مشاكســـــــة/ مــــــن يســــرق ... ومــــن يشـــــفق / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 12, 2014, 05:43:55 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
مشاكســـــــة
...............
مــــــن يســــرق ... ومــــن يشـــــفق



برطلي . نت / بريد الموقع

مال اللــــــــه فـــــرج
malal ah_faraj @yahoo.com
                                             ...............................................

على الرغم من كون بلادنا من البلدان الفقيرة، حيث انها لا تمتلك نفطا كبقية الدول الغنية ولا معادن ولا انهارا ولا اراضي صالحة للزراعة ولا كفاءات علمية ولا جامعات او كليات او معاهد، الا انها استطاعت ان تنتزع لنفسها بهمة (بعــــض) المسؤولين (الغيــــــارى) موقعها المتفرد على خارطة التميز الانساني، وهي تمسك باهتمامات المجتمع الدولي كلما اصابتها كارثة او حلت بها مصيبة او مأساة او نكبة، وهي تمد ايديها متوسلة ومتسولة الدعم الخارجي (الـــذي هـــو مــن حقهـــا) نظرا لفقرها المدقع خصوصا وان بعض المسؤولين النزهاء فيها لا يمتلكون الا (عشــــرات المليــــارات) من الدولارات فقط، وهذا ما دفع دول الجوار للعطف على بلادنا (الفقيــــرة) ومد يد الاحسان لها، وهي التي سبق ان (نجحـــت) بجهود بعض مسؤوليها (الامنـــــاء) ان (تحتـــل) وفقا لتقرير منظمة الشفافية الدولية التي تتخذ من برلين مقرا لها مكانا بين البلدان الاربعة الاكثر فسادا في العالم الى جانب كل من الصومال والسودان وليبيا خلال العام الحالي، على الرغم من ان ميزانيتنا السنوية التي اختفت بمنتهى (الشفافيـــــة) حتى قبل ان يتم اقرارها وكانت (رحمهـــا اللـــــه) تتجاوز مجموع ميزانيات خمس دول مجتمعة من دول المنطقة، مما دعا دول الجوار الى منحنا (صدقـــة) بلغت (850) مليون دولار لاغاثة النازحين والمهجرين الذين يعيشون اسوأ الظروف واقساها في بلادنا (الفقيــــرة) التي هربت معظم مبالغ ميزانيتها الى جهة مجهولة اسوة بالجثث المجهولة التي يتم (القبــــض) عليها بمنتهى البطولة يوميا، بينما( يفلــــح) القتلة الخائبون (دائمـــا) في الفرار الى جهة مجهولة.
وعلى الرغم من حالة الحزن والاحتقان النفسي التي تنتابني وانا احس بشلال عنيف من الوجع يتدفق في اعماقي كلما مررت باماكن ومحلات سكن النازحين والمهجرين قسرا من مدنهم وقراهم ومنازلهم على ايدي عصابات داعش الارهابية وانا افكر متألما بشكل خاص بالاوضاع النفسية والجسدية لاطفال اهلنا النازحين الذين سيحملون افظع الذكريات واقساها عن طفولتهم المجروحة في وطن عجز عن حمايتهم، وجعل من الخيام والكرفانات وهياكل العمارات وطنا لهم وهم احفاد الحضارات العظمى والتاريخ والعلوم والفنون والاخلاق والقيم والمبادئ والمعارف المشهود لها جميعاً بالاصالة والسمو فامسوا غرباء في وطنهم ومشردين في بلادهم، الا انني امتلأت املا وثقة وعنفوانا وفخرا وانا اطالع تفاصيل مبادرة فريدة مجيدة لانسان صيني فجرت قنبلة من اعنف المشاعر الانسانية قل نظيرها، ذلك هو (شيونغ شيهوا).
و(شيونغ شيهوا) مليونير بسيط في الرابعة والخمسين من عمره، ولد في قرية( شيونغ كينغ)، التابعة لمدينة (شينيو) جنوبي الصين، وكان وعائلته نظرا لفقرهم المدقع يتلقون الدعم والمساعدة من أهالي القرية، واستطاع ان يجعل من فقره المدقع دافعا غير عادي للنجاح، وبعد أن تمكن (شيونغ) من جمع الملايين من خلال عمله في صناعة الصلب، قرر أن يسدد الدين (الانســـاني) لأهالي قريته الذين وقفوا الى جانبه والى جانب عائلته في فقرهم، من خلال إعادة بناء مساكن حديثة على نفقته وتوزيعها عليهم مجانا.
وبادر فعليا قبل خمس سنوات، إزالة جميع الأكواخ والمنازل الطينية في القرية، وقام بنقل سكانها إلى منازل مؤقتة، قبل أن يعيد بناء المنازل الجديدة لهم على الطراز الحديث، لتعود(72) عائلة إلى قريتها وليتمتعوا بنمط فريد من الحياة الفاخرة في منازلهم الجديدة، (تماما كما فعل بعض المسؤولين عن خدمات النازحين والمهجرين لدينا).
الى جانب ذلك، فقد تلقت 18 عائلة كانت الأكثر عونا ومساعدة لعائلة شيونغ في طفولته معاملة خاصة، اذ منح كلا منها فيلا خاصة بها مجانا ايضا في المشروع الذي وصلت تكاليفه إلى حوالي 7 ملايين دولار.
وبعد انتقال جميع العائلات إلى منازلها الجديدة، وعد شيونغ بتقديم ثلاث وجبات طعام يوميا لكبار السن ومحدودي الدخل على نفقته الخاصة.
وأكد شيونغ أنه يحب أن يسدد ديونه بشكل كامل ودائم، لذلك حرص على أن يرد الجميل للأشخاص الذين ساعدوه وساعدوا أسرته عندما كان طفلا صغيرا وفقيرا.
امتلأت املا بالمستقبل، فربما يبادر بعض المسؤولين (الفاسدين) لدينا بالذهاب الى قرية (شيونغ كينغ) ليتعلموا من (شيهوا) طرق واساليب الوفاء لابناء وطنهم، وكيف يردون دين المليارات التي حصلوا عليها من هذا الوطن ومن هذا الشعب اليه، لكنني اخشى ان تتغلب (خبراتهم الفسادية) على قيم (شيهوا) الانسانية، فيتعلم هو منهم ابجدية الفساد وسرقة البلاد والعباد، وعندها سيضيع الخيط والعصفور ولن يفيد الندم لقرون او عصور.
اخيــــرا... شــــتان مـــا بيــــن مــــن يســـرق و بيـــن مــن يشــــفق.