سفر ايوب الفصل الخامس والسادس والثلاثون

بدء بواسطة الشماس سمير كاكوز, نوفمبر 03, 2024, 03:40:55 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الشماس سمير كاكوز

وواصل أليهو كلامه وقال أتحسب من العدل أن تقول أنا أبر من الله ؟ قلت ماذا يفيدك وأي نفع لي ألا أخطأ ؟ أنا أجيبك بالكلام أنت وأصدقاءك معك تطلع إلى السماء وانظر وتأمل الغيوم إنها أرفع منك فإن خطئت فماذا تؤثر فيه ؟ وإن أكثرت من المعاصي فماذا تلحق به ؟وإن كنت بارا فبماذا تمن عليه وماذا يأخذ من يدك ؟ إنما شرك يضر إنسانا مثلك وبرك ينفع ابن آدم من كثرة الظلم يصرخون ومن أذرع العظماء يستغيثون ولكن لا يقولون أين الله الذي صنعني والذي ينعم بالترنيم ليلا الذي رفعنا على بهائم الأرض علما وعلى طيور السماء حكمة حينئذ يصرخون ولا يجيب بسبب تشامخ الأشرار إن الله لا يسمع للباطل فإن القدير لا يلتفت إليه وكم بالأحرى حين تقول لا أراه دعواي بين يديه فأنتظره أما الآن فلأنه لم يفتقد بغضبه ولم يبال بغباوة الإنسان فلقد فتح أيوب فمه بالباطل وأكثر من الكلام عن غير علم
ثم واصل أليهو كلامه وقال إصبر علي قليلا فأبين لك فإن لي عن الله أقوالا أخرى إني أتخذ علمي من بعد وأعطي البر لصانعي في الحقيقة ليس في أقوالي كذب بل لديك رجل كامل في العلم ها إن الله قدير لا يزدري أحدا قدير بعزيمة قلبه لا يحيي الشرير وينصف المساكين لا يصرف عينيه عن البار وإن كان مع الملوك على العرش حيث أجلسهم للأبد فتشامخوا وإذا أوثقوا بالقيود وأخذوا في حبال الشقاء يخبرهم بأعمالهم ومعاصيهم في تجبرهم ويفتح آذانهم للتأديب ويأمرهم بالإقلاع عن الإثم فإن سمعوا وأطاعوا قضوا أيامهم في الهناء وسنيهم في التنعم وإن لم يسمعوا عبروا القناة وفاضت أرواحهم وهم لا يعلمون لكن كفار القلوب يدخرون غضبهم ولا يستغيثون حين يقيدهم تموت نفوسهم في الصبا وتنتهي حياتهم بين المأبونين أما المسكين فيخلصه ببؤسه وبالضغط يفتح أذنه وأنت أيضا يبعدك عن فم الشدة إلى مكان رحب لا ضيق فيه وأطعمة مائدتك مليئة بالدسم ولكنك مليء بحكم الشرير فالحكم والقضاء يمسكانك إحذر أن تستهويك الوفرة وأن تحيد بسبب رشوة وافرة أيكفيك يسرك ؟ لا ولا الذهب ولا جميع أركان القوة لا تتشوق إلى الليل حيث تزول الشعوب فجأة إحذر أن تتجه إلى الإثم فإن ذلك ما فضلته على البؤس إن الله متعال بقدرته فمن يماثله قي المعلمين ؟ من سن له طريقه أو قال له قد فعلت شرا ؟ أذكر أن تعظم عمله الذي يرنم به الأنام كل بشر يراه والإنسان يبصره من بعيد إن الله عظيم فوق ما نعلم وعدد سنيه لا يحصى يجذب قطرات الماء ثم يرشحها مطرا لسيله الذي تفيضه الغيوم وتصبه على جمهور البشر فهل من يفهم انتشار الغيوم وقصف كوخه ؟ نشر برقه حوله وغمر أسس البحر إنه بذلك يدين الشعوب ويرزقهم طعاما وافرا يكسو كفيه بالبرق ويأمر له بهدف ورعده ينبئ بقدومه والقطيع نفسه يشعر باقترابه
اعداد الشماس سمير كاكوز