"ساكس بيكو " الجديدة: أيران تعلن "هلالها الشيعي"... والسعودية ترتب لـ " بدرها

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, مارس 19, 2016, 10:20:06 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

"ساكس بيكو " الجديدة: أيران تعلن "هلالها الشيعي"... والسعودية ترتب لـ " بدرها السني".. والبداية من العراق!


بقلم: سمير عبيد – خبير سياسي وأستراتيجي

أيران تبدأ بتحديد حصتها من " سايكس بيكو" الجديدة..!!

أعلنت أيران قبل أيام ودون مواربة أو خوف بأن حدود نفوذها هي "سوريا والعراق ولبنان" عندما أعلنت أن صواريخها البالستية التي تصل الى 2000كلم هي بتصرف ثلاثة شعوب وهي "سوريا والعراق ولبنان" أضافة لفلسطين. وأن السعودية أستلمت الرسالة فأعطت ظهرها الى لبنان ولكنها تحاول الشراكة المرة في العراق وسوريا. فكان الرد على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير الذي قال ما معناه ( ستدخل السعودية العراق وحتى لو عارض الجيش العراقي فليس له دور مادام العراق تحت الوصاية الأميركية، وهي التي ستسمح بدخول الجيش السعودي العراق نحو سوريا). فكان بمثابة رد سعودي على التصريحات الأيرانية....لكن تعالوا نُحلل عبارة ( بتصرف ثلاثة شعوب) فهذا يعني أن أيران لا تتعامل مع حكومات وأنظمة هذه الدول .وبالتالي هي تراهن على "الباسيج العربي" أي "المليشيات و الحركات الشعبية" في هذا المضمار. وهذا يعني أن ساحة تحرك تلك "المليشيات و الحركات الشعبية" بثلاث دول وغير خاضعة للحدود الجغرافية للدول الثلاث بل ستتحرك ضمن حدود النفوذ الأيراني المعلن. ولقد أعلن نائب هيئة " الحشد الشعبي" في العراق الحاج "أبو مهدي المهندس" مرارا بأن واجبات الحشد الشعبي ليس في العراق فحسب بل أينما يكون الواجب!.

. وأخيرا أستلمت روسيا الرسالة فقررت الخروج من سوريا على لسان الرئيس الروسي فلادمير بوتن!. لكي لا تنزلق في أتون الحروب "الطائفية، وحروب الحركات والمنظمات الشعبية" التابعة لأيران والسعودية والخليج. فزاد القلق الأسرائيلي من ذلك لأن أسرائيل اليوم في ( نكبة سياسية وأمنية) بعد قرار الأنسحاب الروسي لأنها ستكون مطوقة بالحركات والمنظمات الشعبية " الباسيج" ومن المحور الأيراني ومحور الخليج والسعودية الذي يدعم النصرة وداعش والحركات المعتدلة " علما لا توجد حركات ومنظمات معتدلة"!!.

فالتصريح الأيراني الذي ورد أعلاه يعتبر ( الكود السري) الذي قررت أيران الأعلان عنه علنا بحيث أن حدود نفوذ أيران تصل حتى سواحل البحر الأبيض المتوسط أي " من قزوين حتى البحر الأبيض المتوسط.... ومن قم حتى الحدود الأردنية والسعودية مع العراق.. وصولا للحدود التركية مع سوريا ومن الجهة الأخرى حتى الجولان المحتل". ويعني سوقيا أن جبهة "الجولان" بيد إيران وهي رسالة واضحة لأسرائيل.ومن خلال النظرة الجيوسياسية لهذا النفوذ الذي أعلنت عنه إيران فيبدو أن الولايات المتحدة أمام دور جديد وهو ( المايسترو والمراقب العام) من جهة... ومن الجهة الأخرى يبدوا أنها قررت أعطاء القوى الأقليمية مساحة للتنافس والصراع على الدول المنهارة .وبالتالي سيكون لكل دولة إقليمية دورا في تشكيل الشرق الأوسط الجديد، وحسب النفوذ التي ستحصل عليه!!.) ويبدو أن رفض نتنياهو السفر نحو البيت الأبيض للقاء الرئيس باراك أوباما عندما نقلت له الدعوة قبل أيام بيد نائب الرئيس " جو بايدن" جاءت رسالة غضب أسرائيلية بسبب الدور الذي منحته واشنطن لأيران في المنطقة!. إ

ايران بحاجة ماسة لعدو خارجي!!

هناك ثابت لا يتغير في السياسة الأيرانية سواء في عصور شاهات أيران أو في النظام الأسلامي الحاكم في إيران وهو "لابد من وجود وهم العدو الخارجي". لأن الشعب الأيراني يمتاز بالوحدة خلف نظامه مادام هناك عدو خارجي يُهدد أيران. وبما أن تركيبة الشعب الأيراني معقدة للغاية من ناحية " القوميات" مما أنعكس على النظام الحاكم فأصبح هو الآخر معقدا ومركبا. فما يُخيف النظام الأيراني هو العبث في موضوع "القوميات" ولهذا هي حذرة جدا من واشنطن والغرب في هذا الموضوع لأنه حال العبث بموضوع القوميات سوف تتفكك أيران بسرعة. فلقد أستهلك العالم سنوات طويلة بعداء أيران لأسرائيل وبالعكس، ومن ثم جاءت قضية "الملف النووي الأيراني" الذي أخذ أكثر من عقد من الزمان و الذي أغلق بأتفاق فيينا الشهير وهنا دب القلق في النظام الأيراني. وبشكل مفاجىء أصبح العدو المهدد لأيران هي " السعودية" وبالعكس وعدنا وفجأة عدنا الى سنوات بداية الثورة الأيرانية عندما كان هناك أعلاما عربيا وخليجيا يُحذر من تصدير الثورة الأيرانية. لكن لم تتوقع أيران أطلاقا بأن يأتي ملك سعودي جديد " الملك سلمان" يُعطّل السياسة الكلاسيكية في السعودية نحو سياسة التحدي والتحالفات والمناورات والشروع نحو خوض الحروب. فمعروف عن إيران بالنفس الطويل والصبر الخرافي بحيث لن تخوض حربا .أي لن تبدأ بالحرب أطلاقا لأنها تبني بنفسها نحو القوة والأعتراف بها كدولة أقليمية كبرى ومحورية وأن أقل حرب تخوضها سوف تقوض هذا الطموح وسيكون بداية الكارثة على أيران!!. فباتت أيران تقلل الأحتكاك مع السعودية بحيث حتى راحت لتغلق ملف التدافع في الحج والذي راح ضحيته شخصيات أيرانية رفيعه على رأسها سفيرها السابق في لبنان. وكذلك راحت لتغلق موضوع السفارة السعودية في طهران. وأن أجبرت إيران على الأحتكاك فهي لن تحتك بالسعودية ولكن سيكون الأحتكاك عبر القوى العربية التي توالي إيران في (لبنان والعراق وسوريا).......... لهذا لجأت أيران الى تحريك "ملف الصواريخ البالستية" وعندما أجرت عدة تجارب مصحوبة بتصريحات نارية. والهدف هو فرض ( ملف إقليمي ودولي جديد أسمه الصواريخ الأيرانية) لتجبر المنطقة والعالم على التصعيد معها مثلما حصل مع أيران بسبب ( الملف النووي) والذي لعبت أيران من خلاله على عامل الوقت ولسنوات ومن ثم أجبرت الشعب الأيراني على الأصطفاف خلف قيادته وخلف النظام خصوصا عندما صار "الملف النووي" قضية أمن قومي. وها هي تدشن "الصواريخ" وجعلها ملف " أمن قومي" أيضا .وهذا سيخلق جبهة دولية ضد أيران. وهنا تنجح أيران بتأسيس ( عدو خارجي) غير السعودية. لأن هذا العدو يقدم التفاوض والحصار على الحرب والأحتكاك وهذا ماى تريده أيران التي تجيد لعبة الزمن وتتويجها لصالحها!. ومن أجل التصعيد والتحريك أعلن قائد القوة الجيوفضائية للحرس الثوري العميد" علي حاجي زاده" قائلا ( الأنفاق التي تخزن فيها الصواريخ تقع في عمق الجبال في الكثير من مناطق البلاد.. وأردف قائلا : لقد بدأنا بهذا العمل قبل 31 عاما وأن بعض الصواريخ تحمل طنا من مادة "TNT" شديدة الأنفجار).

فكان التصريح عبارة عن رسالة مزدوجة الأهداف..... ولتعظيم الملف أعلن نائب قائد الحرس الثوري الأيراني العميد" حسين سلامي" قائلا ( أن إيران تمتلك مخزون كبير من الصواريخ البالستية ــ وأردف قائلا ــ وأن حزب الله يمتلك أكثر من مائة ألف صاروخ، وعند أيران عشرات أضعاف هذا العدد ويمختلف المديات!!). وهنا نجحت أيران بتسجيل ملف جديد لدى المنظمات والهيئات الدولية المعنية بـ (الصواريخ البالستية) والتي سوف تأخذ زمام الأمور بالتصعيد الأعلامي والدبلوماسي لخلق ملف إقليمي ودولي أسمه (الصواريخ البالستية الأيرانية) وهنا تجبر أيران الدول الكبرى على التفاوض، ومن هناك تجبر الدول المجاورة وأسرائيل على الحراك الأعلامي والسياسي بهذه الصواريخ من جهة .ومن جهة أخرى هي تسجل حرب نفسية ضد السعودية وأسرائيل ودول المنطقة!!. وتشحن بشعبها ليقف خلف النظام مثلما وقف خلفه في موضوع الملف النووي!

! أندفاع إقليمي وأنكماش أميركي.. وتضعضع تركي..!

فبات واضحا وجليا فكلما تراجعت الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة والشرق الأوسط كلما أندفع اللاعبون الإقليميون لتحقيق المكاسب على الأرض لفرض مواقع جديدة ومساحات نفوذ جديدة مستغلين التراجع الأميركي من جهة ،وشل يد الرئيس الأميركي باراك أوباما من القيام بشي بسبب حملات الأنتخابات الأميركية. بحيث حتى رئيس وزراء أسرائيل " نتنياهو" رفض الذهاب للبيت الأبيض للقاء الرئيس أوباما لأنه يعرف أنها زيارة باهتة وليس فيها مكاسب لأنها عبارة عن جلسة مع رجل غسل يديه وبات يُنشف بها لكي يغادر البيت الأبيضّ!!.بحيث حتى تنظيم "داعش" بات واضحا ليست هناك أستراتيجية أميركية للقضاء عليه. بل فقط هناك أستراتيجية تحديد المساحة التي يتحرك بها داعش!!.

فالتراجع الأميركي وانشغال البيت الأبيض والمؤسسات الأميركية غير غائب عن ذهن وعيون الدول الأقليمية. وأن أندفاع روسيا نحو المنطقة وبالتنسيق مع أسرائيل في سوريا ليس عبثا.بحيث نشرت أحدى الصحف الروسية الكبرى قبل أسابيع وهي تقول ( لا توجد سوريا بعد اليوم بل هي روسيا الجديدة) وهذا بحد ذاته أعلان لـ ( حدود نفوذ تخص سوريا) في الشرق الأوسط الجديد. أي هو أعلان ( حدود النفوذ الروسي) في سايكس بيكو الجديدة في المنطقة!!

والسؤال : ــ أين تقع روسيا الجديدة التي أشارت لها الصحيفة؟

الجواب: ــ أنها تقع بجوار تركيا وأسرائيل!!!!

وبما أن هناك تفاهم " روسي – أسرائيلي " وهناك تحالف " أيراني – روسي" فالذي هو في حرج هو الجانب التركي. فتركيا في حالة تراجع مثير. بحيث تنازلت تركيا لتتوسل التفاهم والتصالح مع أسرائيل من أجل عودة العلاقات "التركية – الأسرائيلية " علما كانت تركيا ترفض ذلك ولسنوات....فتركيا في وضع حرج جدا بعد فقدان الكثير من أوراقها الأستراتيجية ولقد لعبت " قطر والسعودية" دورا كبيرا في أغراق تركيا في المستنقع . فتركيا اليوم محاطة بالمخاطر فهناك أستفحال حزب العمال الكردي الذي أصبح يضرب في عصب النظام التركي وفي العمق التركي. مقابل ضعف يد أردوغان في الداخل وفي شمال العراق. وهناك ضعف تركي بات واضحا في الشريط الحدودي "السوري – التركي". ناهيك عن الفوضى في الأمن الداخلي وقطاع السياحة والأقتصاد في تركيا. فلم تحصل تركيا على شيء من خلال تحالفها مع قطر والسعودية ضد سوريا، لا بل لم تستطع تركيا تحديد حدود نفوذها في الشرق الأوسط الجديد " في سايكس بيكو الجديدة" أسوة بروسيا وأيران. فتركيا باتت خائفة من التفكك. ولهذا حصلت على ضمان أميركي ب ( عدم شمولها بالتقسيم المذهبي والقومي أسوة بالعراق وسوريا) فهناك العلويين والأكراد وهم بمثابة لاعبين كبيرين في موضوع التقسيم!!!.

تركيا تهرول نحو أيران.... فغضبت روسيا!!

فبعد الصعود السعودي الخليجي الذي أنفنح على دول عربية وأسلامية، وبعد التراجع السياسي والأقتصادي والأمني في تركيا لم يبق أمام النظام التركي ألا الهرولة صوب إيران .فسارع رئيس الوزراء التركي " أحمد أوغلو" ليزور طهران. فالتقى مع الرئيس الأيراني " حسن روحاني" وتباحث الطرفان على قاعدة البحث عن خارطة طريق لحل النزاع في سوريا. وعلى قاعدة رفض السيناريوهات الفيدرالية وتقسيم وحدة سوريا. فكانت زيارة رئيس الوزراء التركي الى طهران بمثابة الرد التركي الأيراني على فكرة موسكو بأن الحل في سوريا فيدراليا!!........ بعد القنبلة الروسية التي أعلنتها موسكو عن فكرة " التقسيم الفيدرالي" في سوريا. فصار التقارب (الأيراني – التركي) بمثابة رسالة سلبية من طهران الى روسيا عندما تقاربت طهران مع أنقرة على رفض التقسيم والفيدرالية!!. وبالتالي لن نستبعد أطلاقا أن أعلان الرئيس الروسي " بوتن" الإنسحاب من سوريا ودون سابق أنذار ربما بعد شعوره بأن أيران لم تكن صادقة معه على الأطلاق وعلى الأقل في موضوع "سوريا" بحيث سارعت للتقارب ومن اعلى المستويات مع تركيا التي تمثل العدو القديم الجديد لروسيا بعد أسقاطها للطائرة الروسية ومقتل الطيار. فأشارة أنسحاب روسيا من سوريا هي رسالة الى طهران مفادها يقول ( هذه سوريا وهذا الاسد ودافعوا عنه أنتم!!). ولكن الطرف الذي ضرب في الصميم من وراء الأنسحاب الروسي هو أسرائيل. وربما أن الأنسحاب هذا بتفاهم بين واشنطن وموسكو خصوصا وأن تصريحات وزير الخارجية الأميركي " كيري" أخيرا كانت تؤكد على أن هناك تسوية للنزاع السوري وبدعم من موسكو وواشنطن!!.

أيران أستغلت الروس.... فباشرت بالبند السري!

من خلال تحليل وجه الرئيس "بوتن" وهو يعطي أوامره لوزيري الدفاع والخارجية لترتيب موضوع الأنسحاب من سوريا فلقد كان متجهما وغاضبا، وكان وضع كتفيه وجلوسه يعني أنه تعرض للغدر فكان قرار الأنسحاب هو الرد من وجهة نظر بوتن..... فلقد نجحت أيران بأقناع الروس للتوغل في سوريا فراحت هي أي أيران لتهندس نفوذها في العراق ولبنان وسوريا من جهة، وتجسد فائدة البند السري الذي أعطي لها خلال مفاوضات فيينا!!..... إيران تشعر بأنها رابحة بقوة مادام الروس حققوا لها مالم تستطيع تحقيقه في سوريا، ومادام لها نفوذ قوي في "العراق وسوريا ولبنان". فلقد أستغلت أيران الأعتراف الدولي بنفوذها الإقليمي (( وهو البند السري ))الذي أعطي لايران خلال مفاوضات الملف النووي بشرط أن تحترم أيران الأمن الخليجي!!.

فإيران اليوم تمتلك أوراقا أستراتيجية كثيرة. ومن هذه الأوراق هو ملف ( اليمن / الحوثيين) والذي هو مجرد ورقة أستراتيجية بيد إيران امام السعودية والخليجيين لتثبيت نفوذها في الهلال الشيعي ( العراق سوريا لبنان) ولقد أعلنت عن ذلك أخيرا ووضعت له غطاء صاروخي بمدى 2000 كلم. وبالتالي فبمجرد رفع الرعاية الأيرانية عن الحوثيين هي بمثابة رسالة أيرانية للخليجيين بأنها لن تمس أمنهم من جهة. ون جهة أخرى هي رسالة الى أميركا والدول التي أشرفت على مفاوضات فيبنا بأن أيران نفذت ما طلب منها وهو حماية الأمن الخليجي. وبالفعل بدأت مفاوضات (سرية) أخيرا في عمان بين الحوثيين والسعوديين وتم خلالها أطلاق سراح أسرى سعوديين وهناك خطوات لتسوية للملف اليمني وبدعم أيراني.

رسائل مناورات "صواريخ أيران"... ورسائل مناورات " الرعد" العربي!

شهدت المنطقة في الأيام القليلة الماضية تبادل رسائل شديدة اللهجة ومن خلال أستعراض القوة بين إيران من جهة، وبين السعودية والحلفاء العرب والمسلمين من جهة اخرى. فإيران أجرت مناورات للصواريخ، والسعودية أجرت تدريبات ومناورات للقوات المشتركة العربية والأسلامية في حفر الباطن أطلقت عليها " الرعد".ولو حللنا معنى وفحوى التسميات فالرعد هو في السماء والصواريخ هي الأخرى في السماء. فالرعد يحمل وراءه مطرا أو يحمل صواعق مميتة، ولكن الصواريخ تحمل الموت والدمار. وهنا الفرق بين الرسالتين. ولكنها تحمل رسائل بولادة محورين في المنطقة.

1.   رسائل مناورات الصواريخ الأيرانية وصلت للعراق ولبنان وسوريا بأن هناك شبكة حماية أيرانية لهذه الدول. وعلى الأقل حماية الحلفاء الشيعة والعلويين في هذه الدول. خصوصا وأن إيران قلقة جدا من فقدان النفوذ الايراني في العراق بعد المظاهرات و الحملة الشعبية والأعلامية والسياسية ضد حلفائها في النظام العراقي خصوصا بعد قيادة السيد " مقتدى الصدر" للتظاهرات في العراق. وبسبب هذا الخوف أرسلت أيران الجنرال الأيراني "سليماني" الى العراق بمحاولة تجسير الفجوات بين الفرقاء الشيعة ولقد نقل سليماني وعودا بأن هناك ( عقود أقتصادية ضخمة مع بغداد وأربيل)......... لكن رسالة مناورات حفر البطن كانت واضحة وهي دعم التغيير في العراق ،والعبور من خلال العراق نحو سوريا لمقاتلة داعش وحتما محاولة أسقاط نظام الأسد!!. وهذا يعني أن السعودية ومن معها يريدون رسم حدود نفوذهم في "سايكس بيكو" الجديدة خصوصا بعد التراجع التركي!.

2.   رسالة مناورات الصواريخ الأيرانية للرئيس الأسد وللجانب الروسي بأن هناك غطاء صاروخي جاهز لذا يجب الأستمرار في أبعاد الخطر عن النظام السوري في دمشق، وأبعاد الخطر عن الساحل السوري. فأيران تريد من تلك الرسائل ترتيب نفوذ بوصلتها في سوريا عبر العراق ثم سوريا ولبنان........ ورسالة مناورات حفر الباطن بالعكس تماما وهي الى الرئيس الأسد بأننا قادمون اليك ولأسقاط نظامك، ورسالة للروس بأن بعد المناورات تختلف عن قبلها حيث ( الصواريخ الحرارية) وصلت للمسلحين في سوريا وأسقطوا بها طائرة سورية قبل يومين من خلالها و كانت بمثابة رسالة للروس فعجل الرئيس الروسي بقرار الإنسحاب من سوريا.. وهي ربما تتويج لمباحثات سرية جرت أخيرا بين السعودية وروسيا، وبين أميركا وروسيا. فروسيا لا تريد الغوص ثانية في أفغانستان جديدة من خلال حروب المجاهدين"الشيعة" ضد المجاهدين "السنة" وبالعكس!!

3.   رسائل مناورات الصواريخ الأيرانية تسجل نقطة أنطلاق وخط شروع بأن هناك رضا أميركي بنفوذ أمني وسياسي أيراني في لبنان. ولكن تحت مظلة دولية بشرط دعم الخليج بالمال. أما رسالة مناورات حفر الباطن هو رفض سعودي لذلك وجاء أيقاف المنحة الممنوحة الى لبنان بمثابة الرد وفي نفس الوقت سارعت لتنظيم مناورات حفر الباطن والاعلان عن دخول العراق بحجة سوريا من أجل فرض معادلة ( مظلة بمظلة) .أي تعطون مظلة دولية لأيران لنفوذ أمني وسياسي في لبنان فأعطونا نفوذ أمني وسياسي في العراق.. من هنا تريد السعودية فرض نفوذ أمني وسياسي في العراق تحت مظلة دولية أيضا!!...... وبالتالي فالعراق مرشح ليكون ساحة الصراع بين أيران (الهلال الشيعي) من جهة، وبين السعودية والخليج والدول الأخرى (البدر السني) من جهة أخرى!.

4.   إيران تجهز بنفسها لتصبح الراعي ( المالي والأقتصادي) أضافة لدورها "السياسي والأمني" في لبنان. فسارعت السعودية ودول الخليج عبر مجلس التعاون الخليجي وعبر الجامعة العربية بحظر " حزب الله" على انه منظمة أرهابية. لأن الخليجيين والسعوديين يعتقدون بأن لبنان ذاهب ليكون تحت سيطرة " حزب الله" وهو بمثابة جزء من أستراتيجية (الهلال الشيعي). فتحاول السعودية والدول الخليجية والعربية فرض ( البدر السني) ومن خلال دخول المنطقة السنية في العراق وصولا لسوريا. وأن أستدعاء رئيس البرلمان العراقي " سليم الجبوري" الى الرياض لمناقشة هذا الموضوع. وكذلك التباحث معه حول ( المنظمات الشيعية) التي سوف تحظرها السعودية والخليج بعد حزب الله!! أي أن سليم الجبوري يحمل ( قائمة) بالمنظمات الشيعية التي يراد حظرها وسوف يسلمها للسعوديين!!

الخلاصة:

هناك سباق بين أيران والخليجيين بزعامة السعودية لتكريس الحصص والنفوذ في المنطقة. إيران تتحرك بسرعة لتكريس حصتها في (العراق وسوريا ولبنان) وبموافقة أميركية ودولية. والسعودية والخليج وبدعم عربي وأسلامي يريدون تكريس النفوذ السعودي في ( العراق وسوريا واليمن). أسرائيل داعمة للسعودية من جهة ، ومن جهة أخرى تتفرج لأنها تبحث عن دور أستراتيجي في الشرق الأوسط الجديد مع تحقيق النفوذ الأسرائيلي في دول الخليج.

سمير عبيد

Samaaa26@gmail.com

15/3/2016


http://www.thirdpower.org/index.php?page=read&artid=144981
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة