نواف وسُكينة نازحان شبكيان تمت خطبتهما في برطلة وزواجهما في الكوت

[ماهر سعيد متي]

نواف وسُكينة نازحان شبكيان تمت خطبتهما في برطلة وزواجهما في الكوت

المدى برس/ واسط 
سكينة فتاة شبكية من ناحية برطلة بمحافظة نينوى، حال (الدواعش) بينها والزواج من خطيبها، نواف حيدر، في مدينتهم، حيث الأهل والأقارب والأصدقاء، فشاء القدر أن تزف إلى عريسها من قبل أهالي واسط، بدعم من الحكومة المحلية، التي وفرت للعريسين المستلزمات المطلوبة.
وستنشر صحيفة المدى يوم غد، الثلاثاء(30 ايلول 2014)، ملحقاً كاملاً عن شؤون النازحين في البلاد فضلاً عن خارطة واضحة لتوزيعهم في المحافظات العراقية.
ففي فعالية اتسمت بالحضور الجماهيري المتنوع على المستويين الرسمي والشعبي، احتفل أبناء محافظة واسط،(180 كم جنوب شرق العاصمة بغداد)، على طريقتهم الخاصة، بزفاف "ابنهم" نواف حيدر، النازح من ناحية برطلة، على عروسه، سكينة، التي خاضت رحلة مريرة مع أهلها وخطيبها، لتكمل مشوار حياتها مع شريك حياتها.
وبرغم قسوة الظروف و"همجية الإرهاب الداعشي"، أبى القدر إلا أن تكون وجهة عائلتي نواف وسكينة، وعدد آخر من عوائل المنطقة، صوب محافظة واسط، حيث استقر بهم الحال في إحدى الحسينيات على طريق بغداد - الكوت، وما أن استقروا وسط حفاوة الواسطين وشهامتهم، وتأمينهم المستلزمات الإغاثية اللازمة للنازحين، حتى عقد نواف العزم على استكمال "نصف دينه" تحدياً للظروف ولإثبات أن إرادة الحياة أقوى من "الإرهاب".
ولم يكن يدر بخاطر نواف، أن يحظى برعاية رسمية من قبل محافظ واسط، محمود عبد الرضا طلال، الذي بادر حال سماعه برغبة نواف، إلى الإعلان عن التكفل بمتطلبات الزواج، كما بادر الخيرون بالمحافظة، بتقديم ما بوسعهم للزوجين، فكان حفل الزفاف بهياً وجميلاً وحميمياً، تميز بحضور جماهيري كبير على المستويين الرسمي والشعبي.
وجرت احتفالية العروسة سكينة من خطيبها نواف بموكب من المركبات التي هيأتها إدارة المحافظة مع عدد آخر من مركبات الأهالي الذين عدّوا الشابين أبناء لهم، وعبروا لهما عن أصالة الواسطيين وشهامتهم.
ومع أن مراسيم الزفاف، تبعاُ لظروف العائلة والعريس، تمت في المكان الذي يسكن فيه نواف، وهو (حسينية الحسن المجتبي) الواقعة على طريق الكوت - بغداد، بعد أن تم بناء غرفة للعريسين مجاورة للحسينية، لكنه كان مميزاً.
ويقول نواف حيدر في حديث إلى (المدى برس)، إن "موقف أهالي واسط، ومحافظها، سيبقى ماثلاً في عقلي وضميري أبد الدهر، لما جسده من أصالة ونبل أنستنا خسة الإرهابيين ووحشيتهم"،
أهالي العروسين نواف وسكينة، وأقاربهما كانوا ضيوف الشرف في الاحتفالية، وكانوا فرحين كثيراً بالزواج الذي بدأ بخطوبة في مدينة برطلة ليتكلل واسطياً.
من جانبها تقول العروسة سكينة، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مشاعر أهالي واسط الجياشة جعلتنا نشعر وكأننا وسط أهلنا وعشيرتنا، لما قدموا لنا من رعاية ودعم"، وتبيّن أن "مجموعة كبيرة من نساء المنطقة حضرن إلى مكاننا وقدمن لنا التهاني والهدايا".
وتضيف العروس الشبكية، أن "حفاوة أهالي الكوت جعلتنا عاجزين عن التعبير"، وتؤكد "لولا دعم أهالي واسط ومحافظها لما اجتمع شملنا مجدداً، وهو ما سيبقى ديناً بأعناقنا مدى العمر"
وكانت الحكومة المحلية في واسط  أعلنت مطلع أيلول الجاري عن ارتفاع عدد النازحين من محافظة نينوى إلى المحافظة، لـ22 ألفاً و859 نازحاً، موزعين على 4649 عائلة.
وتصدر مركز قضاء الكوت الأقضية والنواحي من حيث استقبال عدد النازحين بواقع 8470 شخصاً موزعين على 1704 أسرة، وجاء قضاء النعمانية بالمرتبة الثانية حيث بلغ عدد النازحين اليه 5643 نازحاً، أي بواقع 1090 اسرة فيما حل قضاء الحي المرتبة الثالثة حيث استقبل نحو 1502 نازح بواقع 303 فيما حل قضاء العزيزية بالمرتبة الرابعة بعد ان استقبل 1300 نازح بواقع 251 عائلة."
يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014)، كما امتد نشاطه بعدها، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى وغيرها، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة في العراق.

http://www.faceiraq.com/inews.php?id=3101598