مسيحيو العراق .. الهجرة عن بلد يحكمه عنف يستهدفهم

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, مارس 13, 2013, 11:52:33 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

مسيحيو العراق .. الهجرة عن بلد يحكمه عنف يستهدفهم


‏يقلب القس بيوس قاشا صفحات كتاب يتناول الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد محاولا تذكر ‏اسماء ضحايا جريمة سرعت في هجرة المسيحيين من بلاد تقلصت اعدادهم فيها الى الثلث منذ اجتياح ‏العام 2003.‏

ويقول راعي كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك في مكتبه داخل الكنيسة الواقعة في منطقة المنصور ‏في غرب بغداد ان هذا الهجوم شكل "كارثة حلت بالمسيحيين وقصمت ظهر وجودنا في هذا البلد ‏وادت الى افراغ البلد" من المسيحيين. ويضيف "ربما سنتبع اخواننا اليهود" الذين كان يبلغ عددهم ‏نحو 120 الفا وغادروا العراق بعد قيام الدولة العبرية عام 1948. ‏
وفي 31 تشرين الاول/اكتوبر 2010 اقتحم عدد من المسلحين كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك ‏الواقعة في منطقة الكرادة وسط بغداد وقتلوا 44 من المصلين بالاضافة الى كاهنين وستة من عناصر ‏الامن. ‏
وتبنى تنظيم "دولة العراق الاسلامية" الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، الهجوم الذي نفذ خلال القداس قبل ‏ان يحكم على ثلاثة اشخاص بالاعدام اثر ادانتهم بالتورط في الهجوم. وشكل هذا الهجوم الدامي حلقة ‏من سلسلة هجمات استهدفت المسيحيين منذ بداية الاجتياح العسكري للعراق على ايدي قوات التحالف. ‏
وتشير ارقام كنسية الى ان نحو ستين كنيسة من بين عشرات الكنائس ودور العبادة استهدفت في ‏العراق منذ 2003، فيما ادت هذه الهجمات الى مقتل اكثر من 900 مسيحي عراقي واصابة نحو ستة ‏آلاف بجروح. ‏
ويقول بطريرك الكنيسة الكلدانية لويس ساكو "كانت هناك 300 كنيسة في العراق ولم يبق منها سوى ‏‏57، وحتى المتبقية فهي معرضة للاستهداف". ‏
وساهمت هذه الهجمات وخصوصا جريمة سيدة النجاة في دفع المسيحيين الذي يشكلون 2 بالمئة من ‏اعداد السكان نحو الهجرة الى الخارج بعيدا عن بلاد يحكم شوارعها العنف اليومي العشوائي منذ ‏حوالى عشر سنوات. ‏
ويرى قاشا ان "اوضاع المسيحيين منذ 2003 وحتى الان تتجه نحو الضياع"، مشددا على ان "اهم ‏اسباب المعاناة هي الضروف الامنية والبطالة" التي تقارب ال11 بالمئة وفقا للاحصاءات الرسمية ‏لعام 2011 والى 35 بالمئة بحسب ارقام غير رسمية. ‏
ويتابع قاشا "كانت لدينا 1300 عائلة في كنسيتنا، ولم يبق اليوم سوى 400 الى 500 عائلة فقط". ‏
وتوضح من جهتها وزيرة الهجرة والمهجرين السابقة باسكال وردا ان "الكثير من الشباب المسيحيين ‏يريدون الهجرة وعندما اسألهم لماذا، يقولون +وفري لنا العمل لنعيش والامان لنبقى+، هنا اصمت ‏واعجز عن الاجابة". ‏
ويتوزع المسيحيون على محافظات بغداد ونينوى وكركوك، وكذلك دهوك واربيل في اقليم كردستان ‏الذي يتمتع بحكم ذاتي، وتتواجد اعداد محدودة منهم في محافظة البصرة في جنوب العراق. ‏
ويقول رئيس "منظمة حمورابي لحقوق الانسان" وليام وردا ان "السنوات العشر الاخيرة كانت الاسوأ ‏على مسيحيي العراق لانها شهدت اكبر حالة نزوح وهجرة لهم في تاريخ العراق". ‏
واكد وليام وردا ان عدد المسيحيين انخفض من حوالى مليون و400 الف في 2003 الى قرابة نصف ‏مليون حاليا، ما يعني هجرة اكثر من ثلثيهم. ‏
وكان تقرير نشرته منظمة حمورابي نهاية عام 2011، تحدث عن نزوح 325 الفا مسيحي من ‏منازلهم الى مناطق اخرى داخل البلاد خلال الفترة ذاتها. ‏
وفي البصرة، يؤكد عماد عزيز احد مسؤولي الكنيسة الكلدانية في المدينة الجنوبية، انه لم يبق في ‏البصرة سوى 450 عائلة مسيحية بعد ان كان عددها 1150 عام 2003. ‏
ويقيم المسيحيون في العراق مع باقي مكونات المجتمع علاقات طيبة تمتد الى مئات السنين، ويمثلهم ‏وزير واحد في الحكومة العراقية وخمسة نواب في البرلمان المؤلف من 325 نائبا. ‏
كما يشغل ممثلون عنهم ثلاثة مقاعد في مجالس محافظات بغداد ونينوى والبصرة. ‏
وتشير وثائق تاريخية الى ان المسيحيين كانوا من الاوائل الذين عاشوا في العراق، وبحسب حنا فان ‏المسيحيين موجودون في بلاد ما بين النهرين منذ نهاية القرن الاول ميلادي وبداية القرن الثاني. ‏
ولا يرتبط قلق المسيحيين في العراق بما يحدث في البلاد فقط اذ يثير مخافوفهم تصدر الاسلاميين ‏المشهد السياسي في عدد من هذه الدول العربية، وكذلك بوادر صراع كبير بين السنة والشيعة. ‏
وكان راعي خورنة مار يوسف في بغداد الاب سعد سيروب حنا قال لفرانس برس ان "السنوات ‏القادمة ستكون صعبة جدا على الجماعات المسيحية في الشرق الاوسط والوطن العربي (...) اذ ان ‏الجميع امام تحد يكمن في مدى المحافظة على هذه الجماعات وصون حقوقها وخصوصيات دياناتها ‏وتقاليدها". ‏
واوضح "لا اعرف كم من النضوج متوفر لدى قادتنا وسياسيينا واصحاب ثورات الربيع العربي حتى ‏يتفهموا هذا التحدي ويجعلوه ممرا لخير وبناء الوطن".
http://kitabat.com/index.php?mod=page&num=9776&lng=ar
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة