مشاكســــــــــــة المســــامح . . . لئيـــــــــم/ مال اللــــه فــــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 06, 2016, 10:40:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
  مشاكســــــــــــة
المســــامح  . . .   لئيـــــــــم   



برطلي . نت / بريد الموقع

  مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


في خضم الامواج العاتية لطوفان الفساد التي باتت تتلاطم بقوة وتهز مجتمعنا بعنف مهددة بانهيار مأساوي ربما يكون اخطر من التداعيات المتوقعة لانهيار سد الموصل، بعد ان اصبحت بلادنا في ظل اعاصير الفساد المنظمة والمبرمجة كمثل بناية قديمة آيلة للسقوط تهتز شمالا وجنوبا وتميل يمينا ويسارا على وقع عواصف السرقات والاستحواذات واغتصابات المال العام التي قادت إلى ضياع ثلث البلاد وانفجار الازمات وتفشي البطالة وتهديم محافظات باكملها وبالتالي انتزاعنا المراكز الاُوَل عالميا سواء في نهب المال العام، ام في اعداد المهاجرين الى خارج البلاد الذين تجاوزوا   الاربعة ملايين مواطن يعيشون على المساعدات واستجداء المظمات الدولية، أو في اعداد المهجرين والنازحين قسرا  الذين امسوا غرباء داخل وطنهم والذين تجاوزت اعدادهم الثلاثة ملايين ونصف المليون شخص وفقا للاحصاءات الدولية يفترشون  الخيام والكرفانات وهياكل العمارات وينتظرون عطف ومساعدات المنظمات الانسانية وهم اشبه بالمتسولين داخل وطنهم الذي يمتلك اضخم الاحتياطات النفطية، سأسمح لنفسي في ضوء كل هذه الوقائع الأليمة وغيرها وانثيالاتها المحزنة، ان اخالف الاعلامي الكبير (جـــورج قرداحـــي) في برنامجه الانساني الجماهيري المثير (المســامح كريــــم)، وسأصرخ بصوت عال (المســـامح لئيــــم)، ولن ابالي ان اتهمني احد السراق أوالفاسدين, بتسويق واشاعة ثقافة الكراهية بعد ان ماتت ضمائرهم وانتحرت انسانيتهم بسلاح انانياتهم الشخصية وما زال البعض منهم يتبجح بالشعارات الثورية البالية وهو ينهش اجساد الفقراء ويستحوذ على رغيف خبز المعدمين.
ففي الوقت الذي ترزح فيه البلاد تحت وطأة واحدة من اخطر الازمات المالية جراء انعدام التخطيط الاقتصادي السليم في واحدة من اغنى البلاد النفطية وانشغال المسؤولين الفاسدين بنهب المال العام بدل تنميته والبحث عن الحصص والمغانم والنسب من العقود المشبوهة للثروة النفطية بدل العمل على تنميتها وبدل توظيف عائداتها في تنويع مصادر الدخل الوطني وتحديث البنى التحتية والبحث عن مصادر بديلة، امتدت خطط الدولة (العقيمـــة) الى رواتب الموظفين والمتقاعدين بدل ان تعمد الى اتخاذ اجراءات حازمة رادعة وبالتعاون مع الجهد الدولي في هذا الميدان لاستعادة الاموال المنهوبة والمهربة واعتقال حيتان الفساد الكبيرة ومقاضاتهم امام محاكم علنية ليطلع الرأي العام على مجرى الاحداث وليتلمس المواطن اين اختفت امواله وميزانياته السنوية الضخمة ولتتعزز ثقته بالحكومة وبالقضاء وبامكانية تجاوز الازمة بأقل الخسائر، بدل التسول من الموظفين والمتقاعدين بهذه الطرق البائسة التي اثارت هزء وسخرية وادانة الشارع الشعبي لاسيما ان هذه الاجراءات (التقشـــفية) تحدث في الوقت الذي يمتلك فيه الفاسدون والفاشلون وسراق المال العام واعداد من المسؤولين مئات المليارات من الدولارات في البنوك الاجنبية، وكان الاجدر بهم ان يحكموا(ضمائرهـــم) ان بقيت للبعض منهم شعرة منها ويسهموا بنصف او ربع او على الاقل عشر ما استحوذوا عليه من البلاد, سواء بطرق قانونية شريفة ام بطرق لصوصية غير نظيفة, لتجاوز الازمة بدل التسول الحكومي من مواطنين معدمين هم بأمس الحاجة للدعم، وبهذا الخصوص، وعلى سبيل المثال سبق  لصحيفة واشنطن بوست الامريكية ان نشرت مقالاً بعنوان (أرصــدة المســـؤولين العراقييـــن فـــي البنــوك العالميــه) قدرت فيه قيمة ارصدة المسؤولين العراقيين في تلك البنوك  بـ 220 مليار دولار، وهذا المبلغ يكفي لوحده لتغذية موازنة البلاد لمدة ثلاث سنوات بدون ان نضطر لبيع برميل نفط واحد، في حين قدر تقرير امريكي آخر مجموع ثروات سياسيين ومسؤولين عراقيين (حســب زعمـــه) بـــ(700)  مليار دولار وأكد صحة تلك (الادعـــاءات) احد البرلمانيين مشيراً إلى أن هذه الثروات تشمل مبالغ نقدية وأخرى غير منقولة مثل العقارات والسندات والأسهم، بالإضافة إلى حصص في الشركات.
كل هذا الفساد الذي يأخذ شكل (ايدلوجيـــات) منظمة في سرقة المال العام، الى جانب الفشل القيادي في تحمل المسؤولية، واللذين كانا ابرز العوامل الاساسية في سقوط الموصل التي قدرت اعداد القوات الامنية والعسكرية النظامية التي كانت فيها بحوالي ثمانين الف مقاتل  مجهزين بأحدث الاسلحة لكنهم انسحبوا  امام الف ارهابي او ربما ألفين على اكثر تقدير وسلموا ثاني اكبر المحافظات بعد العاصمة دون قتال، وسقوط بقية المدن الاخرى تباعا في ايدي داعش الارهابي وتهديم الرمادي والفلوجة والمقدادية وسرقة الثروة النفطية من قبل الارهابيين وانهماك الداعشيين القتلة بتجاربهم  في محاولة لانتاج اسلحة كيمياوية وتهجير الملايين وتوقف الخدمات وتبذير اكثر من عشرة ملايين دولار يوميا لتوفير مستلزمات التصدي للارهابيين وارتفاع نسب الفقر والبطالة والانتحار جراء الضائقة المالية وتأخر صرف رواتب موظفي اقليم كوردستان بسب الخلافات بين بغداد واربيل وتحولنا من دولة مانحة الى دولة نائحة تتسول المساعدات، الا اننا لم نشاهد حتى الآن من يقف امام القضاء العلني وتتم مساءلته وجها لوجه امام الرأي العام سواء من اللصوص وسراق المال العام ام من الفاشلين وتجار الشعارات والمستحوذين على العقارات والاملاك العامة.
في ضوء ذلك، لو اعاد هؤلاء ما سرقوه وما استحوذوا عليه من الأموال دون وجه حق واعتذروا للشعب، ربما كان الشعب سيسامحهم مجسدا نبل اخلاقه وفق شعار القرداحي (المســامح كريــــم)، اما من يحاول تبرير (ســـرقاتهم) و(لصوصيتهــــم) ونسبهم وحصصهم ورشاويهم ومغانمهم جراء العقود الفاسدة والوهمية وانتهاكاتهم لثروات البلاد ولحقوق العباد دون ان يعيدوا ما سرقوه ودون ان يعتذروا للشعب عن خياناتهم المتكررة لما ائتمنهم الشعب عليه, فليس لنا الا ان نقول لمثل هذا (المتســامح) الذي ربما يكون شريكا خفيا لهم، قف ان مسامحتك غير موضوعية وغير قانونية وغير منطقية وغير عادلة وغير مقبولة يا ايها (المتســامح اللئيـــم) فالتسامح يكون مع من يخطىء بحسن نية وبعفوية بحق هذا الشعب المضحي الابي الكريم، وليس مع السارق الفاسد المتعمد اللئيم.