المونيتور : الآشوريّون يحلمون بتأسيس دولة آشور في نينوى

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 22, 2013, 08:43:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المونيتور : الآشوريّون يحلمون بتأسيس دولة آشور في نينوى


برطلي . نت / متابعة   
المونيتور
بقلم: علي معموري ، المونيتور ، نبض العراق نشر أغسطس 20.

في ظلّ أجواء عدم الاستقرار التي تسود العراق وعدم مبالاة الحكومة العراقيّة بحماية مواطنيها، باتت الأقليات العراقيّة تفكّر في خلاص نفسها من جحيم الوطن الذي امتنع عن احتضانها لمدّة طويلة من الزمن. فمسيرة الهجرة بلا عودة بدأت منذ عقود، وأصبح البلد مستعداً لفقدان مكوّناته الثقافيّة واحدة تلو الأخرى، بلا اكتراث ملحوظ. ولكن الذاكرة بقيت تحنّ إلى الوطن الأم، في أوساط الجاليات اليهوديّة والمسيحيّة والمندائية وغيرها من المكوّنات العراقيّة في خارج البلاد. وفي ظلّ ظروف العودة المستحيلة، بدأت بعض الأقليات تفكّر في طرق أخرى لتحقيق حلمها القومي.


وفي هذا الإطار، عقد  اتحاد الجمعيات الآشوريّة الأستراليّة بالاشتراك مع الاتحاد الآشوري العالمي مؤتمراً للسنة الثالثة على التوالي في سيدني احتفالاً بيوم آشور في 30 حزيران/يونيو الماضي. والمؤتمر الذي أتى تحت عنوان «العودة إلى آشور»، حضره وشارك فيه كلّ من وزير الخزانة الأسترالي كريس بوين ورئيسة قسم العلاقات العامة للمنظمات الإنسانيّة في جمعية الممثلين اليهود في مقاطعة نيو ساوث ويلز ليندا بن منشه.
وتركّز المؤتمر على حقّ الآشوريّين في الرجوع إلى وطنهم وحقّهم في تقرير المصير على أراضيهم التاريخيّة الواقعة معظمها في محافظة نينوى العراقيّة. ناقش المؤتمر فكرتَين، الأولى إقامة دولة آشور على شكل حكم ذاتي ضمن أراضي العراق أما الثانية فتأسيس دولة مستقلّة منفصلة عن العراق. وقد دعم كل واحد من الطرفَين مقترحه بأدلّة قانونيّة، آخذَين بعين الاعتبار أحد النموذجَين الآتيَين: إقليم كردستان العراق ودولة إسرائيل.
يعتبر كريس بوين من المؤيّدين لفكرة تأسيس حكم ذاتي للآشوريّين في نينوى، وقد قام بجهد كبير في وقت سابق لإقناع برلمان محافظة نيو ساوث ويلز الأستراليّة بتبنّي قرار دعم الشعب الآشوري لإقامة حكم ذاتي على أراضي أجدادهم. وقد قام البرلمان أخيراً وبشكل رسمي بتسجيل يوم "سيفو"  (المذابح الآشوريّة أو مذابح السريان) كذكرى سنويّة لإبادة الأشوريّين على يد القوات العثمانيّة وجماعات مسلّحة كرديّة.
من جهة أخرى، حثّت ليندا بن منشه  الآشوريّين للاقتداء بالتجربة الصهيونيّة وتشكيل مجامع عالميّة والعمل على إعادة آشوريّي الشتات إلى بلادهم والقيام بتشكيل جيش لهم، وأخيراً استخدام اللوبيات العالميّة للضغط على المجامع الدوليّة للاعتراف بدولة آشور في آخر المطاف.
لكن الآشوريّين ينقسمون حول هذا الطرح. فترى المحامية الخبيرة في القانون الدولي آنا ديفيد   أن نموذج الحكم الذاتي في ظلّ ظروف الصراع القائم في المنطقة لا يخدم مصالح الآشوريّين، وهو سيجعل الإقليم الآشوري هدفاً للاعتداء من قبل الجوار، خصوصاً أن محافظة نينوى تملك مخزوناً نفطياً هائلاً وأن ثمّة قوات متصارعة عديدة على تلك الأراضي. من جهته، يرى الكاتب الآشوري فاروق كيوركيس  بأن الآشورييّن ليسوا بحاجة إلى استنساخ تجربة أحد من أجل نيل حقوقهم المشروعة، بخاصة وأن الدستور العراقي الحالي يسمح لجميع مناطق العراق بتأسيس إقليم وحكم ذاتي خاص بها. يضيف أن الآشوريّين ليسوا استثناءً وهم من أقدم شعوب وادي الرافدَين.
لكن الطموح الآشوري بتأسيس دولة وبخاصة في مؤتمرهم الأخير، تسبّب بردود فعل عنيفة من قبل بعض الكتّاب العرب  الذين اعتبروه مؤامرة وخيانة للوطن. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحملات ضدّ المسيحيّين في العراق مستمرّة، وقد راح ضحيّتها آلاف منهم في حين هدّمت كنائس لهم واختطف بعض رجال دينهم. ويحمل الآشوريّون بشكل خاص من بين أبناء الطوائف المسيحيّة الأخرى، ذاكرة مليئة بالأحزان في العراق الحديث. فقد تمّت مواجهتهم بالقمع وتعرّضوا للقتل الجماعي بعد مطالبتهم بحكم ذاتي في العام 1933، على يد قوات الجيش العراقي، وقد عرف ذلك بمذبحة "سميل" . فقتل منهم ما بين 600 وثلاثة آلاف شخص بحسب مصادر مختلفة. وأتى ذلك في وقت كانوا يلتقطون أنفاسهم بعد تعرّضهم إلى مجزرة سيفو  التي أبيد فيخلالها نصفهم، إبان الحرب العالميّة الأولى.
ويبقى أخيراً أن خلف تلك الطروحات كلها، ثمّة ما تواجهه الأقليات العراقيّة من هموم وتحديات تتهدّد كيانهم من الأساس، وذلك في غياب أية محاولة جادة من قبل الحكومة العراقيّة لبناء دولة مدنيّة توفّر حقوق المواطنة المتساوية لجميع أفرادها.


Read more: http://www.al-monitor.com/pulse/ar/contents/articles/opinion/2013/08/assyrians-iraq-autonomous-state-dreams.html#ixzz2cawYsxRu