الغارديان: هل سيكون احتلال الموصل نعمة أم عبئاً على داعش؟ / المدى

بدء بواسطة matoka, يونيو 13, 2014, 11:08:16 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

الغارديان: هل سيكون احتلال الموصل نعمة أم عبئاً على داعش؟




ترجمة المدى

على أبو بكر البغدادي ومجموعته ان يقرروا الآن ما اذا كانوا سيتمسكون بالمدينة التي احتلوها بالصدفة، وكيف سيتعاملون مع سكانها. 
لم يكن قادة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يتوقعون الاستيلاء على مدينة الموصل عندما هاجموها يوم الإثنين، حيث ان التكتيك الذي تفضله المجموعة خلال السنوات الأخيرة هو الضرب بسرعة وإيقاع اكبر عدد من الخسائر والأضرار ومن ثم الانسحاب.
هذه المرة كانت القوات الحكومية أسرع في الفرار، رغم ان عددهم يفوق عدد المسلحين بنسبة 50 إلى 1، تاركين المجموعة تسيطر على المدينة.
على أبو بكر البغدادي، قائد المجموعة منذ عام 2010، الآن ان يواجه بعض المسائل الستراتيجية الأكثر خطورة التي واجهت المسلحين الإسلاميين على مدى العقد الماضي؛ هل سيتمسكون بالمدينة أم لا، وكيف سيتعاملون مع أهلها.  الانسحاب السريع من المدينة سيكشف إيمانهم بأن مسكها مستحيل أو غير مرغوب فيه، وهذا هو الأكثر احتمالا. لكن الحقيقة هي ان المجموعة، ومنذ كانون الثاني، قد استولت على ثلاث مدن أخرى في العراق – الفلوجة والرمادي وتكريت (ليلة أمس) – بالإضافة إلى الرقة في سوريا، ما يبين ان البغدادي – البالغ 43 عاما من العمر – قد يعيد التفكير كثيرا قبل ان يأخذ ما يستطيع من الغنائم من عملية الموصل ويرحل.  إن اسم مجموعته ينطبق على غاياتها، فانه يقود "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، أو الشام. وهذا يختلف تماما عن الأهداف التي يوحي بها اسم القاعدة التي أسسها أسامة بن لادن التي يديرها اليوم نائبه السابق أيمن الظواهري من باكستان.  اسم القاعدة يمكن ان يعني قاعدة مادية فعلية – مثل القواعد العسكرية في الموصل التي نهبت المجموعة أسلحتها الثقيلة خلال الأيام الأخيرة – لكنها يمكن ان تعني أيضا المنهجية.
على مدى عقد أو اكثر من الزمن، كان الستراتيجيون الإسلاميون يناقشون بمرارة ما اذا كان عليهم تأسيس ملاذات آمنة يمكن الدفاع عنها وتكون منطلقا للتوسع، أو التركيز على عمليات إرهابية كبيرة – مثل عملية الحادي عشر من أيلول – تهدف إلى تطرّف وتعبئة مجاميع سكانية بأكملها وتؤجج "جهادا عالميا بلا قيادة".
لقد اختار أبو مصعب الزرقاوي – الأردني الذي أسس (القاعدة في العراق) عام 2004 وسيطر على جزء كبير من محافظة الأنبار قبل قتله عام 2006 – الخيار الأول. أما أبو مصعب السوري – الذي شهد سحق انتفاضة إسلامية في حماة على يد حافظ الأسد عام 1982 – فقد كان أبرز المؤيدين للخيار الثاني. وتسببت مجموعة الزرقاوي باستياء السكان المحليين وحشيتها وتعصبها ما جعلهم يثورون عليها ويخرجونها من مناطقهم.
وبحلول نهاية العقد الماضي، كان يبدو ان هذه التجربة – وغيرها من تجارب المجاميع الأخرى في العالم الإسلامي – قد تغلبت على ستراتيجية "حرب المواقع" لصالح " حرب المناورات " الأكثر عالمية والأقل إقليمية. مع ذلك فيبدو ان إغراء الأراضي لايزال مستمرا.
الإسلاميون المصريون في سنوات التسعينات اعتبروا ان تضاريس بلادهم غير ملائمة لإقامة قاعدة آمنة يمكن ان يعملوا من خلالها. ففي 2004 اجتمعت  مجموعة من كبار متشددي  قاعدة العراق في الفلوجة "لمراجعة موقف حملتهم". في ما بعد كتب  أبو أنس الشامي، رجل الدين الأردني الفلسطيني الذي حضر الاجتماع قائلا "أدركنا أننا بعد عام من الجهاد لم نحقق شيئا على الأرض وفشلنا فشلا ذريعا". وأضاف انهم بدلا من الاعتماد على الدعاية، كانوا بحاجة إلى قاعدة يقفزون منها إلى المزيد من التوسع اذا ما انتهت الصفحة الدفاعية للقتال – التي قارنوها بالتجارب المبكرة التي واجهها النبي محمد وأتباعه في بداية الدعوة الإسلامية.
وكذلك كان هناك دافع شخصي، حيث يشكو أبو أنس – الذي قتل في تشرين الأول 2004 عند استعادة الفلوجة على يد القوات الأميركية – قائلا "لم تتوفر لنا ولو قطعة أرض صغيرة نسكن فيها، ولا ملجأ آمن في أوطاننا نلوذ به بأمان".  وعندما استولت المجموعات الإسلامية على مناطق مدنية وحاولت السيطرة على السكان المحليين، كانت النتائج كارثية إلى حد كبير. ففي اليمن مسكت (القاعدة في شبه الجزيرة العربية) العاصمة الإقليمية جعار قبل طردها من قبل القوات الحكومية.
كما استولى (اتحاد المحاكم الإسلامية) لفترة قصيرة على مقاديشو عاصمة الصومال. وسقطت أجزاء من مدن ليبية وسورية تحت سيطرة الإسلاميين. وسيطرت طالبان في أفغانستان اسميا على خمس مدن لمدة خمس سنوات.
لكن من الواضح ان اغلب الناس تدرك جيدا ان إدارة الإسلاميين للمدن سيئة جدا – رغم ان داعش قد توقفت اليوم عن قتل جامعي القمامة على انهم متعاونون مع الحكومة.
وكشف مسح أجري على المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، أن جميع تلك المناطق نائية وتقع على الحدود ولا يمكن ان تصل إليها الحكومات الضعيفة وانها ليست ذات قيمة ستراتيجية كبيرة، باستثناء واحد فقط هو الدولة الإسلامية في العراق و الشام العابرة للحدود .





Matty AL Mache