مشاكســـــــــــــة خـــوش مركـــــة ... وخـــوش ديـــج/ مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 03, 2016, 11:50:30 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

    مشاكســـــــــــــة

خـــوش مركـــــة ... وخـــوش ديـــج   


برطلي . نت / بريد الموقع

  مال اللـــــه فـــــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


  أيقظت تصريحات ملتهبة لمسؤول رفيع المجتمع الدولي من غفوته وافقدته توازنه، وأصابت الملوك والرؤساء بالذهول، وأرغمت اعضاء  مجلس الامن الدولي على الهرولة, وبعضهم بملابس النوم, لعقد اجتماع طارئ في محاولة يائسة لاحتواء واحدة من أعنف الازمات الدولية وأخطرها.
فقد اشعلت تصريحات ذلك المسؤول الرفيع قلق المجتمع الدولي ودفعته لقرع جرس الانذار بشكل متواصل وعنيف، ليس منبها وحسب وانما محذرا من تداعيات وافرازات وانثيالات وتأثيرات واخطار وحرائق (الكارثـــــة) الاقتصادية الدولية التي يسعى العراق لاشعال فتيلها ليهوي عبرها بالاقتصاد الدولي الى الحضيض والتي ربما تفوق بتأثيراتها وبحدتها وبضحاياها بآلاف المرات مآسي الازمة الاقتصادية الحالية الخانقة جراء كارثة الانهيار المأساوي لاسعار النفط التي ضربت بعنف الدول المنتجة لاسيما المتسولة والمتوسلة منها مسقطة الاقنعة (الثوريـــة) وادعاءات (الكفــــاءة العلميــــة والتخطيطيـــة والاقتصاديــة والقياديــــة) عن الوجوه الكالحة لجيش من الفاسدين والسراق والفاشلين والمنافقين والمرائين وانصاف الأميين في هذه الدول المنكوبة المسلوبة بميزانياتها المثقوية التي سرق الفاسدون نصف وارداتها وتكفل الفاشلون والاميون بتبذير النصف الآخر منها واذا بالمسحوقين والمتعففين والمعدمين والفقراء هم اول ضحايا هذه النكبة السوداء والسياسات الفاشلة الحمقاء.
فقد فاض (الحــــزن واالالــــم والوجـــــع والاهـــــات) بمسؤول رفيع وهو يتلمس مآسي البلاد ومعاناة العباد جراء الازمة المالية التي باتت تطحن عظام الموظفين والمتقاعدين وذوي الدخل المحدود، فما بالكم بالففقراء والمتشردين والمسحوقين والمهجرين والنازحين، وتفتق (حرصــــه الوطنـــــي) الكبير عن حل مثير، داعيا ابناء الشعب الى التوقف عن شراء (النســــاتل) الامبريالية وتناولها كونها تمتص واردات البلاد وتضر بصحة ومصالح العباد، لاسيما ان بلادنا المرفهة السعيدة نجحت في ازاحة (النمســــا) عن مكانتها الدولية في تصدرها لقائمة الدول الاكثر سعادة في العالم وتربعت عرش الصدارة بجدارة بعد ان نجح  مسؤولونا في جعلنا البلد الاول في استيراد  اغلى وافخر انواع الماركات العالمية من الشكولاتة الاوربية وتوزيعها على عامة الشعب عبر مفردات البطاقة التموينية.
فقد نجحت وزارة التجارة بعد 2003 بكفاءة وحرص ونبل ومهنية ووطنية وشهامة وثورية وعفة ايدي بعض مسؤوليها ان تحتل الموقع الاول في تاريخ ومسيرة  وزارات التجارة في العالم حيث تمكنت (بحرصهــــا) الوطني من تقليص مفردات البطاقة التموينية من اكثر من (10) مواد الى (3) مواد فقط نظرا للرفاهية العالية التي وفرتها الحكومات (الثوريـــــة) المتعاقبة لشعبنا، وبدل تلك المواد (الفائضـــة) عن حاجة معظم الطبقات الاجتماعية المسحوقة ولاستكمال رفاهيتهم المتفردة وفرت لهم انواع (النســـاتل) من افخر الماركات العالمية، وفي مقدمتها، (فيريرو الإيطالية، وليندت اند سبرونغلي السويسرية، وجوليان البلجيكية، وجالسكي الانكليزية)، ولو افترضنا ان سعر القطعة الواحدة من هذه النساتل هو الف دينار فقط، وان كل مواطن يتناول يوميا استكمالا لرفاهيته وسعادته ومرحه وروحه الرياضية ولتحسين مزاجه ثلاث وجبات من هذه النساتل (الامبريالية)، باستثاء النازحين والمهجرين الذين ربما يتناول معظمهم عشر قطع من النساتل يوميا نظرا لسعادتهم  المفرطة والرعاية المميزة التي يحظون بها والرواتب المجزية والتعويضات الخيالية التي يتقاضونها والفلل الخرافية التي يسكنونها رغم ان الآلاف منهم ضاقوا بهذه الرفاهية وقرروا (بهـــدف تغييـــر نمـــط حياتهـــم الرتيبـــة) الهجرة وركوب زوارق الموت في بحر ايجة، واذا افترضنا ان عدد سكان العراق هو ثلاثون مليونا، فيكون معدل ما نستهلكه بحدود مائة مليون قطعة (نســــتلة) يوميا اي ما يعادل (100) مليار دينار يوميا، وهو ما يكفي ربما لدفع رواتب الموظفين والمتقاعدين وتننشيط الاقتصاد ودعم الميزانية وتجاوز الازمة المالية دون ان نضطر للتسول من الدول الاخرى، وهذا ما اثار المجتمع الدولي ضدنا لمنعنا من تنفيذ هذا (الاقتــــراح الثــــوري) بوقف تناول النستلة باعتباره اشبه بحلقة من اجراءات عدائية لشن (حــــرب اقتصاديــــة) ضده كوننا اكبر واضخم واهم الاسواق العالمية لهذا المنتج الحيوي الذي يمثل الركيزة الاساسية للاقتصاد الدولي.
لكن فات ذلك المسؤول, الذي ارغمته الحملة الدولية الشعواء المناهضة لتصريحاته على التراجع عن اقتراحه ذاك, الآثار السلبية للتوقف عن تناول (النســـاتل)، لاسيما وان تقارير وأبحاثاً ودراسات دولية اكدت جملة من الفوائد الجمة للشيكولاتة خصوصا الداكنة منها، كونها تساعد على تنشيط الدورة الدموية ومنع تصلب الشرايين وانسدادها مما يساعد على دعم صحة القلب ووقايته من الكثير من الأمراض خاصة الجلطات المفاجئة، وتحسين الحالة المزاجية والتقليل من التوتر والإجهاد، ومخاطر الاصابة بالسرطان وتحفيزها للجسم على إفراز هرمون السعادة (الإندروفين) المضاد للاكتئاب، كما وتعطي إحساسا بالشبع لفترة طويلة، وتساعد على خفض ضغط الدم وتحسين وظائف الاوعية الدموية وعملية الايض.   
كما خلصت دراسة متخصصة الى أن الأشخاص الناجين من الأزمات القلبية والذين يتناولون الشكولاتة بمعدل مرتين إلى ثلاث قد قللوا من خطر تعرضهم للوفاة بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنةً باولئك الذين لا يتناولون الشكولاتة، اما في ميدان الثقافة الرومانسية، فتعتبرالشكولاتة واحدةً من المنشطات الجنسية الطبيعية، وما توفره من الإحساس بالمتعة الحسية عند تناولها، كما ان إذابة قطعة من الشكولاتة في الفم قد يؤدي إلى ارتفاع في نشاط المخ وسرعة ضربات القلب أكثر من ذلك الذي ينتج عن تبادل القبلات الملتهبة بين العاشقين.
الى ذلك فان مشروع (الاصـــلاح) الاقتصادي الوطني هذا الذي اجهضه صاحبه بنفسه وهو يعلن امام الملأ تراجعه عنه بسبب الضغوط العنيفة التي عُرِّض لها، كان من الممكن ان يجعلنا البلد الاغنى والاقوى اقتصاديا على المستوى العالمي لو بادرنا إلى احتضانه واستكمال نصفه الآخر وهو العمل على اقامة صناعة وطنية ضخمة وسريعة  لانتاج حلوى مضادة واقل سعرا، تلك هي الحلوى الشعبية المشهورة بـ (الحلقــــوم) واغراق الاسواق العالمية بها وبسعر لايتجاوز ربع سعر هذه الشكولاتات الامبريالية, عندها ربما كنا سنطيح بالاقتصاد العالمي فعلا ونشعل فتيل الحرب (الحلقوميــــة) العالمية الثالثة، ونستغني عن اوهام الاصلاحات وسراب شعرات ووعود التوزيع العادل للثروات الذي خدرتنا لاكثر من عشر سنوات، اخيرا (ان كانـــت هــــذه الاقتراحـــات مثــــل ذيــــج .. خــــوش مركـــــة وخـــــوش ديــــــج).