مشاكســــــــــــة رفقـــــا برحــم الحيــــــاة/مال اللــه فــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 10, 2016, 01:42:19 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  مشاكســــــــــــة
رفقـــــا برحــم  الحيــــــاة   


برطلي . نت / بريد الموقع


مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


في ظل واحدة من اكبر واخطر الازدواجية الذكورية المخادعة المضحكة المبكية عبر التاريخ ، والتي تتكرر سنويا بنجاح ساحق ماحق، ارتدى عالمنا  في الثامن من اذار كما في كل عام  قناعا انثويا  وصبغ شفتيه باحمر الشفاه وترك جدائل شعره تنسدل على كتفيه بدلال واخفى تجاعيد وجهه بحقنة بوتكس وتعطر برشة من عطر (مدام روشة) وحرص على احتذاء حذاء ذي كعب عالي من صناعة (اندريه بيرجيه)  واستخدم افضل الكريمات التي تعيد للبشرة شيئا من نضارتها وشد بطنه المترهلة من كثرة الاكاذيب والتسويفات والوعود التي لا تتحقق بكورسيه يابانية واضعا حول عنقه عقدا من الماس الوردي من (لازوردي)  وارتدى فستانا مثيرا من تصميم (فالنتينو) يكشف عن الكثير من المفاتن الانثوية ليبدو الثامن من اذار كما في كل عام يوما انثويا ساحرا ومثيرا بامتياز وليدعو هذا العالم المنافق ، الذي كثيرا ما يضطهد المرأة عاما كاملا ويحتفي بها يوما واحدا، الاسرة الدولية الى المشاركة بالاحتفالات والاحتفاءات بعيد المرأة العالمي في وقت تعيش فيه المرأة اسوأ ظروف الكبت والحرمان والاستغلال الجنسي والتخلف والتمييز الاجتماعي، بل والانهاكات الخطيرة في معظم بلدان وزوايا وانظمة ومنعطفات عالمنا لاسيما في الدول المتخلفة وذات الانظمة القمعية المتطرفة وفي مناطق النزاعات الملتهبة حيث تعامل كسلعة رخيصة تباع وتهدى وتستباح وتسبى وتستلب كرامتها وانسانيتها بفظاظة ووحشية على ايدي رعاع ودجالي ومهرجي ومجرمي وحثالة هذا الزمن الصعب   القادمين من عمق دياجير التخلف والهمجية.
وفي خضم الاحتفالات بعيد المرأة العالمي تحضرالكثير من التناقضات التي تلقي باثقالها على المرأة والتي كانت السبب الرئيس للثورة النسائية الكبرى التي  انفجرت بقوة  في شوارع نيويورك عام 1856 احتجاجا على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل في ظلها،  والتي قادت الاسرة الدولية عام  1977 الى اختيار الثامن من آذار، ليكون يوما عالميا للمراة ، والنساء في كل مكان مازلن يعشن افرازات الازدواجية الذكورية التي تلقي بتأثيراتها على المواقف السياسية والاحكام القانونية ولتنتج بالتالي المزيد من التمييز ومن الانتهاكات ضد المرأة التي نحتفل بها يوما ونركنها في زاوية الاهمال والانتهاكات والتجاوزات عاما كاملا دون ان ننصفها او نحترم انسانيتها وعطائها وتضحياتها، فهي الام والزوجة والاخت والصديقة والزميلة والحبيبة، ورحم الحياة فضلا عن ان غالبية الرجال يريدون من المرأة، ومن الزوجة على وجه الخصوص ان تكون مائة امرأة في ان واحد دون ان يفكروا لحظة بانصافها، فهم يريدونها ان تكون زوجة وصديقة وعشيقة ومربية اطفال وطباخة ماهرة وخياطة ومدبرة منزل وعاملة وممرضة ومنظفة وغسالة ملابس اوتوماتيكية وغسالة اواني ومكواة اوتوماتيكية  وموظفة ومعلمة للاطفال ومجاملة للضيوف، وشبيهة بفنانات الاغراء لارضاء ميولهم الجنسية ومتأهبة دائما لشهواتهم ولنزواتهم ولحقوقهم الزوجية بغض النظر عن حالتها النفسية والصحية والجسدية، ومع ذلك لايجدون حرجا في التجاوز عليها او تأنيبها او حتى اهانتها وتهديدها بالطرد خارج المؤسسة الزوجية ان هي اخطأت بحسن نية او تأخرت او قصرت في جانب ما،     
في خضم ذلك تؤكد الدراسات الميدانية تعرض (35%) من النساء في أنحاء العالم للعنف على ايدي شركائهن، وفي العراق ، رصدت مديرية حماية الأسرة والطفل  22 ألفاً و442 حالة عنف خلال اربع سنوات ضد النساء، كما لفتت احدى نواب المدعي العام إلى أن 90% من قضايا العنف الأسري تكون بها المرأة هي الضحية ومع ذلك سجلت المحكمة حالات يكون الرجل فيها هو المعتدي ومع ذلك يقدم شكوى ضد زوجته الى المحكمة عملا بالمثل الشعبي (ضربني وبكى وسبقني واشتكى) فاين الرجولة في مثل هذه الانتهاكات ؟ هذا الى جانب ارتفاع حالات الطلاق لتسجل خلال عام واحد (59.515) حالة طلاق اي بمعدل (162) حالة يوميا وان (70%) من حالات الطلاق تتم بطلب من الزوجات ومعظمها بسبب العنف والانتهاكات المختلفة.     
الى ذلك سبق للامم المتحدة ان اكدت ان ما بين 90 الى 100 امرأة عراقية تترمل يوميا نتيجة اعمال القتل والعنف الطائفي والجريمة المنظمة والارهاب، وهنالك في بغداد وحدها 300 الف ارملة، وقد يشكلن نسبة 80% من النساء المتزوجات بين سن العشرين والاربعين.
بيد ان اسوأ كوارث الانتهاكات التي عرضت لها المرأة العراقية عبر التاريخ كانت وما تزال الجرائم الوحشية والانتهاكات الدموية الفظة على ايدي ارهابيي داعش القتلة الذين انتهكوا حرمة وانسانية وحقوق بحدود خمسة ملايين امرأة وطفلة معظمهن من الايزيديات وفي مقدمتها التعذيب والعبودية الجنسية والاغتصابات المتعددة والسبي والبيع والاهداء للاخرين كاية بضاعة مما يشكل انتهاكا صارخا ليس للقوانين والمعاهدات والاعراف الدولية حسب وانما للحقوق والحريات الانسانية قاطبة.
ونحن نحتفي بالرحم الذي منحنا اولى دفقات الحياة وحملنا اجنة تسعة اشهر ووفر لنا الامن والامان والحنان والرعاية والمحبة والغذاء وكان بوابتنا الاولى للاطلالة على الحياة فانما نحتفل بانسانة معطاء سهرت حتى ننام ورعتنا حتى نشفى وعانت شظف العيش حتى نعيش وربما حرمت نفسها من متع الحياة من اجل ان توفر لنا رغيف الخبز وتنازلت عن حقها في الترف من اجل ان توفر لنا ادنى مستلزماته ورضيت ان تبقى في الظل لتدفع بنا الى الاضواء فاية محبة هذه ، بل اية تضحية ان تلغي حضورها من اجل ان يتوهج حضورنا واي نكران للذات هذا ان تجوع من اجل ان نشبع، وان تعطش من اجل ان نرتوي وان تسهر من اجل ان نغرق باحلامنا الهادئة الهانئة الجميلة؟ وكم هي جديرة بان نحبها ونتفانى لاجل سعادتها وبالتالي نحول شعاراتنا وقوانيننا التي تنصفها من اقوال الى افعال؟
سيدتي، ايتها المرأة المعطاء، في عيدك البهي تقبلي تهنئتنا الخالصة وباقة ورد معطرة بأجل  تحايا المحبة والاعتزاز .. ويا ايها الرجال يا فرسان النخوة والمكرمات رفقا بقارورة العسل وبرحم الحياة.