محنة المسيحيين في الموصل زهير كاظم عبود

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, مايو 12, 2014, 09:07:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

محنة المسيحيين في الموصل
  زهير كاظم عبود


بعد الموقف العراقي الأصيل الذي وقفته العديد من مدن العراق ضد قوى الإرهاب والتخلف، ومنازلتها ومساندة قوى الجيش العراقي والأمن الداخلي، وبعد مواقف العديد من تلك العشائر والتجمعات السياسية ضد فلول القاعدة وبقايا الإرهاب البعثي في مدن ومناطق متعددة، بدأت تلك القوى بالتراجع والتقهقر من تلك المناطق باتجاه مناطق قليلة ترتكب فيها جرائمها الخسيسة ضد أبناء العراق، وبدأت حالة من الوعي السياسي والاجتماعي تعم بين الناس في العراق ضد تلك الزمر التي تريد السوء بأهل العراق، وترتكب الجرائم تحت ستار حماية الوطن ومحاربة الطائفية، وبالنظر لهروب تلك المجموعات الأرهابية من أغلب المدن العراقية لعدم قدرتها على مواجهة الشعب العراقي وقواته المسلحة بشكل لافت للنظر، وبدأت القوى الأرهابية منذ فترة بالأنحسار من اغلب مدن العراق، حيث تم تحجيمها ومحاصرتها ضمن مناطق ديالى والموصل والانبار، بالنظر لوجود حواضن ومنابع أرهابية مساندة في تلك المدن العراقية الأصيلة لم يطلها القانون ولاتعرضت لها الحكومة حين شنت حملتها.
منذ فترة غير قصيرة والموصل واهلها يشكون من تسلط الجماعات الارهابية المتطرفة والمنحرفة دينيا وعقليا، وانتشار أغراب لايتحدثون اللهجة العراقية ولاحتى المصلاوية ولا اللغة الكوردية يحملون الأسلحة ويدورون في المدينة، ومنذ فترة وغيارى الموصل وديالى والانبار تستصرخ العراق لتخليصهم من تلك الزمر التي سرقت الفرح من عيون الناس ونغصت عليها عيشتها وأيامها، كل اهل هذه المدن من مختلف القوميات والديانات يشكون من التسلط الهمجي للزمر الأرهابية، ومن يستعيد الذاكرة عليه إن يراجع الحملة الأجرامية التي شنتها تلك المجموعات في مدينة الموصل حيث قتلت رجال دين مسيحيين، واغتالت القاضي الشهيد اسماعيل يوسف صادق، والشهيد بشار نافع والشهيد طارق قطان والشهيد نافع جموعة، والصيدلي الشهيد خالد السماك، والشهيد رغيد كني وقامت بأسر الشهيد مار بولس فرج رحو ومن ثم القيام بقتله وثلاثة من حراسه كل من رامي – الحارس الشخصي و فارس – السائق اللذين قتلا مباشرة بعد اختطافهما، بينما توفي الشهيد سمير، الحارس الشخصي الثاني متأثرا بجراحه في المستشفى.. في عملية تنم ليس فقط عن التوحش والهمجية، إنما تدلل على الخسة والأنحطاط التي تميزهما عن البشر، وقوافل الشهداء الأبرار.
من يستذكر تلك الجرائم لن ينسى عمليات تفجير الكنائس ودور العبادة، والقذائف التي طالت بيوت الله، حيث طال التفجير كنيسة مريم العذراء للكلدان، وهدم كنيسة مار بولص للكلدان ،دار الايتام للراهبات الكلدان، كنيسة نسطورية، ودير الراهبات الدومينيكان في الموصل الجديدة. ومن يريد استعادة الذاكرة عليه أن يراجع تلك البيانات التي تصدرها ما تسمى بدولة داعش، وهي خليط هجين من عناصر مجرمة من تنظيمات القاعدة متحالفة مع عناصر تدعي الاسلام، ومتطرفة ترتكب الجرائم الخسيسة باسم الدين، تقوم بقتل الناس وتفجير الأسواق في مدن تلعفر وسنجار ومحلات الموصل العريقة، لاتخفى هويتها أو اسماء مرتكبيها على أحد.
ولم يتم القضاء على رؤوس تلك العصابة بعد ان بدأت حملة القضاء على الإرهاب في الموصل، بالنظر لأختباء تلك العناصر وعدم متابعتها والتحري الجاد عنها، فبقيت سائبة غير أن خطرها لم ينته، فقامت بتفجير بيوت الفقراء في الزنجيلي وحي الوحدة والسكر والنور، وقامت بالتفجيرات في الأسواق الشعبية، وقامت باغتيال اعداد من ابناء الأيزيدية والشبك.
وأخيرا الحملة الجبانة التي بدأتها في عمليات قتل المسيحيين من أبناء العراق البررة في رابعة النهار، وأمام انظار الناس وجميع القتلة ممن تم معرفته وتشخيصه، وليس اكثر خسة من أنهم احيانا يقومون بأخلاء البيوت المملوكة لأخوتنا المسيحيين من ساكنيها ومن ثم القيام بتفجيرها امام الناس، بالإضافة الى أنهم يتابعون تلك البيوت التي هجرها أصحابها خوفا على حياتهم ليتم تفجيرها على مرأى وبصر الناس المجاورين، الذين يعرفون تلك المجموعات الإجرامية، كما أنهم يقومون بإبلاغ تلك العوائل بضرورة مغادرة الموصل حيث يزعمون أنها صارت أمارة أسلامية، وهكذا بلا لثام ولاقناع فكيف يمكن تمرير الأتهامات على الناس بعد هذا ؟
كل تلك الشواهد تشير الى حقيقة من يقوم بترويع أهلنا في الموصل، وكل تلك الأفعال التي شهدها الناس وعرفها أهل الموصل الذين لم يداهنوا أحد ولاكتموا الشهادة ولا تعلموا اللعب على الحبال، الناس كلهم في الموصل يطالبون بالقضاء على تلك الزمر الضالة التي احالت حياتهم الى جحيم وجعلت مدينتهم تحت رحمة الأرهاب.
ومن يتعرض منهم لتلك الأساليب والأعمال الإجرامية لايجد له سندا وملاذا سوى الكنائس والأديرة المجاورة أو النواحي والأقضية التي يشغلها أخوتنا المسيحيين أو مناطق الأيزيدية والشبك أو مناطق إقليم كوردستان العراق المجاورة والقريبة منهم، يلوذ بها مع عائلته لحمايتهم.
حيث فتح الإقليم صدره الرحب لهم، وتم تخصيص الاموال لمساعدتهم، واتخذت قيادة الاقليم كل المستلزمات الضرورية لاحتضان تلك العوائل النازحة والهاربة من إرهاب تلك المجموعات الإجرامية، ومن يريد ان يكون منصفا عليه ان يدقق في الأتهامات وخلط الاوراق، وحين يتهم قوات البيشمركه الكوردية بارتكاب مثل تلك الأفعال الجبانة، عليه أن يعرف انه يساهم في ابعاد الشبهة والتستر على الجرائم التي ترتكب بحق الإنسان في الموصل أو في غيرها، وعليه ايضا أن يعرف أن مثل تلك الأفعال ليس من شيم وقيم البيش مركة التي نازلت الجيوش النظامية، وقاتلت سلطة صدام بشجاعة معروفة للجميع حتى النهاية، كما أن لجوء بعض العوائل المسيحية الى كردستان العراق دليل على أنها وجدت في الأقليم الواحة والملاذ للحماية والسكينة والنخوة التي افتقدتها بوجود المجموعات الإرهابية في الموصل، وعليه أن يفكر في المصلحة والنتائج التي لاتحقق فائدة للجانب الكوردي وتفرض عليه التزامات كبيرة في الحماية والرعاية والأنفاق، وبالتالي عليه أن يفكر أيضا في ضعف شهادته البعيدة عن الحقيقة، والمجروحة من الناس وهي تلمس ذلك الافتراء والتستر لإبقاء مثل تلك المجموعات الإجرامية ترتكب جرائمها بحقهم، اعتقادا منهم برجحان كفة التعادل الطائفي والشوفيني الذي لم يزل يسيطر على تلك العقول والضمائر التي أضرت بالعراق.
أن أهلنا المسيحيين في الموصل من وقعت عليهم تلك الأفعال الأجرامية، وشهادتهم في هذا الجانب واضحة وصريحة وصادقة، وكان عضوا مجلس النواب عبد الأحد أفرام ويونادم كنا قد صرحا بأن مرتكبي تلك الأعمال هم من المتشددين المتطرفين وليس بين البيش مركة من ينفلت أو يتشدد لأنهم قوات عسكرية منضبطة، ولايمكن أن يقوموا بمثل تلك ألأفعال خلافا لقرارات قيادتهم أو لمخططات القوات العسكرية في الدولة الاتحادية.
أن جميع الأخوة المسيحيين الذين صرحوا للأعلام أشاروا الى تلك المجموعات المسلحة المعروفة والمتطرفة والتي تجد التعاون والتعاطف معها من قبل بعض الأسماء التي يسرها أن تتحول الموصل الى ساحة للرعب والموت والتخلف وتحكمها عصابات القاعدة وداعش، بدلا من أن تعود الموصل أم الربيعين وزهرة المدن العراقية.
أن اختراق قوات الأمن في المدينة ليس مستحيلا، كما أن هناك عناصر تتعاون مع التنظيمات الأرهابية لخلل في الضمير أو لضعف في الموقف الوطني أو لغايات الكسب الحرام، كما لانستبعد إن تكون هناك أخطاء فردية من قوات البيش مركة، الا أن من يرتكب تلك الجرائم بحق المسيحيين في الموصل هو من أرتكب الجرائم البشعة والجبانة بحق الأيزيديين والشبك، وهو نفسه أيضا من يلاحق المندائيين في العراق.
على أصحاب الضمائر الحية أن لا تنطلي عليهم الاعيب السياسيين الذين يخلطون الحق بالباطل، وعليهم ايضا أن لايخدعوا أبناء شعبنا في تلك الأباطيل والأفتراءات التي تحاول ذر الرماد في عيون العراقيين ومنح الإرهابيين فرصة الأفلات، وعلى أصحاب الضمائر الحية أن يستوعبوا محنة الناس.
وبعد كل هذا علينا أن نكشف الأوراق ونحدد بشجاعة من هم وراء تأجيج تلك الحملة ألإجرامية المتطرفة بحق أهلنا في الموصل ؟ ولمصلحة من يتم التعتيم والتستر على العناصر المتعاونة معها ؟ وأن نسعى جميعا للتعاون مع السلطات المختصة لتنظيف الموصل من شرورهم والناس من افعالهم والعراق من وجودهم.


http://www.sotakhr.com/2006/index.php?id=21932#c23603
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة