والموت الى حياة النعمة والخلاص ، ومن فلسطين الارض المقدسة انطلق الرسل والتلاميذ الذين اسسوا الكنائس الرسولية المقدسة في كافة اصقاع العالم ولذلك فإننا يمكننا ان نقول بأن فلسطين هي مهد المسيحية والقدس هي المركز المسيحي الاول والاساسي ، نذكر انطاكية الشقيقة التي سمي فيها المسيحيون بهذا التسمية للمرة الاولى ونذكر كنيسة الاسكندرية هذه الكنائس الرسولية التي تشكل مصدر اشعاع روحي في منطقتنا ويجب ان نحافظ على حضورها وبقاءها وتأدية رسالتها ليس خدمة للمسيحيين لوحدهم وانما لكافة شعوب منطقتنا والانسانية جمعاء .

ان هنالك في الغرب من يصفنا بأننا اقلية في اوطاننا وهنالك من يتحدثون عن ان هذه الاقلية يجب حمايتها وتقديم كل التسهيلات اللازمة لها ، وانا اقول لكم بأن المسيحيين المشرقيين في فلسطين وفي هذا المشرق العربي الحبيب هم ليسوا اقليات في اوطانهم ونحن نرفض ان ينظر الى المسيحيين كأقليات ، والحماية التي نطلبها ليست تقديم التسهيلات لكي يغادر المسيحيون منطقتنا ويذهبوا الى هذا الغرب .

لا نريد تسهيلات تفرغ منطقة الشرق الاوسط من مسيحييها لكي ينتقلوا الى دول العالم المتعددة، لا ترسل لنا طائرات وسفن تهجر المسيحيين ، ولا تقدموا لنا تأشيرات هجرة لأن هذه ليست حماية للمسيحيين فحمايتهم من خلال بقائهم وثباتهم وصمودهم في منطقة الشرق الاوسط لكي يعملوا جنبا الى جنب مع اخوانهم المسلمين دفاعا عن فلسطين وعن كافة قضايا الامة العربية ، ولكي يعملوا معا وسويا من اجل الرقي والتطور والبنيان وتكريس ثقافة المحبة والسلم الاهلي والاخاء الديني ، لا نريدكم ان تقدموا تسهيلات للمسيحيين لكي يغادروا اوطانهم فهذه ليست الخدمات التي نتوقعها منكم ، فنحن لا نريد للمسيحيين ان يتركوا بلادهم لانهم لن يجدوا مكانا اجمل من فلسطين ومن كافة ارجاء مشرقنا العربي ، علينا ان نساعدهم من اجل الثبات والصمود والبقاء في هذه الارض فمع كل مسيحي يغادر هذه المنطقة نشعر بانتكاسة وخسارة فادحة .

وبدل من ان يتم تقديم التسهيلات للمسيحيين لكي يغادروا اوطانهم ، على الغرب ان يتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني ، اين انتم من معاناة وآلام وجراح شعبنا ، اين انتم من هذا الاضطهاد والعنصرية والاحتلال الذي يستهدف شعبنا الفلسطيني بكافة مكوناته ، اين انتم من الذي يحدث في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الدول العربية ، ان من يرسل السلاح الى سوريا ويدعم الارهابيين بكافة مسمياتهم والقابهم هذا ليس حريصا على الوجود المسيحي وليس حريصا على كافة شعوبنا ومكونات امتنا العربية ، ارفعوا ايديكم عن سوريا بلد الحضارة والثقافة والرقي ، اوقفوا ارهابكم وتوقفوا عن ارسال اسلحتكم التي تدمر وتخرب وتستهدف الصروح الحضارية والتاريخية وتدمر في منطقتنا وتفكك مجتمعاتنا وتنسف كل ما هو جميل وحضاري وانساني في بلادنا .

اننا لا نثق بهذا الغرب الذي يتشدق بحرصه على حماية المسيحيين ، من اراد بقاء المسيحيين في منطقتنا كان من المفترض ان يسعى من اجل حل القضية الفلسطينية التي هي مفتاح السلام في عالمنا ، نحن لا نصدق هذا الغرب الذي يدعم اسرائيل ويبرر سياساتها ويقول لنا انه حريص على الحضور المسيحي ويتناسى ان هذا الاحتلال انما يستهدف المسيحيين والمسلمين ومقدساتنا ومؤسساتنا وكافة مفاصل حياتنا ، لا يمكننا ان نصدق الغرب الذي يتحدث عن ضرورة حماية المسيحيين وهو يغدق بأمواله واسلحته من اجل الدمار والخراب في سوريا وفي العراق وفي غيرها من بلداننا العربية .

من احب المسيحيين وسعى من اجل بقاءهم وثباتهم في منطقتهم كان من المفترض ان يكون اكثر انصافا وموضوعية وحرصا على تحقيق العدالة في فلسطين وانهاء الاحتلال وتحقيق امنيات وتطلعات شعبنا .

من كان حريصا على المسيحيين في منطقتنا كان من المفترض الا يغزوا العراق ويحتله ويقتل شعبه وكان من المفترض ان لا يخطط لهذه المؤامرة التي تستهدف سوريا وغيرها من بلدان المنطقة .