ما الذي دفع بالسعودية لسحب يدها من دعم الجماعات الإرهابية في العراق؟

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يوليو 13, 2015, 09:57:20 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

ما الذي دفع بالسعودية لسحب يدها من دعم الجماعات الإرهابية في العراق؟



ترجمة: سناء البديري*

بعد اثباتات عديدة تمخضت عن تقارير امنية محلية ودولية اثبتت تورط دول الخليج منها السعودية وقطر بدعم الارهاب والجماعات المسلحة في العراق واثارة روح الطائفية , مؤشرات جديدة تلوح بالافق ظهرت في هذه الاونة تقول ان هناك انقسامات في السعودية وقطر حدثت إزاء «العملية السياسية» في العراق ، بين مؤيد ومجارٍ لها، وبين معارض. وبين من يؤمن بالمعارضة والحوار والاسلوب الدبلوماسي، وبين من ينتهج العنف والدموية.
يقول المحلل السياسي» جورج هارلو» ، « لا يمكن الانكار ان المدنيين العراقيين هم الوحيدون الذين دفعوا ثمن الصفقات الغير نظيفة التي تمت ما بين السعودية والجماعات المسلحة في العراق ومعارضي العملية السياسية، ولعل التصفية السياسية لكل من طارق الهاشمي ورافع العيساوي واحمد العلواني وغيرهم، يعتبر نهاية التواصل بين المال السعودي المباشر وبين معوّل الهدم للعملية السياسية. فكان المفترض ان يكون الضرب في الجذور والأسس بشكل منظم ومدروس وبغطاء رسمي، يعاضد العمليات الارهابية المستمرة في الصحاري والبراري والبساتين.»
كما اضاف « من المفترض ان يكون الجوار العربي، هو العمق الاستراتيجي للعرب السنّة بعد الاطاحة بنظام صدام، متمثلاً بالدرجة الاولى في السعودية والاردن، فهو راعي الرسالة القومية، والحامي السياسي والأمني والداعم الاقتصادي، بل حتى الراعي الاجتماعي ايضاً. بيد أن التطورات والمعطيات من بعد عقد من الزمن، أثبتت خلاف ذلك.»
كما عول هارلو على توفر النفط والايرادات الضخمة بعشرات المليارات من الدولارات. التي تضخها السعودية وقطر في دعم تلك الجماعات واحتضانها للسنة في العراق ودعمهم تحت شعار محاربة الارهاب ولكن ليس من منطلق الدفاع عن ظلامة شعب او معارضة التهميش او غير ذلك. إنما لايجاد الثغرة في جدار الدولة العراقية الجديدة وتأليب طرف ضد آخر وصولاً الى مصالح سياسيىة واقتصادية وحتى أمنية في المنطقة.»
هارلو يجد حسب تقرير اذاعته قناة البي بي سي البريطانية منذ انسحاب القوات الاميركية من العراق، وفق اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين في عام 2008، والتي حاولت السعودية ان تلعب دور المحتضن للطائفة «السُنية» في العراق، على غرار العلاقة التي ترتبط فيها ايران تاريخياً ودينياً ومذهبياً واجتماعياً مع مناطق جنوب العراق. جاء هذا التغيير السعودي والقطري ليوازي بحسب سياستهم العلاقة التي تجمع ايران بالمكون «الشيعي» العراقي. «سُنة» العراق الذين كانوا يتهمون «شيعته» بانهم من جاء بالاميركان، اصبحوا الان اكثر المطالبين بعودة القوات الاميركية، بعد توغل الجماعات الارهابية في مناطقهم، نتيجة الحواضن التي توفرت لهم على مدى السنوات السابقة، من ذات السكان والشخصيات التي تتهم مكونات عراقية اخرى بعلاقة وطيدة مع الاميركان.
وأشار هارلو الى ان " سياسة رئيس الوزراء الحالي استمرار لما سبقها من سياسات سابقة كونه يقوم بتصديق الشائعات وعدم تزويد العشائر والصحوات بما تريده من السلاح «. ويلاحظ المراقبون أنه رغم القصف المكثف لقوات التحالف، ما يزال التنظيم الإرهابي صامدا وقادرا على المواجهة على الأرض وخوض معارك جديدة، حيث فشلت كل الحملات التي شنتها عليه القوات الحكومية مدعومة بقوات الحشد الشعبي في مهمة القضاء عليه ودحره من المدن والبلدات التي يسيطر عليها رغم النجاح النسبي مؤخرا في استعادة بعض المواقع منه . وبالنسبة لبعض المحللين فإن واشنطن انتهت إلى قناعة مفادها انه يستحيل على الجيش العراقي الحكومي تحرير المناطق العراقية التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي لأسباب تتعلق بضعفه الهيكلي اضافة الى عدم جدية الحكومة العراقية في اصلاحه بالشكل الذي يحسن من أدائه الميداني.
كما اشار الى خطوة المملكة هذه ليست بالجديدة. فهي تسعى منذ عام 2003 للإمساك بتنظيم القاعدة، عبر تفكيكه وتحويله الى تنظيمات متعددة يعمل بلامركزية قيادية، ما يسهّل الإمساك بقراره وضبط إيقاعه».
كما اوضح ان السعودية وبالفعل نجحت الى حدّ كبير في إضعاف مركزية قرار التنظيم عبر تشكيل تنظيمات رديفة في كل من العراق وسوريا واليمن. وبدأت هذه البصمات تتضح معالمها بعد مقتل أبي مصعب الزرقاوي وتسلّم البغدادي مكانه.
هارلو يجد ان «السعودية وقطر كانت وراء الدافع الأكبر للانسحاب الشكلي في دعم داعش سوريا مع بقاء دعم داعش العراق، لأن المملكة ترى أن تمدد نفوذ داعش خارج العراق لا ينسجم مع خططها بعدم توسع عمل أي تنظيم خارج الحدود الموضوعة له. يأتي دعم داعش العراق مع دعم أطراف أخرى هناك، «كأنصار السنّة» و«الجيش الإسلامي» و«كتائب ثورة العشرين» التابعة للشيخ حارث الضاري، إضافة الى مساعدات لبقايا حزب البعث، على رأسها النقشبندية».
هارلو اوضح ان موقف السعودية من سوريا بات واضحا فعلى الرغم من إعلانها الشكلي عن تصنيف جبهة النصرة منظمة إرهابية، إلا أن تشكيلات موالية للمملكة كـ«الجبهة الإسلامية» و«الجيش الإسلامي» وغيرهما ينسقون مع جبهة النصرة بشكل كبير، إضافة الى أن المملكة لم تضع زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني على قائمة الارهاب».

* عن صحيفة الجارديان البريطانية


http://www.newsabah.com/wp/newspaper/55196
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة