تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

اللاءات الأربع

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أكتوبر 23, 2012, 04:00:25 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

اللاءات الأربع

كمن يصمت دهراً وينطق كفراً خرج علينا السيد حازم الأعرجي بخطبة "عصماء" تجنبت الخوض في المشاكل الكبرى والأزمات المهلكة بسبب سوء الإدارة من جانب الحكومة والبرلمان كليهما، وامتنع عن التنديد بمظاهر الفساد المالي والإداري وأمسك عن استنكار تصرفات القيادات السياسية التي لا تؤدي التزاماتها الدستورية، واختار أن يطير ويغرد بعيداً خارج السرب.
هذا الأعرجي ركز في خطبته على قضية دخول السافرات إلى مدينة الكاظمية، فطالب الحكومة بفرض حظر على دخولهن إليها "للحفاظ على قدسيتها وعدم تدنيسها".
السيد هذا طالب الحكومة بتطبيق أربع لاءات في الكاظمية: الغناء والسفور والخمور والقمار. ولعلم السيد فأن في مدينة الكاظمية كما في مدن العراق الأخرى هناك من يغني ومن يشرب الخمرة ومن يلعب القمار، وليس في وسعه هو ولا في وسع الدولة ورجالاتها وأزلامها وعسكرتها وشرطتها أن يمنعوا ذلك مطلقاً. ولعلمه أيضاً فان هذه الأشياء موجودة على نطاق واسع في إيران والسعودية اللتين تحظران ذلك حظراً تاماً شاملاً.
يا سيد أعرجي، العراقيون يريدون الكهرباء.. يريدون النظافة لشوارعهم.. يريدون مكافحة الفساد المالي والإداري.. يريدون حل مشكلة البطالة بين الخريجين والشباب عموماً.. يريدون مكافحة الفقر والأمية.. يريدون قيام نظام صحي ونظام تعليمي ونظام تأمينات اجتماعية ونظام نقل ومواصلات تليق ببلد دخله من النفط وحده 100 مليار دولار في السنة.. يريدون يا أعرجي رعاية الأيتام والأرامل والعجزة المعوزين.. يريدون الاهتمام بالزراعة والصناعة... يريدون نظام رقابة يضمن عدم دخول الأغذية الفاسدة والسلع المغشوشة والرديئة إلى البلاد.. يريدون.. ويريدون.. ويريدون... فعرب وين طنبورة وين يا سيد؟
السيد الأعرجي، المثل يقول :"أكعد أعوج واحجي عدل" وأنت هنا لا تحجي العدل ولا تعرف تكعد، فأنت تقف إلى جانب هؤلاء الذين هم السبب في استمرار شقاء العراقيين ومحنتهم وآلامهم بسكوتك عن أفعالهم وعما ينبغي التحدث فيه وسعيك لصرف الانتباه إلى قضية لم تكن مشكلة في الماضي وليست هي كذلك الآن. ألم ترَ إلى معتمد المرجعية العليا خطيب الجمعة في كربلاء الذي ينتهز الفرصة الأسبوعية ليضع الأصبع على واحد من الجروح العراقية الغائرة بعمق؟ لماذا لا يكون هذا الشيخ الجليل ذو الحس الإنساني والوطني قدوة لك؟
السيد الأعرجي، أنت تهدد بإقامة مجالس دعاء على المسؤولين الذين تقول إنهم لا ينفذون القرارات بمنع السافرات من دخول الكاظمية، واذا كانت الأدعية تحقق ما تريد وتشتهي فلماذا لم تقم مثل هذه المجالس في تورنتو الكندية للخلاص من نظام صدام؟ لماذا تركت الأميركيين يجتاحون البلاد ويهيئون الظروف لكي تعود إلى البلاد وتكون خطيب جمعة الكاظمية؟ ولماذا لا تقيم مجالس الدعاء لتخليصنا من أعمال الإرهاب المتواصلة؟ ولماذا لا تقيم مجالس الدعاء ضد الفاسدين والمفسدين من السياسيين ومسؤولي الدولة؟ أم أنك متواطئ معهم؟
قوانين الشريعة الإسلامية، وقانون الأحوال الشخصية العراقي الذي يستلهم محتواه من الشريعة الإسلامية هي قوانين مبنية من جذورها على أساس إخضاع المرأة واعتبارها كائنا من الدرجة الثانية. ويعطى بشكل صريح الشرعية لاستخدام العنف والتمييز ضد النساء، أضافة إلى شرعية قتل النساء.
ولأجل تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، يجب إلغاء هذه القوانين وإبعاد الشريعة وقوانين الإسلام عن حياة النساء والمجتمع بشكل نهائي. ويقع على عاتق الدولة ومؤسساتها مسؤولية العمل الجدي والدؤوب لمكافحة واجتثاث مخلفات وبقايا تأثيرات هذه القوانين على المجتمع.
إن قانون مساواة المرأة والرجل هو قانون للتعامل مع البشر على أساس كونهم بشراً بغض النظر عن كونهم رجالاً أم نساء. وأن المساواة التامة بين الرجل والمرأة هو قانون رسمي للبلاد، وعليه تستند جميع الفقرات والأحكام القانونية لهذا القانون. فما الذي رأيناه من هذه القوانين يا سيد؟ أم ربما أنت تريد قوانينك الخاصة؟


علي العلاق


http://aliallaq41.blogspot.com/
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة