والي داعش الشرعي الى «الصباح الجديد»: أفتيت بهدم مراقد الأنبياء في الموصل

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, نوفمبر 16, 2014, 07:34:47 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

والي داعش الشرعي الى «الصباح الجديد»: أفتيت بهدم مراقد الأنبياء في الموصل استناداً لـ «حديث نبوي»


بغداد ـ وعد الشمري:
قال الوالي الشرعي لتنظيم «داعش» الموقوف حالياً لدى القوات الأمنية، إن أوامر صدرت من زعيمه أبو بكر البغدادي بنقل مهامه إلى الشام قبل اعتقاله، مبيناً ان فتاويه بتفجير مراقد الانبياء في الموصل أو الرد على اتهام ابو محمد المقدسي – أحد منظري السلفية الجهادية – ببطلان الخلافة مستمدة من الأحاديث النبوية.
واقر «الوالي» بأن البغدادي لم يستمع إلى كلامه بخصوص الايزيدين والمسيحين بعدم أخذ الجزية منهم في الوقت الراهن نتيجة لتدهور الاوضاع الامنية.
يأتي ذلك في وقت كشف المسؤول الفني لقاطع البتراء عن هيكيلة واسماء قيادات أكبر ولايات داعش (الجنوبية)، وتحدث عن بعض الخلافات التي تحصل بين زعامات التنظيم على المناصب، مؤكداً ان خطوط الهاتف النقال التي تستخدم في العبوات الناسفة واللاصقة مصدرها اقليم كردستان لانها لا تسجل رسمياً هناك.
حسام ناجي اللامي، الوالي الشرعي لـ «داعش» تنحدر جذوره إلى محافظة ميسان ولد في بغداد من العام 1980، حصل على شهادة البكالوريوس في اداب اللغة العربية، يحفظ القرآن عن ظهر قلب فضلاً عن حفظه لأكثر من 2000 حديث للرسول.
وعلى الرغم من أن اصوله شيعية، يقول اللامي في حديث خاص مع «الصباح الجديد» انه ينتمي إلى عائلة علمانية ووالده ذو فكر ماركسي له علاقات وثيقة ببعض قيادات الحزب الشيوعي.
منذ العاشرة من العمره يؤكد أنه ارتاد المساجد بكثرة وتطبع بالافكار السلفية وارتدى ملابسهم وظهر كالمتشدّد، ما جعل النظام السابق يعتقله ويحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة الانتماء إلى الفكر الوهابي، لكنه استفاد من العفو العام الذي اصدره صدام قبل سقوط حكمه باشهر قليلة.
تولّى اللامي امامة أحد مساجد جسر ديالى في 2004 وبايع تنظيم القاعدة، والقى خطباً تحريضية، تعرض على اثرها للاعتقال وقضى أكثر من 3 سنوات في سجن بوكا.
ويشبه اللامي بوكا بمحافظة مستقلة تجتمع فيها تكتلات من شتى انحاء البلاد، قائلاً «التقيت وسمعت بقيادات بارزة في التنظيم من بينها ابو عبد الرحمن البيلاوي وابو عمر البغدادي وحذيفة البطاوي»، منوهاً أن «سياسة الاميركان كانت بعدم ابقاء السجين في زنزانة واحدة (الكم) كي لا تحصل علاقات وثيقة بين المعتقلين».
ونبه إلى أن «بقائي الاكثر كان في (الكم السادس) بمعية البطاوي وابو عبد الله المياحي، وهما من القيادات البارزة للتنظيم»، منوها أن «العلاقة ازدادت مع هؤلاء الاشخاص رغم ان الاميركان كانوا حذرين من التواصل فيما بيننا».
بعد خروجه من السجن يزعم اللامي بأنه سعى للحصول على الدراسات العليا من السعودية مستغلاً ذهابه لاداء مناسك العمرة في أكثر من مرة لكنه فشل.
واضاف «قررت العودة إلى مسجدي، وهاجمت الوضع الحالي من على المنبر وفي إحدى الخطب تواجد ابراهيم عواد البدري السامرائي، والذي عرف في وقت لاحق بانه ابو بكر البغدادي وتحدثنا بعد الخطبة عن الظرف الحالي وتناولنا وجبة الغداء سوية في منزلي»، مستدركاً «بعدها بفترة قصيرة تم توقيفي بالاشتباه في شارع السعدون وسط بغداد».
وخلال العام 2009 افاد القائد الشرعي لـ «داعش» بـ «حضور شخص يدعى صلاح قال أنه موفد والي بغداد مناف الراوي الذي خرج من المعتقل في وقت لاحق، وقد ارسله ويريد اللقاء به»، ويعلق قائلاً «شعرت بدهشة كبيرة لان النملة التي كانت تمشي في بوكا تعرف من هو مناف»، وتابع «حصل اللقاء في بداية شارع الحارثية عند محل للمرطبات مقابل معرض بغداد الدولي».
وتابع أن «الراوي ظهر مرتدياً لـ (دشداشة) بيضاء اللون في لقاء قصير وطلب استمرار العمل مع التنظيم فوافقته»، مشيراً إلى «أنني تجولت على نحو 40 مسجداً لغرض دعم مواقفنا، وهو ما طلبه في وقت لاحق والي بغداد الجديد حينها حذيفة البطاوي»، لكنه استدرك بالقول «بعض المساجد لم تقبل بخطبي، بل إن الشيخ محمود العيساوي، امام جامع عبد القادر الكيلاني، طردني».
ويهاجم اللامي بعض أئمة وخطباء بغداد بأنهم الشريحة الاضعف، ويجزم بـ «أنهم لن يشتركوا في أي انقلاب عسكري قد يحصل على الوضع في بغداد».
وزاد القائد الشرعي لداعش «انتقلت في العام 2011 الى قضاء الدور للغرض نفسه وهو تأجيج المساجد على الوضع الحالي بناءً على توجيهات مباشرة من (الحجي كريم)، وهو والي صلاح الدين وقد عينت شرعياً على الولاية هناك»، مشيراً إلى إن «النقشبدنية كانوا المسيطرين على اغلب المساجد»، وذكر «تعرضت إلى الاعتقال مرة اخرى بسبب خطبي وخرجت في 2012 وقررت العودة مرة اخرى إلى بغداد».
وشددّ اللامي على إن «اعتقال النائب السابق أحمد العلواني كان بالنسبة لي نقطة مفصلية ولحظة كنت انتظرها لمواجهة الحكومة»، متابعاً «بعدها انتقلت على الفلوجة والتقيت بالشيخ حسن وهو والي بغداد وكان يعرفني جيداً ومنحني الثقة، وارسنلي مباشرة إلى ابو حسام الوالي الشرعي في الفلوجة».
وبين اللامي «عندما كنت في منزل ابو حسام، التقيت بابو عبد الرحمن البيلاوي، وابو معتز وكانت لديهما معلومات كاملة عني حتى عدد مرات سفري خارج العراق»، موضحاً «تم توجيهي بالقاء الخطب على مقاتلي التنظيم في المدينة من اجل رفع معنوياتهم واصبحت الوالي الشرعي لداعش».
ونبه إلى أن «والي الموصل وبعد سقوطها بيد (داعش) أخذ يتصل بي لسؤالي عن بعض الامور، كذلك الحال بالنسبة لوالي بغداد».
واضاف «في الموصل اعطيت فتوى في الخراج والحسبة وخصوصاً في تسعير البضائع، وقلت بإمكانية ان تحدد على وفق السعر الذي كانت عليه وقت الاستقرار الاقتصادي اذا تجاوزت حالياً سعر المثل».
وكشف اللامي انه صاحب فتوى تهديم مراقد الانبياء في الموصل ايضاً، ونوّه «استدليت بقول للرسول موجود في صحيح مسلم وهو (لا تدع قبراً مشرفاً إلا سوّيته ولا تمثالاً الا طمسته)، اي ان حرمة القبور من حرمة الدفين وطالما أنه غير موجود فيها فأنها عبارة عن طابوق مرصوف يجب هدمه».
بالمقابل يلفت إلى إن ابو بكر البغدادي أهمل ما افتيت به بخصوص الازيدين، لانني استدليت بحديث الامام علي في مصنف ابي شيبه حيث قال (انما اخذنا منهم الاموال على أن تكون دمائهم كدمائنا اموالهم كأموالنا) وأبلغته بأن دولة الخلافة غير قادرة على توفير الامن لهذه الشرائح في الظرف الحالي نتيجة هجمات القوات الامنية والقصف المستمر على الولاية»، وشددّ على ان «البغدادي اخذ بفتوى والي الموصل الذي استدل بآية في سورة التوبة جاء فيها (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)».
كما كلّف البغدادي، حسام اللامي الرد على فتوى ابو محمد المقدسي (احد ابرز منظري السلفية الجهادية) الذي قال ببطلان الخلافة، لكن جواب مفتي داعش جاء بـ «حديث للرسول منقول عن حذيفة اين اليمان نصه (ستكون خلافة على منهاج النبوة، ثم يرفعها اذا شاء الله ان يرفعها ثم تكون خلافة راشدة ثم يرفعها اذا شاء الله يرفعها ثم تكون ملكا عاضاً ويرفعها اذا شاء الله ان يرفعها ثم تكون ملكاً جبرياً ثم يرفعها اذا شاء يرفعها ثم تعود خلافة على منهاج النبوة)».
ومضى إلى القول أن «اوامر صدرت من ابو بكر البغدادي بترفيعي كي احصل على المنصب الشرعي لولاية الشام وعدتُ من الفلوجة إلى بغداد لغرض تهيأة اموري في الذهاب إلى دمشق لكني تفاجأت بمراقبة السلطات لهاتفي واعتقالي عشية السفر».
من جانبه يقول المسؤول الفني لقاطع البراء في ولاية الجنوب صدام كريم الدليمي، وهو من مواليد 1990، أن «ما شهدته البلاد في العام 2006 من احداث طائفية شجعني على الانتماء إلى القاعدة»، مضيفاً «كنت من الذين يترددون على المساجد وحينها حدثني ابن خالتي (لا يزال يقاتل مع صفوف داعش في الفلوجة) عن عن الجهاد واقنعني بهذه الفكرة وقررت دخول هذا المجال بالتزكية».
وتابع في مقابلة حصرية مع «الصباح الجديد»، إن «لقاءً حصل مع المسؤول عن التجنيد ودخلت في معسكر للتدريب استمر 15 يوماً متتالية في مناطق متروكة ببحيرات المدائن»، وذكر «وبعدها كانت امامي صنوف عدة اخترت منها صنف العبوات، التي دخلت دورة خاصة في تصنيعها تعلمت من خلالها كيفية زرع ورفع وتفجير العبوات، ونجحت في استهداف الاليات الاميركية».
وبعد تناقص نشاط التنظيمات الارهابية باستحداث الصحوات مطلع 2008 يوضح الدليمي «تركت العمل المسلح لان الصحوات يعرفون عنا كل شيء واتجهتُ إلى السليمانية ومن ثم عدت لمدينتي لاكمال دراستي، وبلغت السادس الادبي»، لكنه عاد ليبيّن «في منتصف العام 2012 اتصل بي شخص يدعى ابو ضياء واتفقت معه على اعادة النشاط المسلح بتشكيل مفارز تتولى نصب العبوات والاغتيال حتى حصلت على منصبي مسؤولاً فنياً عن قاطع البراء مؤخراً».
اما بخصوص هيكيلة التنظيم، يورد الدليمي «لدى داعش حالياً 8 ولايات هي: كركوك، نينوى، جنوب نينوى، ديالى، صلاح الدين، الانبار، الفلوجة، بغداد، الجنوب».
وينبه إلى إن «الجنوب اكبر الولايات، وتمتد بين حزام بغداد الجنوبي إلى البصرة وفيها خمسة قواطع هي: البراء، الحمزة، الفاروق، الفرات الاوسط، الامام علي»، لافتاً إلى أن «كل قاطع مكوّن من خمس كتائب».
واشار إلى إن «(الحجي) عارف على رأس ولاية الجنوب، واميره العسكري يدعي ابو الحسن، بالاضافة إلى الجُنيد وهو المسؤول الامني، وابو زينب نائب الوالي، وابو سعد الفني للولاية»، لافتاً إلى أن «ابو ياسر يشغل منصب آمر قاطع البراء وهو سجين هارب من ابو غريب، والمسؤول العسكري ابو فرح، والفني الذي هو انا».
ونبه إلى «إننا نعمل باشراف خمسة مهندسي برمجيات وكهرباء، بعضهم من حملة الشهادات العليا، يتولون صناعة (كارتات شحن) العبوات الناسفة بعد برمجتها، فيما نقوم نحن بعملية الربط والتفجير».
ويكشف المسؤول الفني في داعش عن خلطة العبوة الناسفة بأنها «مكوّنة من الاسمدة الكيمياوية ذات الجودة العالية، تصلنا من مصادرنا المختلفة، بعضها من معامل الموصل بسعر 70 الف دينار للكليو الواحد»، مضيفاً «نمزج معها نترات الامونيا (الرصاص) لتكون مادة رصاصية فتصبح الخلطة بلون رصاصي ونضعها في عبوة بلاستيكية (جليكان) ثم نضيف ايضا فتيل (كوارتز) شديد الانفجار باربع اجزاء من الثانية لعشرة امتار».
وعن كميات هاتين المادتين، يقول الدليمي «إنها حسب نوع التفجير فإن اردنا اسقاط منزل بالكامل فإننا نحتاج إلى 50 كيلو من الاسمدة و 3 كيلوات من الرصاص وتزداد وتتناقص هذه الكميات وفق الهدف».
كما اشار إلى ثلاثة طرق لتفجير العبوات، الاولى بـ «ايصال طرفي السلك المرتبط بالعبوة على بعد 200 متر بواسطة بطارية خاصة وهنا تحصل دورة كاملة وتنفجر العبوة».
ونبه إلى إن «طريقة أخرى تسمى (المَدّة) وهي شبيهة باللغم حيث يخرج من العبوة سلكان يُربط بينهما انبوب رفيع مثبت بـ (كلبسات كهرباء) ويخدش احد طرفي السلك ومجرد ان يضغط عليها اي جسم، سواء عجلة او انسان، تنفجر مباشرة»، مستطرداً «نستهدف بهذا النوع من العبوات خطوط النقل العسكرية».
وافاد بأن «النوع الثالث من العبوات تنفذ بواسطة (جهاز الموبايل)، حيث نستعين بـ (كارت) يعده لنا المبرمج يربط بالهاتف الذي يُلحق بالعبوة»، موضحاً إن «هذا (الكارت) فيه اربعة اسلاك تربط اثنان منها بالهاتف اما الاخران فيربطان بالعبوة نفسها».
واضاف الدليمي «أن هاتف اخر يحمله المفجّر، يتصل على الجهاز الموجود في العبوة وحين يصل الهدف بالقرب منها يقطع الاتصال كي يحصل اهتزاز في (الكارت) فيعطي ايعازاً بواسطة الاسلاك إلى العبوة وتنفجر بشكل مباشر».
ويقدّر المسؤول الفني في داعش «تكلفة العبوة التي تنفذ بواسطة الهاتف النقال بـ 100 دولار، اما خطوط الشحن فنحصل عليها من إقليم كردستان وهي غير مسجلة سواء من شركتي (اسياسيل أو زين)، ولدينا متعهد يوصلها لنا بالمئات وتوزع على القواطع حسب الحاجة».
وفيما يؤكد أن «تصنيع العبوة اللاصقة لا يختلف على العبوات الاعتيادية الا بغلافها المكوّن من الحديد على شكل مستطيل يثبّت بالهدف بواسطة (مغناطيس) ويتم تفجيرها بالهاتف النقال»، يوضح أن «العجلات المفخخة مرتبطة بالقائد المسؤول عن التطوير، وإعدادها قرار مركزي يتخذه العسكري في الولاية».
ولا يملك المسؤول الفني بحسب الدليمي «جنوداً بل إن مسؤول الكتيبة يهيأ له العدد الكافي منهم حسب النشاط الموجود»، كاشفاً عن إن «داعش جهز مؤخراً 15 فنياً من أجل توزيعهم على ولايات العراق».
ويصنف اللامي علاقة داعش مع التنظيمات المسلحة في الميدان على أنها متباينة بين مجموعة وأخرى، مستطرداً «توجد قطعية تامة مع الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين الذين اعلنوا الحرب مسبقاً على القاعدة، في حين نجد تعاطفاً من جماعة انصار السّنة وجيش الطريقة النقشبدنية وبعض فصائل جيش المجاهدين»، لافتاً إلى «نشوب خلافات بين قيادات التنظيم على توزيع بعض المناصب».
ويختم الدليمي حديثه بالتطرق الى المستحقات المالية للعاملين ضمن داعش، بالقول أن «المتزوج يؤمن له بدل ايجار سكن ومخصصات زوجية عن كل طفل 25 الف دينار شهرياً ومصروف يومي».
وتابع «وغير المتزوج يحصل على مايسمى بكفالات شهرية قدرها 75 الف دينار بالاضافة إلى مصاريف التنقل وبطاقات شحن الهاتف والمأكل والمشرب والملابس، فضلا عن هدايا كتلك التي حصلنا عليها في رمضان الماضي وهي مليون دينار و300 دولار، وفي عيد الاضحى مليوني دينار».


http://www.newsabah.com/wp/newspaper/26414
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة