لون أسود تلبس مدينتي الشام ...بقلم الإعلامية ميساء سلوم

[hasson_natalia]

لون أسود تلبس مدينتي الشام ...بقلم الإعلامية ميساء سلوم

قبّلوا الإبن لئلّا يغضب فتبيدوا من الطريق لأنه عن قليل يتّقد غضبه ...طوبى لجميع المتّكلين عليه ( مزمور 2 : 12 )

لون أسود وليس سواه تلبسه مدينتي الشام في هذه الأيام ...كنت أنظر الشرفات والشوارع والمحلّات التي كانت مزركشة من كل الألوان في مثل هذه الأيام وليست من زمان .....أيام الميلاد ميلاد من جاء أرضنا ليعمّ السلام......دمعة في عيني حزينة .......تساءلت : ربيّ هل أنت أصبحت بعيدآ اليوم عن الأنام.............. ....؟
ياللمفاجئة .....ردّ عليّ بصوته الحنّان .....لا... أنا كنت بعيدآ في تلك الأيام
...
فالناس كانت تتنافس في الزينات والأضواء وتتبادل التهاني والقبلات ...
و تركوني خارج القلوب و الأبواب ... لم يفتحوا لي... لم يقبّلوني قبلة الحب فأنا صاحب العيد والميلاد... جئتهم من علياء مجدي من السماء طفلآ في مذود وانتظرت سنوات لكي أقدّم نفسي فدّية عن خطاياهم حتى
لا يذوقوا الممات... وانتظرت أكثر من ألفي عام وأنا أطرق بابهم بكل حنان... ولكن تركوني خارجآ وكأنني شحاذ ...
أنا أحبّهم ولا أريدهم أن يذهبوا إلى العذاب ...حزنت وعدت أطرق بابهم وهم كالأولاد يلهون في الساحات وكالنسمة مازلت على بابهم واقفآ وهم لم بسمعوا صوتي ومازالوا يتنافسون في الأضواء والألوان والطعام والشراب والرقص والغناء...
الآن جاءت ساعتي وهي إعلان غضبي وهذا من حقّي علّهم يتذكرون أنني أنا من أتيت إليهم طفلآ ومن ثم مخلّصآ وقائمآ من الأموات لكي يحيوا
ويكونوا معي حيثما أنا حي الآن في السماء وإلى أبد الآباد

أحبكم
ميساء سلوم