مؤتمر السرياني الأنطاكي العربي المسيحي 3 في جامعة الروح القدس: كشف لخفايا التراث

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 05, 2015, 08:23:29 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مؤتمر السرياني الأنطاكي العربي المسيحي 3 في جامعة الروح القدس: كشف لخفايا التراث بحلّة جديدة


برطلي . نت / متابعة
التيار اورغ

فتتح قسم العلوم السريانية الأنطاكية التابع لكلية العلوم الدينية والمشرقية في جامعة الروح القدس - الكسليك بالتعاون مع مركز التراث العربي المسيحيّ للتوثيق والبحث والنشر (CEDRAC) التابع لكلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف في بيروت المؤتمر السرياني الأنطاكي والعربي المسيحي الثالث في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني، في الحرم الرئيسي لجامعة الروح القدس - الكسليك.
يجمع المؤتمر نخبة من الاختصاصيين والباحثين، ويستمر لخمسة أيام يتركّز فيها البحث على محاور متنوعة، منها: الليتورجيا، الإنجيل، الفن والأدب، علم الاثار والتاريخ، اللغة، اللاهوت، أدب السريان المشرقيين، أدب الأقباط، أدب الموارنة، وغيرها.   

وقد حضر الافتتاح بطريرك السريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف يونان، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس روحانا، السفير البابوي في لبنان غبريال كاتشا، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة، الأب المدبّر نعمة الله الهاشم، رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب هادي محفوظ، عميد كلية العلوم الدينية والمشرقية في جامعة الروح القدس الأب زياد صقر، مدير مركز التراث العربي المسيحيّ للتوثيق والبحث والنشر (CEDRAC) في جامعة القديس يوسف الأب روني الجميّل، وحشد من الرئيسات العامات والرؤساء العامين، وأعضاء مجلس الجامعة وعدد من الآباء والأساتذة والطلاّب.

الأب بدوي
افتتح المؤتمر رئيس قسم العلوم السريانية-الإنطاكية في جامعة الروح القدس الأب عبدو بدوي الذي دعا، بدايةً، الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الشعب السرياني والمسيحي المشرقي، كما رحّب بالمحاضرين الأجانب واللبنانيين "الذين لم يألوا جهداً في أبحاثهم ودراساتهم لكشف خفايا تراثنا وإظهارها بحلّة جديدة لنا ولأجيالنا الصاعدة". وأعرب عن سرور الجامعتين المنظِّمتين، أي جامعة الروح القدس وجامعة القديس يوسف، بإدراج هذا المؤتمر على قائمة نشاطاتهما الثقافية واعتباره بمثابة بحثٍ أساسي على خطى أسلافنا وتراثنا، أي التراث السرياني الذي تسعى جامعة الروح القدس إلى تجديده وتقديمه بشكلٍ حديث تتقبّله عقليتنا المعاصرة وشبابنا. ولفت الأب بدوي إلى "أن هذا التحديث يطاول مختلف الصعد، اللاهوتية، الليتورجية، التاريخية، الفنية، التصويرية والموسيقية". وشدّد على أنّ "التراث السرياني-الإنطاكي هو أحد أعمدة حضارتنا المسيحية حتّى ولو أنّ الظروف لم تسمح لهذا التراث بأن يتطوّر بشكلٍ كامل بالرغم من توسّعه الضخم والغنيّ عبر القرون. فهو كنزٌ ورثناه من آبائنا ولا ينبغي أن يبقى مخفياً. من هنا، يقع على عاتقنا أن نجعله بمتناول طالبي المعرفة والروحانية والعلم من دون أن نميّز بين شعبٍ وأمّة. فقد حان الوقت لكشف النقاب عن هذه "اللؤلؤة المخفية" وعرضها أمام الجميع للاستفادة منها، واكتشاف غناها وجمالها وتقديمها للأجيال الحالية والمستقبلية وإلاّ سوف تبقى طيّ النسيان وتضيع إلى الأبد". كما اعتبر الأب بدوي أنّه "إزاء الإضطهاد الذي يعاني منه أخواننا في العراق وسوريا وفي بلدانٍ أخرى في شرقنا حيث يسعى البعض إلى نشر هيمنة أحادية اللون والطرف باسم الكثير من الإيديولوجيات الدينية والإثنية والسياسية بدعمٍ مباشر أو غير مباشر من أبناء هذا الشرق، سنقاوم أكثر من أي وقتٍ مضى وسيتجذّر شعورنا أكثر وأكثر بهويتنا وإيماننا". وختم: "ما يزيد الطين بلّة في الشرق هو أنّنا، من جهة، نعيش وسط دائرة تضمّ شعباً يرفض الاعتراف بالمسيح، وشعباً آخر يعرف المسيح معرفةً ناقصة أو خاطئة فتتضارب، إذاً، مصالح الطرفين، ومن جهة أخرى، يسعى البعض إلى تفكيك الحضارة المسيحية باسم إيديولوجيات علمانية أخرى. فبالرغم من كل شيء، إنّ حضارتنا لن تموت أبداً وسيخرج طائر الفنيق دوماً حياً من الرماد!"

الأب جميّل
ثم تحدّث مدير مركز التراث العربي المسيحيّ للتوثيق والبحث والنشر (CEDRAC) في جامعة القديس يوسف الأب روني الجميّل عن كيفية تنظيم هذا المؤتمر والمسار الذي سلكه المنظّمون قبل الوصول إلى صيغته النهائية. كما أقام مقارنة بين اللغتين العربية والسريانية، "فاللغة العربية هي لغة انفتاح على مساحة ثقافية واسعة ولغة تفاعل ثقافي. أمّا اللغة السريانية فهي لغة الأصل، لغة المسيح والرسل، هي لغة الخصوصية والهوية وهي لغة الأعماق". واعتبر أنّ "تنظيم مؤتمر سرياني أنطاكي وعربي مسيحي يترجم رؤية الكنيسة بالنسبة إلى علاقتها بتاريخها، وبمحيطها الثقافي وبطريقة تصميم هويتها". وبحسب الأب جميّل، "يهدف هذا المؤتمر إلى تزويد الكنيسة، وتحديداً كنيستنا الإنطاكية، بأصولٍ سريانية منفتحة، في الوقت عينه، على العالم الذي تعيش فيه، هذا العالم الذي صمّم وشكّل هويتها على مدى قرونٍ، أعني هنا العالم العربي". ودعا إلى "العمل من أجل مجتمعٍ متجذّر بالتاريخ بمختلف طبقاته، ومن أجل كنيسة لا تعاني من فقدان الذاكرة".

الأب محفوظ
ثم ألقى رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب هادي محفوظ كلمة ترحيبية اعتبر فيها "أنّ البحث في التراث السرياني والعربي ليس صعب المراس كما يظنّ البعض، بل إنّه لنشاط نبيل يلبّي حاجة السعي إلى العافية والراحة، بما أنّ هذا البحث يلقي الضوء على جوهر الحياة الحقيقي ويسير جنباً إلى جنب مع الحداثة والتكنولوجيا. وتظهر هذه الملائمة بين التراث والحداثة جليّةً في إندماج المباني الحديثة والقديمة في آنٍ معاً داخل حرم جامعتنا". كما شدّد على اهتمام جامعة الروح القدس بالتراث المشرقي، والسرياني، والماروني والعربي، معتبراً إيّاه "إحدى أسس رسالتنا المفضّلة". ولفت إلى أنّ "المكتبة العامة هي أفضل شاهد على عمق اهتمامنا في حفظ التراث واكتشافه ودراسته. ولا يسعني إلاّ أن أذكر الإصلاح الليتورجي الذي جاء ثمرة مساعي علماء في الجامعة في خلال سبعينيات وثمانينات القرن الماضي. فبفضل هذا الإصلاح، بات للكنيسة المارونية ليتورجيا رائعة تعكس التقليد الماروني القديم الذي أصبح اليوم يتجسّد في اللغة العربية". كما شكر الأب محفوظ "الرهبان الذين عملوا جاهدين لتحقيق هذا الإصلاح وبالتالي إفادة جميع الموارنة". وختم قائلاً: "نحن حريصون على اكتشاف تراثنا ونتطلّع قدماً لإيجاد علماء جدد مهتميّن بهذا التراث".   

الأباتي خليفة
واختتمت الجلسة الإفتتاحية بمحاضرة ألقاها الأباتي الياس خليفة بعنوان "كتاب اللاهوت لمار باسيليوس شمعون النعماني مفريان طور عبدين"، على أن تستمر أعمال المؤتمر حتى السابع من الجاري.

هذا ويختتم اليوم الثاني من المؤتمر الموافق في 4 شباط بحفلة تقدم خلالها جوقة الجامعة مجموعة من الأغاني السريانية بقيادة عميد كلية الموسيقى الأب يوسف طنوس، عند الساعة السابعة مساء، في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني في حرم الجامعة الرئيسي في الكسليك.