تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الخروج لعمل الحمّـيضة ( يواذا دحَـمـّيضا )

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, أبريل 15, 2011, 09:20:31 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

الخروج لعمل الحمّـيضة ( يواذا دحَـمـّيضا )



الحمّيضة وعلميا تسمى ( الحمّيض ) نبات طبيعي ينمو ما بين الزروع في حقول الحنطة والشعير والعدس وهي المحاصيل الستراتيجية والرئيسية التي تزرع في برطلي وجميع مناطق سهل نينوى لذا فهي تعتبر لدى المزارعين من الادغال عريضة الاوراق ، ولطعم اوراق هذا النبات الحامضي فهو يستخدم ومن قبل ابناء برطلي فقط عدا غيرها من ابناء المناطق الاخرى المحيطة بها كمادة غذائية بعد ان يضاف اليه الجريش الخشن وهو من انواع المونة الرئيسية والمستخرجة من الحنطة والتي تحتفظ بها العائلة البرطلية لتكون وجبة غذائية  .
في الماضي كانت وجبة أكلة الحميضة رئيسية ومن الوجبات المهمة وتؤكل على مدار السنة سواء في موسم الربيع وهو موسم قطافها او في باقي فصول السنة بعد ان يتم الاحتفاظ بها كما سنأتي لاحقا . اما في الوقت الحاضر قتؤكل ايام الصوم فقط كون طريقة تحضيرها لا تحتاج الى شيء حيواني .
وفي السابق وحتى في ايامنا هذه فان الخروج لجمع الحميضة له نكهته الخاصة ولا بد منه لان وجبة الحميضة وجبة غذائية ضرورية ورئيسية في المطبخ البرطلي وعملية قطافها ينحصر في الربيع وخصوصا في شهر آذار ، حيث يتفق نسوة وفتيات المحلة او الاقارب في عصر اليوم الذي يسبق يوم الخروج الى الزروع فتهيء كل واحدة عدتها التي لا تتعدى الجاروكة ( مشّـوذي ) والتي هي جزء من ملابس النساء البرطليات ، وقطعة اخرى كبيرة من القماش مربعة الشكل ( مشوذي كبيرة ) لتضع فيها ما تجمعه من الحميضة وتحملها على ظهرها او على ظهر دابة ( الحمار ) اذا ما كانت قد احضرته معها .
تخرج المجموعة منذ الفجر باتجاه حقول الحنطة والشعير التي تحيط بالبلدة وغالبا ما تكون وجهتهم الى حقول كرمليس وبغديدي قريبا من دير نقورتايا الواقعه ما بين برطلي وقرة قوش ( بغديدي ) وكرمليس وهي المنطقة التي تكثر فيها تواجد نبات الحميض فيصلون المكان قبل طلوع الشمس والخروج يكون سيرا على الاقدام الا من كانت تصطحب معها ( بغل او حمار ) لتضع عليه حمولتها من ما تجمعه من الحميضة ، تنتشر النسوة ما بين الزروع لتأخذ كل منهن اتجاها ويتسابقن مع النهار لجمع اكبر كمية من الحميضة ، اما عملية الجمع فيتم بان تشد الفتاة الجاروكة من زاويتيها العلويتين خلف الرقبة والزاويتين السفليتين خلف الظهر فيتكون فراغا ما بين الجسم وبين الجاروكة فتضع الفتاة ماتجمعه يدها من الحميضة على شكل باقة متناسقة في هذا الفراغ حتى يمتلأ لتذهب وتفرغ محتواها في مكان محدد يختارونه الجميع لجمع قطافهم فيضعونه في المشوذي الكبيرة ، وهكذا حتى يقتنع الجميع بالكمية التي جمعتها كل واحدة منهن فيأخذن ادراجهن ليعودوا الى البلدة وهن فرحات بما جمعن ، فتحمل كل منهن حمولتها على ظهرها او على ظهر دابتها .
بعد الوصول الى المنزل وعادة ما يكون عصرا يجتمع اهل البيت من النسوة وقد يشاركنهم من نسوة المحلة في عملية عزل اوراق الحميضة عن سيقانها وتتم هذه بالامساك باسفل ساق النيتة باصابع اليد وسحب الاوراق باصابع اليد الاخرى فتنزلق برشاقة وتفصلها عن الساق وهكذا نبتة نبتة حتى ينتهي كل ما تم احضاره من الحميضة الى البيت .
اما الاطفال فينتظرون انتهاء العمل ليجمعوا سيقان الحميضة ويصعدوها الى سطح الدار وعمل عش كبير على امل منهم ان ياتي طير اللقلق ويجلس في هذا العش ليبيض فيه حيث ان في مثل هذا الوقت من السنة تمر طيور اللقلق بالبلدة وهي في طريق هجرتها الى بلاد اخرى ، فغالبا ما كانت تصنع لها عشا فوق برج جرس كنيسة مار كوركيس القديمة ، وهكذا ايضا يظن هؤلاء الاطفال على بساطتهم انه سياتي اللقلق ويضع بيضة في عشهم .
بعد الانتهاء من عملية فصل الاوراق عن سيقان الحميصة تُـصعد الحميضة الى سطح الدار لتفرش على ارض السطح بعد تنضيفها وتترك لتجف تحت اشعة الشمس .
بعد جفافها تجمع الحميضة الجافة ثم يتم عزلها بالغربال عن ما هو ناعم منها وكذلك لتنقيتها من الشوائب والسيقان التي يمكن ما قد نسي منها بين الاوراق ، ثم توضع في اكياس كبيرة وتعلق في سقف الغرف الخلفية من الدار او على جرانها لتصبح مونة لسنة كاملة حتى الموسم القادم .
عند الطبخ توضع الحميضة المجففة في قدر الطبخ مع الماء حتى يغلي الماء لتعود الحميضة وكانها مقطوفة الان .
كان في الماضي عند طبخ الحميضة في الايام الاعتيادية يضاف اليها بعد طبخها الدهن الحر ( السمن الحيواني ) الذي كانت تحتفظ به العائلة البرطلية ما يكفيها لسنة كاملة اما في ايام الصوم فيضاف اليها زيت السمسم ( الشيرك ) كونه منتوج نباتي يحل اكله في ايام الصوم وكانت تحتفظ به العائلة البرطلية ما يكفيها منه .
اما في ايامنا هذه فلم تختلف طريقة طبخ الحميضة ولكن قد يضاف اليها بعض المطيبات كمعجون الطماطة او الحامض او أي نكهة اخرى يتذوقها آكلها .
ولمحبة البرطليين لاكلة الحميضة فلم تمنعهم غربتهم وبعدهم عن برطلي عدم تذوقها فدائما ما ترسل العوائل البرطلية الحميضة المجففة الى ابنائها واقاربها في بلاد الاغتراب .































walaa

شكرا استاذ بهنام عالتقرير الرائع عن الحميضة فعلا ابدعت
ماشاءلله مسويين هواية حميضة

hasson_natalia

مناظر ومشاهد وتقرير اكثر من روعة,, فعلا رجعت بيا الذاكرة قبل ١٠ سنوات واكثر - لما جنا ناكل الحميضة يم بيت جدتي المرحومة والغالية نوني شعو,الله يرحمها - جانت تسويها  حامضة وكللش طيبة.
الف شكر للاستاذ بهنام وتقبل خالص تحياتنا
ما احلى أن نجتمع معـاً  بالحبِ يقول الربُ لنا ما إجتمع بأسمي إثنان معـاً إلا وهناكَ أكون أنا.

qaiss sabah khider

سمعت في العام الماضي عن هذه النبتة و تقريركم الشهي هذا شوقني لتذوق هذه الأكلة الشهية التي اتمنى بأن يهديني احد في يوم من الأيام اناءا منها لأننا في البيت نجهل كيفية عمله او حتى من اين نجلب نبتتها

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة