سفر ايوب الفصل الحادي والثاني والعشرون

بدء بواسطة الشماس سمير كاكوز, أكتوبر 25, 2024, 12:16:07 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الشماس سمير كاكوز

فأجاب أيوب وقال إسمعوا قولي سماعا ولتكن لي منكم هذه التعزية إصبروا علي فأتكلم وبعد كلامي تسخرون ألعل شكواي من إنسان ؟ وإلا فلماذا لا أكون قصير البال ؟ إلتفتوا إلي واندهشوا واجعلوا أيديكم على أفواهكم فإني كلما تذكرت ارتعت وأخذ جسمي الارتعاش لماذا يحيا الأشرار ويشيخون ويعظم اقتدارهم ؟ ذريتهم قائمة أمامهم على أيامهم وخلفهم لدى أعينهم بيوتهم آمنة من الخوف وعصا الله لا تعلوهم ثورهم يلقح ولا يخطى وبقرتهم تلد ولا تسقط يسرحون صبيانهم كالغنم وأطفالهم يرقصون ينشدون بالدف والكنارة ويطربون بصوت المزمار يقطعون أيامهم في السعادة ثم في لحظة يهبطون إلى مثوى الأموات مع أنهم يقولون لله ابتعد عنا فإن معرفة طرقك لا نبتغيها من القدير حتى نعبده وما فائدتنا أن نتوسل إليه ؟أليست سعادتهم في أيديهم ؟ يقولون بعدا عنا لمكايد الأشرار أينطفئ غالبا مصباح الأشرار وتحل المصيبة عليهم ويقسم الله غضبه لكل نصيبا ؟ فيمسون كالتبن في وجه الريح وكالعصافة التي تذهب بها الزوبعة أيدخر الله عقاب الشرير لبنيه ؟ بل فليكافئه فيعلم ولتر عيناه دماره وليشرب من غضب القدير لأنه ما بغيته في بيته من بعده وقد قطع عدد شهوره ؟ أفالله يلقن علما وهو الذي يدين أهل العلاء ؟ هذا يموت في عز قوته وقد غمرته السعادة والطمأنينة والسمن يكسو جنبيه وعظامه مليئة بالنخاع وذاك يموت في مرارة نفسه ولم يذق هناء وكلاهما يضجعان في التراب فيكسوهما الدود إني لأعلم أفكاركم وبما تنسبونه إلى ظلما فإنكم تقولون أين دار المغتصب وأين خيمة مساكن الأشرار؟ هلا سألتم عابري الطريق حتى لا تنكروا إشاراتهم ؟ في يوم المصيبة يبقى على الشرير وفي يوم الغضب يوضع في أمان فمن الذي يبين له طريقه ومن يكافئه على ما صنع ؟ يساق إلى المقابر وعلى قبره يسهر يطيب له مدر الوادي ووراءه يسير كل الناس وأمامه جمهور لا يحصى فما بالكم تعزونني عبثا وما بقيت أجوبتكم إلا خداعا؟
فأجاب أليفاز التيماني وقال ألعل الرجل ينفع الله إذ إن الحكيم لا ينفع إلا نفسه ؟ هل من بغية للقدير أن تكون بارا ومن كسب له أن تكون كامل الطرق ؟ أمن أجل تقواك يحاجك أو يرافقك إلى القضاء ؟ أليس شرك جسيما وآثامك لا حد لها ؟ فإنك ارتهنت من أخيك بغير حق وسلبت العراة ثيابهم ولم تسق المنهك ماء ومنعت الخبز عن الجائع فأصبحت الأرض لذي الذراع ومرفوع الجاه أقام فيها صرفت الأرامل فارغات وأذرع اليتامى حطمت لذلك تحيط بك الفخاخ ويروعك رعب مفاجئ أو ظلمة لا تبصر فيها أو غمر ماء يعلوك أليس الله في أعلى السموات؟ فانظر ذروة الكواكب ما أعلاها وقد قلت ماذا يعلم الله ؟ أمن وراء الغيم المظلم يدين ؟ الغيوم ستر له فلا يرى وعلى قبة السموات يتمشى ألعلك تلزم سبيل القدم الذي وطئه أصحاب الإثم الذين قرضوا قبل أوانهم واندفق السيل على أساسهم القائلين لله ابتعد عنا وماذا يصنع بنا القدير وهو قد ملأ بيوتهم طيبات ؟ فبعدا عني لمكايد الأشرار يرى الأبرار فيفرحون والبريء يستهزئ بهم ألم ينقرض مقاومونا وقد أكلت النار يسرهم ؟ فصالحه وسالمه فبذلك تعود إليك الطيبات وتلق الشريعة من فمه وأودع أقواله في قلبك فإنك إن تبت إلى القدير يعاد عمرانك وإن أبعدت الإثم عن خيمتك وألقيت إلى التراب سبائكك وإلى حصى الأودية ذهب أوفير يكون القدير سبائكك وأكوام فضة لك حينئذ تكون لذتك في القدير وترفع إلى الله وجهك وتدعو إليه فيجيبك وتوفي نذورك وتعزم على أمر فيتم لك وعلى سبلك يشرق نور ومن أذل تقول له إنهض فيخلص الله الخاشع الطرف وينجي من ليس ببريء فينجو ببر كفيك
اعداد الشماس سمير كاكوز