تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

العراق .. و .. أزمة الهوية

بدء بواسطة يوسف تيلجي, أغسطس 19, 2015, 02:16:20 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف تيلجي

                                         العراق ... وأزمة الهوية
أستهلال :
ويا حكام المهزومين  .. ويا جمهورا موما .. ما أوسخنا .. ما أوسخنا.. ما أوسخنا ونكابر
ما أوسخنا .. لا أستثني أحدا هل تعترفون
----------------
ونعوي في الصحراء بلا مأوى .. هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية ؟ .. هذا وطن أم مبغى ؟
هل أرض هذه الكرة الأرضية أم وكر ذئاب ؟
( * ) مقطع من قصيدة  لمظفر النواب /  " شاعر عراقي معاصر ومعارض سياسي بارز وناقد ، تعرّض للملاحقة وسجن في العراق ، عاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية اخرى ،  ولد عام 1934 ، اكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب ببغداد " .

المقدمة والنص وكلمة الختام :

     العراق بعد 2003 فقد  الهوية ، بل أنتزعت منه الهوية ، ولا أقصد أنه كان له هوية من قبل / بالمعنى المطلق والمتعارف عليه  للهوية الوطنية ، ولكن الأن تماما فقد الهوية ، بغداد ليست بغداد ، والراية ليست كما كانت ، والرافدين أصبحا مدفنا للجثث ، و النخيل بل ثمر / وقد نستورد يوما التمر ، كما نستورد باقي السلع ضرورية كانت أم كمالية أو أنتاجية ، العراق بلا هوية ، لا أستطيع أن أحدد مسببات فقدان الهوية ، لأنها لا تعد ولا تحصى ، فتعددت الأسباب والموت واحد / فقدان الهوية ، لا أدري ما الذي حصل ، حكام العراق الحاليين ، ملتحين أو معممين ، وبعضهم غير ذلك ، ولكنهم يصلون ويصومون ويزورون الأضرحة ، وبعضهم حتى يلطمون على سيد الشهداء الحسين / وهو براء منهم ، ولكن الكل ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر أو أغفل النظر عن الوضع ، حتى تضيع الهوية ، فالعراق مقسم ، العراق مجزأ ، العراق مغتصب ، العراق مشرذم ، العراق طائفي ، العراق مذهبي ، العراق بؤرة من الاحزاب و التكتلات ، العراق منهوب ، العراق يحترق ... من المستفيد من كل هذا ، يبقى سؤال بلا جواب !!
لأول مرة الحكومة والبرلمان والحكام يتفقون على ثورة / أو أنقلاب ، ضد الشعب ، هي سلب هوية العراق . أيهاجر الشعب أم يفنى الحكام الجدد . تأكد لنا أن رجال الدين و المتدينيين ، عندما يجرمون أو يقتلون أو يسرقون أو ينهبون .. يكونون أكثر  دموية و شراسة ووحشية وشراهة من " العلمانيين الكفرة " !! لم نسمع أن الراحل نوري السعيد أو الزعيم عبد الكريم قاسم / مثلا ، كانا  من أصحاب المال و العقارات ، وحكام اليوم يملكون المليارات ، كانوا يقولون أن الباشا نوري السعيد " كان يشرب العرق " ، أيها الحكام أشربوا ما تشاؤوا من .. !! لكن أعدلوا و أنصفوا مثله ! وأحكموا مثلما حكم ، وسائل يسأل / من جانب أخر ، ماذا فعل الباشا حتى تخرج المظاهرات / أبان العهد الملكي ، التي تقول " نوري السعيد القندرة وصالح جبر كيطانة " ، أذا كان الباشا " قندرة " .. وهو الذي كان له القدر الأعظم في " وجود دولة أسمها العراق وتأسيس جيشه و جعله عضوا في جامعة الدول العربية و عصبة الأمم .." ، من جانب أخر ،  ماذا قدم الحكام الجدد من أنجازات !! وماذا يجب أن نهتف لهم على ما فعلوه بالعراق !! أين أنت أيها الشعب المغيب بمسيرات الزيارات و اللطم ، الحسين لا يحتاج الى مسيرات ولا الى لطم .. الحسين قال " أللهم أجعلني أن أبيت / أبات ، مظلوما ولا ظالما " ، ونحن نقول الى متى يبقى الشعب مظلوما ، مسلوب الأرادة ، لا حول له ولا قوة ، في بعض الأحيان أشكك بأن هذا هو شعب العراق ، الذي يقال عنه شعب الثورات من الأربعينات وحتى مطلع الألفية الثالثة ! متى ترجع لك الهوية الثورية ، وتحاكم من نهبوك وشردوك وجعلوك لاجئا  في  الشتات .. 
وأختتم مقالي بمقطع  من قصيدة لي في مطلع  2012 عام ، أقول فيها / وهي محاورة بين الحكام و الشعب :
ولكن  سامحنا أيها الشعب
فنحن لا نعرف
كيف أسعادك
وكيف نحقق  لك
الاحلام ...
-----------------
و كيف نوفر لك العيش
و الأحترام
و نحن نسينا الله
و عبدنا الكراسي
و أصبحت حياتنا
حرام  في  حرام ...
-----------------
و أنا .. أقول أيها الشعب
عش كما قدروا  لك
مذلولا  و أذهب للجحيم
أو أنتفض
و أشنق  الأقزام ...