جزيرة سنغالية تذكر برعب تجارة العبيد

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, مارس 02, 2012, 06:59:52 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

جزيرة سنغالية تذكر برعب تجارة العبيد

01/03/2012



ترجمة - الصباح
بركوب عبارة لفترة قصيرة خارج دكار، تقع جزيرة غوري الوديعة والمليئة بالمناظر الخلابة, فهي تبعد ثلاثة كيلومترات فقط عن الساحل، وتعد هذه الجزيرة السنغالية صغيرة للغاية ومن الممكن بسهولة التجوّل فيها على الاقدام.
وبدون وجود السيارات او الطرق، فقد حافظت الجزيرة على بيئة ساحرة مع بنايات ذابلة تكشف عن تاريخها الاستعماري من قبل الاوربيين, ولكن تحت مبناها الجذاب، مع ذلك تخفي الجزيرة تاريخا بشعا.
وبتعريفها باسم سينيغامبيا في ذلك الزمان وتموقعها في اهم نقطة في اقصى الغرب لغرب افريقيا، كانت جزيرة غوري تستغل للخدمة كموقع تجاري ستراتيجي لتجارة العبيد عبر المحيط الاطلسي, حيث كان يتم احتجاز الرجال والنساء والاطفال الافارقة والاتجار بهم قبل تحميلهم الى السفن المتوجهة الى اميركا.
وتتباين التقديرات، الا انها جميعا تضع رقما للافارقة الذين ماتوا اثناء نقلهم بالملايين.
يعمل ايلوي كولي في الجزيرة منذ 26 عاما كمدير للموقع, وهو ايضا رئيس المراقبين لما يسمى بدار العبيد، المبني من قبل الهولنديين في عام 1776، وهي تعد الدار الاخيرة للعبيد الباقية على الجزيرة، ويحتفظ كولي بتاريخ الجزيرة على نحو مجتهد.
كانت الجزيرة التي يبلغ طولها 900 متر تحتوي على حوالي 28 دارا للعبيد, تلاشت اغلبها اليوم وتحوّلت الى منازل خاصة، كما يقول كولي اثناء جولة اجراها مع مراسل صحفي في الدار، ويضيف:تم اختيار هذه الدار من قبل الدولة السنغالية لابقائها كذكرى وتذكير جميع الناس بشأن الضعف والحريات، فالناس يأتون من مختلف البلدان  انه مكان للذاكرة والمصالحة.
تقع في الطابق الارضي للدار اقسام الرجال حيث كان يتم ايواء العبيد الذكور في حجيرات اسمنتية صغيرة. وبحسب كولي، فقد كان يتم حشر من 15 الى 20 عبدا في هذه الغرف المربعة الشكل البالغ طول ضلعها 2.6 متر، ليتم اجلاسهم على مؤخراتهم مقابل الجدار، ومكبلين بسلاسل تلف اعناقهم واذرعتهم، وعادة ما توجب عليهم الانتظار في الغرفة لمدة تصل الى ثلاثة شهور.
كانت الظروف السائدة غاية في الرعب والقذارة بحيث ان وباء رئيسا ابتلت به الجزيرة في القرن الثامن عشر قد انطلق من هذه الغرف، كما يقول كولي.
وبعد انقضاء فترة الانتظار، كان يتم اخراج العبيد من الحجيرات لغرض الاتجار بهم, ومن ثم يتم تعريتهم وتجميعهم في الفناء الرئيسي في منتصف الدار، ليبدأ المشترون والسماسرة بالتطلع اليهم من الشرفة المطلة على الفناء ومراقبة العبيد اثناء التفاوض على الاسعار.
يقول كولي مستطردا:كانت كل مجموعة اثنية لها سعرها الخاص بها، وكانوا يعاملون تماما كونهم يمثلون سلعة تجارية وليس من جنس البشر. بعد ذلك، يتم سوق العبيد من الفناء عبر الممر الى بوابة اللاعودة.
وبتمركزها في نهاية الدار، مواجهة المحيط الاطلسي، تؤدي البوابة الى رصيف تحميل مصنوع من خشب النخيل، حيث تكون هناك سفينة بانتظار اخذ الافارقة عبر المحيط، غير عائدين على الاطلاق الى اوطانهم. وكان يتم رمي العبيد الذين يمرضون او الموتى منهم الى المحيط ايضا من هذه البوابة، بحسب كولي.
وطبقا لما يشير اليه كولي، فقد تمت الاستفادة من جميع اجزاء الدار لتسهيل عملية الاتجار بالعبيد, فتحت السلالم كانت هناك غرف صغيرة مظلمة استخدمت للعقوبات، وخصصت غرف رطبة قليلة لايواء الفتيات والاطفال بمعزل عن الرجال لاغراض البيع او المتعة مع السماسرة.
وحينما وجه سؤال لكولي عن كيفية تحمله للرعب الذي مورس ضد اسلافه كل يوم، كان رده هادئا نوعا ما:من المهم الابقاء على ذكرى الضحايا، والاخذ بالاعتبار ان ما حصل يمثل جزءا من تاريخ البشرية، وليس مجرد تاريخ للأفارقة او السود او البيض.

بقلم ايرول بارنيت/ من وكالة السي ان ان
http://www.alsabaah.com/ArticleShow.aspx?ID=22633
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة