تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الاحتفال بعيد الصليب في برطلي

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, سبتمبر 14, 2011, 07:31:00 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

من العادات والتقاليد الاجتماعية في برطلي

الاحتفال بعيد الصليب




لعيد الصليب في برطلي ميزة خاصة تختلف عن باقي الأعياد لما فيه من ممارسات واحتفالات يقوم بها أبناء البلدة في هذه المناسبة الكبيرة ألا وهي عيد اكتشاف الصليب المقدس .
في السابق كانت تبدأ الاستعدادات للاحتفال بالعيد الذي يصادف في 14 / 9 من كل عام قبل أسبوع وأكثر ،  حيث يخرج الفتية والفتيات إلى البيادر لجمع ما خلفته عملية الحصاد من القش وكذلك العاكول فتجدهم مجموعات مجموعات وهم منهمكين في  جمعه والإتيان به إلى بيوتهم ليكون جاهزا لعمل الشعلة ليلة عيد الصليب .
في ليلة عيد الصليب تبدأ الاستعدادات لإيقاد الشعلة منذ العصر فتهيئ كومة القش أو العاكول خارج الدار وتبقى العيون شاخصة باتجاه دير مار متى الجاثم في حضن جبل مقلوب بمواجهة البلدة ، حيث هناك تقليد متعارف عليه وهو انه لا توقد الشعلة في برطلي إلا بعد إيقادها في الدير والتي يمكن مشاهدتها بوضوح أثناء الليل تيمنا بالطريقة التي استخدمتها الملكة هيلانه وهي في أورشليم لإبلاغ ابنها الإمبراطور في القسطنطينية عن اكتشافها للصليب المقدس .
توقد الشعلة وسط جو من الفرح ويتباهى كل بيت بكبر حجم الشعلة التي قد اعدها ،  بل قد يتفق مجموعة من البيوت القريبة لعمل شعلة كبيرة في إحدى ساحات البلدة مثل ساحة ( بيرا د بعيسى ) . ثم يقوم بعض الصبية والشباب بالاجتياز من فوق الشعلة مبينا مدى ما يمتلكه من جرأة وقوة خصوصا لدى الشباب مستعرضا مواهبه أمام الفتيات بل من المعتقدات انه بعد خمود النار في الشعلة تقوم الفتيات والنسوة بالعبور فوق الرماد طالبين من الرب يسوع أن يحقق أمنياتهن . الفتيات الحظوة بالعريس والنسوة طلب الخلفة مثلا .
ولا تقتصر الاحتفالات عند هذا الحد بل يتوجه الشباب والفتيات بعد الانتهاء من مراسيم إيقاد الشعلة في البيوت يتوجهون إلى ( الحظيرة ) (1) حاملين بأيديهم المشاعل مخترقين أزقة البلدة وشوارعها وهم يرددون أناشيد خاصة بالمناسبة . وهناك في الحظيرة تستمر الاحتفالات بممارسة الألعاب الشعبية ( سكثا د شرخا ) ( فيارا ) ، ( كـُملا ) ، ( شامي ) وغيرها من الألعاب حتى ساعات متأخرة من الليل ومن الملاحظ أن بعض هذه الألعاب يمارسها الفتية والفتيات مجتمعين لا تربطها غير البراءة في العلاقة والمحبة الأخوية بعكس ما يسود أيامنا هذه .
إما على سطوح المنازل فهناك ممارسات أخرى للاحتفالات وهي أن يوضع على سطح كل منزل صندوق من الكارتون ( المقوى ) أفرغت جوانبه على شكل صلبان توضع عليها أوراق ملونة وفي داخل الصندوق توضع شمعة ويوضع الصندوق في اعلى مكان في المنزل والناظر إليه يبهجه منظر الصلبان الملونة التي تبدو واضحة للعيان في الليل .
أما على ستار الأسطح فتوضع مشاعل بهيئة كرات مادتها مخلفات الأبقار تسمى ( قوبصياثا ) توضع على خط مستقيم الواحدة بجانب الأخرى فعند إشعالها في الليل تبدو كنشرة ضوئية تبهج الناظر إليها .
وسط هذه الاحتفالات كلها لا ينقطع صوت الطرقات ( كصوت البندقية ) الناتجة من لعبة خاصة تسمى ( مطرقنيثا ) يقوم بصنعها الصبية بأيديهم ويستخدم البارود الموجود في عيدان الثقاب كمادة للانفجار ولكنه بسيط لا يصدر منه غير الصوت فقط .
ومن محاسن الصدف أن يصادف عيد مار متى الناسك شفيع المنطقة بعد عيد الصليب وبالتحديد يوم 18 / 9 ولهذا تجد أن هذه الاحتفالات تستمر لما يقارب الأسبوع فتكون هذه الفترة من أيام السنة فترة بهجة وفرح لدى أبناء البلدة جميعا .
ولازالت هذه الاحتفالات تمارس لحد الآن ولكن دخل عليها التطور مع الاحتفاظ بالجوهر فالنشرات الضوئية الكهربائية دخلت مكان المشاعل والصلبان التي تدخل فيها المصابيح الكهربائية والتي يتفنن الشباب في صنعها دخلت مكان الصناديق والألعاب النارية المتنوعة أضافت إلى سماء البلدة ليلة العيد جمالا وبهجة ولكن بقيت الشعلة كما هي وصوت الطقاقات لا زال يسمع في أزقة البلدة وشوارعها ، حقا يكون الاحتفال بعيد الصليب وعيد مار متى في برطلي كرنفال برطلي .   

( 1 ) الحظيرة : وهي المنطقة الواقعة الان خلف المدارس وهي ساحة كبيرة كانت سابقا يستخدمها ابناء البلدة لوضع حصادهم من الحنطة والشعير وباقي المحاصيل واجراء عمليات الدرس والتنظيف عليها ومن ثم ادخالها الى بيوتهم ، كانت تجري فيها سابقا احتفالات البلدة مثل الاحتفال بعيد مار كوركيس ، بعدها اصبحت ساحة يمارس فيها ابناء البلدة نشاطاتهم الرياضية ، اما الان فقد وصلها العمران .

   

hasson_natalia

شكراً جزيلاً  لإبداعك في سرد التفاصيل التي ارجعتَنا بها لأجمل واحلى ايام -من طفولتنا - فعلاً كانت  اجمل الذكـريات
ما احلى أن نجتمع معـاً  بالحبِ يقول الربُ لنا ما إجتمع بأسمي إثنان معـاً إلا وهناكَ أكون أنا.

أمير بولص ابراهيم

سرد جميل لوقائع أضحت ذكرياتا ً حين تذكرها تذرف العيون دمعا ً مرادفا ً لها

شكرا لك استاذ بهنام مع خالص التحية فتلك الأيام لاتنسى