تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الوئام العالمي بين الأديان

بدء بواسطة matoka, فبراير 05, 2012, 08:18:40 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

الوئام العالمي بين الأديان





          

محمد خليفة
كاتب من الامارات


عن جريدة الخليج 15\1\2012

على الرغم من الدعوات المتتالية للتجديد، والتحولات الفكرية التي طرأت على المجتمع العربي الإسلامي وأسهمت في خلق فكر إسلامي تنويري يتعامل مع تلك التحولات بتغليب الوسطية بعيداً عن التطرف والتشدد، إلا أنه من الملاحظ أن هناك فئة ما زالت جامدة لا تقبل هذا التجديد وتنبذه وتقف ضده، رغم أن هذه الدعوات للتجديد لا تمسُّ جوهر الدين وأصوله؛ وإنما تعني تجديد وسائله وفهم غاياته ومراميه، ورفض هذه الدعوات يَنُمُّ عن عقلية جامدة، وفهم عقيم يدفع صاحبه إلى التخندق حول أفكاره ما يدفعه إلى التعصب الذي يصل إلى حد المفاصلة والاحتراب والصراع والتأثر بالأيديولوجية الطائفية.

في نيجيريا هناك تمازج كبير بين الأفراد من أتباع الديانتين المسيحية والإسلام، ومساحة كبيرة من التسامح تكسو التعايش بين أتباع الديانتين السماويتين، ومع ذلك لم يسلم هذا التعايش والتحاب مما يعكر صفوه ، ويصيبه في مقتل . ففي غمرة احتفالات عيد الميلاد المجيد، نقلت وسائل الإعلام العالمية فاجعة مقتل نحو ثلاثين شخصاً، وإصابة العشرات في سلسلة تفجيرات استهدفت ثلاث كنائس في مناطق متفرقة من نيجيريا، كان يقام فيها قداس لمناسبة أعياد الميلاد . وتوجهت أصابع الاتهام على الفور إلى جماعة "بوكو حرام"، التي أعلنت فيما بعد مسؤوليتها عن هذه التفجيرات.

إن قتل الأبرياء الذين يمارسون عبادتهم جريمة بشعة لا يقرها دين ولا عقل، هي بشعة بكل المقاييس وتأخذ الإنسان إلى مسافات خارج العقل والواقع، ولا يليق بأي إنسان لديه مسحة من الإنسانية؛ فكيف بإنسان يزعم أنه ينتمي إلى دين الإنسانية الأسمى وهو الإسلام . فالإسلام انتشر عالمياً لأنه دين لا يحترم حقوق الإنسان فقط، بل يفرض على أتباعه حمايتها بدءاً من حقه في اختيار عقيدته ، وانتهاء بأدنى هذه الحقوق، كما حمى معتقداته ودور عبادته وإن تعارضت مع التوحيد الخالص لله، هكذا عاش اليهود والنصارى في ديار الإسلام، وتبوؤوا أعلى المناصب في ظل الإسلام؛ فكان منهم الوزراء وأطباء الحكام والأمراء، وكانوا جزءاً أصيلاً من نسيج الأمة الإسلامية، وكانوا كذلك ركناً أصيلاً قامت عليه الحضارة العربية والإسلامية، ولم يُستثنَ كذلك أصحاب الديانات غير السماوية من العيش بأمان داخل ديار الإسلام.

إن الإسلام هو الذي حرر الإنسان، وكفل الحرية لجميع الناس، وفتح كل مجالات الحياة في إطار قاعدة لا ضرر ولا ضرار، ليحيا الإنسان حياة كريمة حسبما تقتضيه الفطرة الإنسانية، ويتطلبه قانون الاجتماع البشري، ودعا إلى البحث والتأمل والتدبر وإعمال الفكر، وحرر الإنسان من ربقة التقليد الأعمى، وأسر الجمود المدمر . هذا المعنى الإنساني للحرية كان نشيداً إيمانياً وأخلاقياً لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي -عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة- الذي يجسد العقل الإسلامي الجامع بين نور الشرع، وتحرر العقل، فيجسد المسلم الواعي بأصول دينه معتزاً بها ومتشبثاً بهديها- المدرك لواقعه ومتطلبات عصره، فهو صاحب رسالة تعزيز ثقافة التسامح والغفران، فتحت رعاية سموّه نظمت الجامعة الأمريكية بالشارقة، معرضاً وسلسلة محاضرات بعنوان "التعايش بين المسلمين وغير المسلمين منذ فجر الإسلام" وبمشاركة مستشارة الرئيس الأمريكي -باراك أوباما- لشؤون العالم الإسلامي داليا مجاهد حيث دعت قادة المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة، والمجتمع الغربي إلى التركيز على حل المشكلات السياسية في إطار التفاعل الدبلوماسي، وتفعيل الجهود لتحقيق التعاون بدلاً عن الصراع الديني، وتحدث المشاركون حول التسامح في الإسلام والمسيحية، وحقيقة تعايش الإسلام مع المسيحية منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، إضافة إلى التعايش بين الإسلام والأديان الأخرى، واحترام معتقدات الآخر من ثوابت التعاليم الإسلامية؛ لدرجة أن ذلك تم توثيقه في معاهدات بين المسلمين وغير المسلمين.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت بتاريخ 20/10/2010  أن الأسبوع الأول من شهر فبراير/شباط من كل عام سيكون أسبوعاً للوئام العالمي بين الأديان؛ شاملاً جميع الأديان والمذاهب والمعتقدات بهدف تشجيع جميع الدول، على أن تقوم طوعاً خلال ذلك الأسبوع بدعم نشر رسالة الوئام والمودة بين الأديان في الكنائس والمساجد والمعابد في مختلف أرجاء العالم على أساس حب الخير والحق والبر، كلٌ حسب تقاليده وعقيدته من دون تناقضات عقائدية عميقة لا يمكن تجاوزها بصيغ طوباوية، والتي كثيراً ما تتسبب في وقوع المأساة ساعة الأزمات الكبرى، والهزات العنيفة، التي تهز أسس المجتمعات، وتنشر الفتنة والإفساد والعصيان، وغير ذلك من المشاحنات اللفظية والفكرية بين مختلف أتباع الديانات، وإلى تعزيز الدوافع الأخلاقية الجماعية، والتركيز على مسؤولية دور العبادة، ومؤسسات المجتمع الأخرى في نشر الوئام والسلام والفكر المستنير ستسهم في تحقيق التقارب المشترك، والحوار بين أتباع الديانات، وكذلك غرس القيم التي تدعو إلى احترام الآخر، وعدم النظر إليه بعين الإقصاء . فالإنسان هو الإنسان أينما كان، وحيث كان، وأساسه الروح الطيبة التي يرتكز عليها التعامل والتفاعل بين أبناء البشر، وذلك بهدف تجنيب الإنسانية مغبة التطرف والتفكك والتفسخ، والذي يؤدي إلى التمرد والفوضى وتشويه الأديان، وتفتيت الأوطان والمجتمعات .

ومهما كانت القرارات الأممية ذات معانٍ سامية، وأهداف نبيلة؛ فإنها لا تسهم في تغيير العالم المليء بالفرقة، وسوء الفهم دون المشاركة الإنسانية التي تتطلب مواجهة بؤر الخلاف، وإيجاد سبل للتفاهم والتواصل والحوار، والتي بدورها ستشكل الأسس الضرورية للتعايش السلميّ في هذا القرن، وتجنيب الإنسانية شرور الحرائق الطائفية التي تجلب المتاعب والآلام والإحباطات التي ظل يكابدها الشعب العربي، ويختزنها بين خباياه ويتعايش معها في تصارع بين جرف التيارات وسراب الغروب.

mohammed_khalifaa@yahoo.com
Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

د.عبد الاحد متي دنحا

شكرا عزيزي متوكة على نقلك للموضوع, كثر امثال هؤلاء المثقفين والمطالبين بالوئام والتعايش بسلام ومحبة بين البشر

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير