هل ينذر هبوط اسعار النفط بحرب عالمية ثالثة؟

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, فبراير 23, 2015, 09:33:47 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

هل ينذر هبوط اسعار النفط بحرب عالمية ثالثة؟



بغداد – الصباح الجديد:

هذا هو أفضل الاوقات لمن يمتلك اموالا نقدا كي يذهب ويعمل في مجال النفط، على وفق ما يقول بوب مورياتي المحلل في 321 انيرجي. والسبب في هذا هو إن صغار الدهاة يمكنهم الان الذهاب لشراء الاصول النفطية التي يجري بيعها بوصفها «غير اقتصادية» بعد وصول أسعار النفط الى ما بين 40 – 50 دولارا للبرميل الواحد. ولكن السعر المنخفض لن يدوم – حسب قوله – ويتوقع ان يرتفع سعر النفط كثيرا خلال العام الجاري. وعلى الرغم من إن هذه الزيادة سترفع مخزونات النفط بصورة موازية لكن المحلل موريارتي يذكر المستثمرين أنهم يدفعون اموالهم بالشكل الذي يختارونه.
وقال الخبير مورياتي ردا على سؤال محاوره حين قال له انك وفي شهر كانون الثاني نشرت مقالا قلت فيه « إن إنحدار أسعار النفط سيكون القشة التي ستفجر فقاعة الـ 7 مليارات دولار المستعملة في استخراج النفط من مصادر اخرى». فتحدث الخبير مورياتي عن تأثير أسعار النفط على عمليات استخراج النفط من مصادر اخرى، مثل الصخر الزيتي وقال «ليست أسعار النفط هي الأكثر أهمية، إنما التغير في أسعار النفط هو الأهم. وإذا كنت تملك حقل نفط ويكلفك إنتاج برميل واحد نحو 75 دولارا، وحين يكون سعر البرميل الواحد هو 110 دولارات فانك إذا بخير. اما اذا إنخفض سعر البرميل الى 45 دولارا فانك حينها ستكون بورطة خطيرة.
وفي قطاع النفط المستخرج من الصخر الزيتي،حصل المنتجون على مئات المليارات من الدولارات على شكل قروض لتمويل نفط الصخر الزيتي الذي يكلفهم البرميل الواحد فيه نحو 110 دولارات. وكل هذا يبدو جيدا على الورق، لكن كارثة على وشك الحدوث كانت تنتظرهم. وهناك الكثير من الاشخاص في مجال النفط الصخري سيجدون أنفسهم قريبا بلا عمل وخارج القطاع.
وهذا كله قد يسهم في بدء الحرب العالمية الثالثة. والولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفط في العالم اليوم، وروسيا تحتل المرتبة الثانية. والاقتصاد الروسي قائم على اساس إن سعر النفط يبلغ 110 دولارات للبرميل. والروس غاضبون جدا من الولايات المتحدة ومن المملكة العربية السعودية بسبب الالعاب التي يقومان بها في اسعار النفط. وسعر 45 دولارا للبرميل لن يدوم، فهو يمكن أن يؤدي إلى انهيار النظام المالي في العالم بشكل تلقائي.
والتكلفة الحقيقية للطاقة اليوم هي بين 60-70 دولارا للبرميل. وفي آخر مقال لي نشرته في انيرجي ريبورت قلت ان السعر الطبيعي الجديد للبرميل هو ما بين 75- 100 دولار.وهذا ما يزال صحيحا. والنفط اليوم إنخفض عن سعر الكلفة كثيرا. وهذا سيؤذي الكثير من الناس.
وحول التكهنات التي ترى أن السعوديين يفعلون هذا للقضاء على قسم من الإنتاج الروسي ومن الانتاج الذي يعتمد على ضخ مياه في الاعماق قال المحلل مورياتي «انه اعلان حرب اقتصادية. والسعوديون يحاولون الوصول والنيل من روسيا وايران ومن الولايات المتحدة. والسعوديون لديهم ارخص النفط في العالم، وبمقدورهم لذلك اخراج اي جهة من العمل النفطي. ويعتقد السعوديون ان ذلك امر جيد، لكنه في الحقيقة امر خطر للغاية. انه مثل سحب مسمار قنبلة يدوية واللعب بها لعبة البطاطا الساخنة اي ان يتقاذفها اللاعبون فيما بينهم، وفي النهاية ستنفجر في يد احدهم. ولست متاكدا من ان الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز سيقوم بتغيير استراتيجية إستخراج النفط السعودية، وربما لا يوجد شخص متأكد من ذلك. وردا على سؤال حول مدى تأثير العنف والفوضى في الشرق الأوسط على أسعار النفط، وهل ان السعوديين هم من يقف وراء ذلك؟
قال المحلل مورياتي: كل طرف يزيد من انتاجه من اجل التفوق على الطلب. ومقدار المخزون النفطي هذه الايام عال جدا واعلى من اي وقت مضى. ويباع النفط الان بسعر 50 دولارا للبرميل الواحد، ولكن اذا قام المرء بتخزينه لمدة ثلاثة أشهر حينها يمكنك بيعه بمبلغ 60 دولارا للبرميل. وهذا يعطي الجميع حافزا كبيرا لشراء النفط وتخزينه.
وانا أعتقد ان 98٪ من تكاليف المنتجين التي تكبدوها قد أنفقت قبل أن إنتاج أول برميل. وليس هناك حافز اقتصادي لاغلاق الآبار. وآبار الصخر الزيتي، من ناحية أخرى، تُستنزفْ بسرعة كبيرة. وما ان تنفق اموالك فعليك القيام بالانتاج مثل شخص مجنون لدفع ثمن الإنتاج، بغض النظر عن سعر النفط واين وصل.
ولست متأكدا من ان سعر النفط وصل الى ادنى سعر له. والنفط قد ينخفض إلى 30 دولارا للبرميل، وفقا لبعض المحللين النفطيين. وكلما استمرت اسعار النفط بالانخفاض كلما كان التدمير الذي يطال النظم المالية والسياسية أشد. وقد سبق لي ان قلت ان تدني اسعار النفط الى ما دون 40 دولارا للبرميل معناه حرب مفتوحة بين الامم المتقاتلة والدافع وراء ذلك هو قيام الولايات المتحدة بإنفاق خمسة مليارات دولار في اوكرانياعلى مدى السنوات الـ 10 الماضية. لقد دفعنا الاموال من اجل القيام بانقلاب. ولقد اطحنا بحكومة أوكرانيا المشروعة، ونحن نورد الأسلحة والذخيرة إلى قطاع الطرق( حسب تعبير المقال) الذين يديرون أوكرانيا الآن. لقد حولت حكومتنا فلاديمير بوتين الى شيطان، وكانت أوكرانيا جزءا من روسيا لمدة 500 سنة. نحن ندعم الإرهاب، وبوتين في الواقع عقلاني جدا. وعندما يقول ان هذا يمكن أن يشعل حربا مفتوحة فأنا أصدقه. ونحن سنخسر مرة أخرى، تماما مثلما خسرنا كل الحروب المجنونة الأخرى خلال السنوات الـ 15 الماضية. وقد هدد الرئيس اوباما بطرد روسيا خارج منظومة التواصل المصرفي العالمي وهذا يعني ان روسيا لم تعد قادرة على ارسال الاموال الى الخارج او تلقيها منه، وهذا ايضا عمل من اعمال الحرب. اما عن دور النفط في كل ذلك فهو إننا نحاول أن نؤثر من اجل تغيير النظام في روسيا. انه ليس الذهاب إلى ان نعمل مثلما عملنا في أفغانستان والعراق وإيران أو ليبيا. نحن نمارس الخداع في امور كان ينبغي وببساطة عدم ممارسة الخداع فيها.
لقد قاتلنا روسيا لمدة 10 اعوام. وقد تقرر روسيا الان ان تقاتلنا. في الواقع، كنت مخطئا بشان سعر النفط الذي سيشعل حربا مفتوحة فهو ليس 40 دولار للبرميل الواحد إنه 50 دولارا للبرميل. وهناك الان حرب في اوكرانيا.

ترجمة عبد علي سلمان
عن اويل برايس


http://www.newsabah.com/wp/newspaper/38799
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة