المفكر والسياسي السوري موفق نيربية : كان الكلدان السريان الأشوريون أكثر الناس ان

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 10, 2012, 06:47:35 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المفكر والسياسي السوري موفق نيربية : كان الكلدان السريان الأشوريون أكثر الناس اندماجاً بإعلان دمشق ومراحل تطوره، بل بحياته اليومية أيضاً






ادو الاخباري



ـ تبقى (الثورة) سلمية في جوهرها وطموحها، وعند أول فرصة تأمن فيها من عنف النظام ستنطلق هادرة في الطرقات والساحات

ـ سوريا الموقع الأخير لصراع نظام الحرب الباردة مع النظام الحديث الذي ما زال يبحث عن ملامحه

ـ المشكلة من الجانب الآخر تكمن في أن بعض أهل الإسلام السياسي يعتبرون الإسلام والمسلمين" لهم"، وهنا خطورة

ـ كل سيناريو (لسقوط النظام) سوف يكون له طعم فريد، سوري فقط، يأخذ عمقه من عمق حوالي خمسمائة يوم من الثورة، كل يوم منها يعادل ثورة.

ـ الإعلان هو الوريث المباشر للحركة الديمقراطية في عام 1980، ولربيع دمشق

اجرى موقع آدو الإخباري لقاء مع المفكر والسياسي السوري موفق نيربية عضو الامانة العامة لإعلان دمشق للتغير الوطني في سوريا. وطرح عليه عدداً من الاسئلة تدور حول الثورة السورية ودور إعلان دمشق فيها.

فكان هذا اللقاء:


1. سنة ونيف على الثورة الشعبية السلمية المطالبة بالحرية والكرامة ، برأيك إلى أين تتجه الأمور في سوريا، وهل انحرفت الثورة عن سلميتها؟

يتجه الشعب السوري حتماً نحو انتصاره. . مع كثير من الألم على الضحايا من شهداء وجرحى ومعتقلين، ومع احتمال اشتداد الظلمة في آخر الطريق. ربما يقترب الصراع مع النظام أكثر من حافة الهاوية المتمثلة بالطائفية والعنف المنفلت، لكن شعبنا سوف يجتاز ذلك كله، وينتصر، بعد أن أصبحت المعادلة عند كل منعطف أو مشكلة هي: الموت ولا المذلة.

كانت الثورة سلمية في جوهرها ولازالت، لكن العنف الذي مورس على الناس في حراكهم ازداد تدريجياً، وازداد رد الفعل المسلح على السلاح تدريجياً أيضاً.. ربما ابتداءاً من آب 2011، كما قال بشار الأسد نفسه في خطابه الأخير، وفي هذا اعتراف هام بسلمية الثورة في أشهرها الأولى بعد الحديث الإعلامي الرسمي عن" العصابات المسلحة" منذ  أول ساعة. نعم، يزداد الوجه المسلح بروزاً بالتأكيد، وكله رد فعل واستجابة لما أراده النظام منذ البداية، ولا يستطيع أحد مقاومة المخرز بالعين دائماً.. لكنها تبقى سلمية في جوهرها وطموحها، وعند أول فرصة تأمن فيها من عنف النظام ستنطلق هادرة في الطرقات والساحات.. كما تفعل الآن طبعاً، ولكن بمقاييس أصغر، وأحياناً تحت حماية السلاح.

2. أين إعلان دمشق للتغيير الوطني من الأحداث في سوريا؟

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي جزء لا يتجزأ من الثورة، وليس من" الأحداث" كما تقول.. كان منطلقه منذ اليوم الأول هو الانحياز للثورة والاندماج بها. الإعلان هو الوريث المباشر للحركة الديمقراطية في عام 1980، ولربيع دمشق، وقد جسد حين قام فكراً وروحاً جديدين لكل الديمقراطيين السوريين. وحتى مجلسه الوطني في أواخر 2007، كان تمريناً على القطع مع النظام، جعل البعض ينفضّون من حوله آنذاك، لكن من تمسّكوا بتجربته المتميزة وجدوا في الثورة ما اعتبروه فصلاً أخيراً ورئيساً في مسيرتهم النضالية لإسقاط النظام وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.

3. كيف تقيم أداء المجلس الوطني السوري ، ودور الكتل العلمانية فيه وعلى رأسها إعلان دمشق؟

كل المجلس أداؤه سيئ، وتصعد درجة المسؤولية عن هذه الحالة كلما صعدنا إلى" فوق".. فمسؤولية الأمانة العامة أكبر من الهيئة العامة، والمكتب التنفيذي أكبر، حتى رئيس المجلس.. وهذا ليس انتقاصاً من إخلاص أحد وإيمانه.. الكتل المؤتلفة أيضاً كلها مسؤولة، لكن تلك العلمانية منها مسؤولة أكثر، على الاقل لأنها لم تنتبه جيداً إلى ضرورة التوازن في بنية ورؤية ومهام الكتلتين المغلفتين للكتل كلها. وهنالك شيء آخر قد يبدو على شيء من القسوة، هو مستوى الكفاءة في عمل المجلس وقياداته. كنا قد تفاءلنا خيراً حين أقلع المجلس في البدء، به وبحرفيته وحداثته، لكننا رأيناه ينحدر كغيره إلى مهاوي الأنانيات وحب التسلط والتفرد.. إعلان دمشق أظهر ضعفاً في هذه المسائل أيضاً، حين " هوى" باتجاه التحالف بإقبال وحماسة، ولم يتمسك بالرؤية الأساسية ومبادئها، ولم ينسق جيداً بين داخله وخارجه، وحتى ضمن داخله أو ضمن خارجه، إن جاز القول.. ربما يكون هذا جلداً للذات مبالغاً به، لكنه ضروري بين فترة وأخرى. في النهاية، لكل طاقته وقدرته وحالته، وما علينا سوى مراقبة ملء الفراغ بالجديد. 


4. كإعلان دمشق للتغيير الوطني كيف تنظرون إلى حقوق الشعب الكلداني السرياني الآشوري في سوريا ؟

ربما كان الكلدان السريان الأشوريون أكثر الناس اندماجاً بإعلان دمشق ومراحل تطوره، بل بحياته اليومية أيضاً. لذلك أشعر أن هذه الحقوق حقوقي بشكل من الأشكال. نحن نرى أن سورية التي نريد، بنظامها المدني الديمقراطي الحديث، ومن خلال ممارسة المواطنة المتساوية بين جميع المواطنين، هي الضمانة المثلى الواقعية لكافة مكونات الشعب السوري، وأيضاً لحل القضية القومية للشعب الآشوري حلاً ديمقراطياً عادلاً ومعاصراً، بالطبع في إطار وحدة سورية أرضاً وشعباً. هذا ما صادقت عليه الأمانة العامة للإعلان وورد في مشروع بيان ختامي لدورة ثانية- لم تنعقد-  للمجلس الوطني( للإعلان طبعاً)، في الصيف الماضي.


5. كيف تنظر لدور القوى الإسلامية في الثورة، وخصوصاً بعد وثيقة العهد التي أصدرها الإخوان المسلمون؟

يشكل الإسلام جزءاً من هويتنا وتاريخنا، مهما كنا، وهو- لذلك- يمكن أن يكون إحدي الخلفيات الإيديولوجية لبعض القوى السياسية. هذا ما يجعل بصمته واضحة في الثورة أيضاً. لا توجد مشكلة هنا. المشكلة حين يعاملنا الغرب ككتلة صماء بطريقة استشراقية من الناحية الثقافية، وطريقة فوقية على أطراف العنصرية من الناحية السياسية. كانوا يعتبرون بنيتنا ودين غالبيتنا أساساً استنتجوا منه ألا شيء ينفع معنا إلا البسطار العسكري والعصا الغليظة... فطبيعي أن يكون لرد الفعل بعض ملامح إسلامية. المشكلة من الجانب الآخر تكمن في أن بعض أهل الإسلام السياسي يعتبرون الإسلام والمسلمين" لهم"، وهنا خطورة. يجب فصل الحزب السياسي فيهم عن منظمة الدعوة، أو منظمة العمل الخيري. هذا خلط خطر وشمولية أخطر مما خبرناه من شموليات. لحسن الحظ والطالع أن لدينا كثرة من قوى الإسلام السياسي استوعبت قيم الحداثة ورأتها متوافقة مع الإسلام بل تعبر عنه تماماً. الإخوان المسلمون السوريون متقدمون هنا، وعكس العهد الذي أذاعوه ذلك.. خصوصاً من حيث طريقة تناولهم لموضوعة المساواة بين المواطنين في كل شيء، بما في ذلك في حق تولي أي منصب رسمي.

6. بعد النهضة في تونس، والإخوان والنور السلفي في مصر، هل تتوقع أن يكون البديل عن الأسد في سوريا بديل إسلامي؟

هذا ممكن جداً من حيث رد فعل ناخبي المستقبل على ما حدث بكثافته وروحانيته، ومن حيث الحق الديمقراطي. هو ممكن ويجب أن نتوقعه ولا ننفيه، ولكن بلادنا تختلف في تركيبتها الاجتماعية وفي نسب هذه التركيبة من دون تبني أية أرقام لا يمكن توثيقها( آخر تعداد سكاني يأخذ المكونات بالاعتبار كان في 1943 كما أظن).. وأيضاً من خلال تاريخ صراعنا مع السلطة وقواه ومصداقيتها ودرجة تعايشها مع الناس وغير ذلك.. عموماً  ومع أخذ كل هذا بعين الاعتبار: نعم، للإسلاميين حظوظ سياسية جيدة لكنها أضعف بالضرورة من البلدان التي ذكرتها.. وهذا مجرد رأي قد يتغير في فترة وظرف آخرين.


7. كقوى علمانية وإسلامية كيف يمكنكم تشجيع وحضّ الأغلبية الصامتة على الالتحاق بركب الثورة السورية، وخصوصاً أولئك الذين لديهم (فوبيا من الإسلاميين) وخصوصاً المسيحيين؟

لدينا واجبان قد يتناقضان في مفعولهما الميكانيكي أحياناً: أولهما بشكل حاسم هو دعم الثورة وتطويرها نحو انتصارها، وثانيهما الحفاظ على الوحدة الوطنية وتطويرها أيضاً في ظرف الثورة وشرطها الاجتماعي التاريخي. في إعلان دمشق علمانيون كما تقول، يجب ان يقدموا المثل للذين يتخوفون من" إسلامية" الثورة، ويقولوا لهم بأن توازن العلمانية مع الإسلامية مرهون بوجودهم في هذا الطرف، وليس أبداً في الطرف الأخر. الإسلاميون  الديمقراطيون أيضاً في إعلان دمشق، يجب ان يبينوا ما يحملونه من تسامح غير محدود نعرفه نحن ونلمسه يومياً.، وكذلك من قابلية للحداثة والتكيف... الجميع يجب أن يبينوا لهؤلاء الصامتين أن مصلحتهم مع الثورة، ومنهم  ويشبههم من قامت محاولة النهضة ومعركة التحديث على جهوده منذ مائتي عام، فما بالهم يخشونها الآن.. إنها معركتهم قبل أن تكون معركة أولئك الثائرين الآن في الشوارع.. لذلك لا يجوز التردد أكثر، فهو خسارة خالصة تزيد يوماً بعد يوم.. بطريقة أخرى: معركتهم هذه هي ضمانتهم.

8. كيف تقرأ الدور الغربي في الأحداث السورية، في ضوء طرد الدول الأوربية واليابان للسفراء سوريا من بلادهم؟

لنا مع الغرب تاريخ مرير، دعم به الاستبداد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأهمل بشكل قاسٍ لا يمكن نسيانه كلّ القيم المؤسسة للحضارة الحديثة.. الآن مع نهاية الحرب الباردة، وبعد أيلول 2001، يستعيد الغرب تدريجياً هذه القيم بعد أن لم تعد تتعارض مع مصالحه، بل على العكس. سوريا الموقع الأخير لصراع نظام الحرب الباردة مع النظام الحديث الذي ما زال يبحث عن ملامحه، بل ربما هي الموقع الذي أصبح حاسماً. هذا الصراع ليس بين الغرب والروس فحسب، بل هو في قلب مؤسسات الغرب أيضاً. من هنا تأتي الخطوات متأخرة عن وقتها، لكنها تأتي على كل حال. حظنا سيئ في هذا، لكننا سنصبر وننتصر.

9. هل تتوقع في الأيام القادمة تغييراً في الموقف الروسي، وما هو برأيك السبب الكامن وراء دعم روسيا للنظام السوري ؟

ستقاوم إدارة بوتين كثيراً، لكن كل شيئ محكوم بقدره وتاريخه. النظام السوري رمز كما ذكرت وموقع لسياسات الحرب الباردة التي يحلم بوتين باستعادتها أو على الأقل رفع أثمانها على الطاولات العديدة المفتوحة. الأمريكيون مقتنعون كما يبدو بأن للروس حقاً ينبغي حفظه لهم.. إلى حدود معينة بالطبع. هذا ليس مجرد اقتناع بالطبع، بل مصلحة تغيرت عوامل تحقيقها بعد تجارب أخرى كالعراق وليبيا. لا مشكلة، إلا في أن البطء قاتل في حالتنا.

10. كيف ترى الواقع اللبناني اليوم، وهل نجحت محاولات النظام السوري في تصدير الأزمة السورية إلى لبنان والدول المجاورة؟

لو أردت أن ترى قوة ثورتنا وتلاشي قوى النظام، انظر إلى لبنان وكيف يفشل في تصدير أزمته إليه، وإلى اللبنانيين كيف يحاولون التملص من إرث الوصاية.. لكن المخاوف قائمة بالطبع، في المنطقة وفي الغرب، من تداعيات انهيار النظام هنا على العراق ولبنان. فلعل هذا يجعل الجميع أكثر حكمة وحرصاً على سلامة عملية الانتقال وعلى وحدة سوريا، وعلى ضرورة الانتهاء من هذا بأسرع وقت، بعد أن تحول الزمن إلى خصم لمصلحة الجميع.


11. هل بقي آمل بحلّ سلمي للأزمة في سوريا، وما هي برأيك سيناريوهات رحيل النظام السوري عن الحكم؟

برأيي نعم هنالك أمل، ولن يكون الحل إلا سلمياً في النهايةـ لكن للحل السلمي أيضاً متطلبات نجاحه، بل ربما أسنانه وأظافره.. أما السيناريوهات فلا أحب الخوض فيها، فقط آخذ مدلولات ما يطرح منها، فأستنتج أننا قد قطعنا شوطاً كبيراً، وسوف نصل إلى أهدافنا وحقوقنا. كل معادلة أو سيناريو تسمعه: يمنياً كان أم من نيكاراغوا، يقرّ بنهاية النظام.. وكل سيناريو سوف يكون له طعم فريد، سوري فقط، يأخذ عمقه من عمق حوالي خمسمائة يوم من الثورة، كل يوم منها يعادل ثورة.

12. كلمة أخيرة توجهها من خلال موقعنا لكل السوريين؟

فليفكر من يعمل، وليعمل من يفكر. نحن شركاء، لا يستثني الهم والجرح منا أحداً، فلا بد أن تبدأ شراكتنا في الثورة، وتنتهي في صياغة سوريا الجديدة.