بين الدولار والدينار يترنح َ المُهَجر المُستأجر بقاضية الإيجار

بدء بواسطة أمير بولص ابراهيم, يونيو 18, 2015, 02:28:00 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

أمير بولص ابراهيم

بين الدولار والدينار يترنح َ المُهَجر المُستأجر بقاضية الإيجار


سيمضى على تهجيرنا وتشردنا في اراضي الله الواسعة العام ، ونحن نخوض عدة حروب على عدة جبهات حياتية ، منها النفسية والاجتماعية والصحية والاقتصادية و آخرها أقساها  نخوضها أما نكون أو لا نكون لأن الدولار والدينار عصبا الحياة الأقتصادية لنا .
وبما أننا مُهجرون مشردون في عدة مدن  وبعد أن كنا في بلداتنا العامرة نملك ُ منازل مؤثثة تحمينا من حر الصيف وتقينا  برد الشتاء ، أصبحنا بين ليلة وضحاها بعد التهجير على قارعة التشرد فأصبحنا نسكن  خيما ً في الحدائق وكرفانات في مدينة العُلب ،والقاعات المغلقة كالسجون وبيوتا ً مستأجرة . كل هذا ونحن صابرين على ما آل إليه حالنا . وهكذا تمر بنا الأيام ونحن على حالنا في دوامة التهجير والتشرد يرفع معنوياتنا خبر ويطيح بها  آخر ليصل بنا المطاف  لنصبح من متفرجي حلبة الصراع بين الدولار الملاكم العظيم والدينار المنازل الأضعف بين الملاكمين الاخرين هذا الصراع الذي يشهد ُ صخبا وصمتا ً في آن ٍ واحد ، صخبا ً لأن المتداولون للعملة يُتخمون جيوبهم بالعملات وخاصة الدولار فتُسمع صيحاتهم وصراخهم  في اسواق العملات بينما تنفرج شفاه الصامتين وتتوسع حدقات عيونهم وهم لا حول ولا قوة أما هذا الصراع بين الملاكمين الدولار وقوته والدينار ومهازل ضعفه ِ . وفي مقدمة من يقف في الصف الأمامي لمشاهدة ومتابعة هذا النزال والصراع هم الُمُهجرون المستأجرون للدور حيث ما  أن يوجه الملاكم الجبار الدولار بخضرته المميزة  لكمته للملاكم الدينار بألوان فئاته المتعددة  يصاب المستأجرون بالإحباط وخاصة أولئك الذين ينص عقد ايجارهم على دفع قيمته بالدولار لأنهم كانوا وثقوا بالدينار وقيمته ولم يعلموا إنه في أي لحظة قد توجه إليه لكمة فترنحه في مكانه إن لم تسقطه أرضا ً فنراهم كمن أحتسى برميلا ً من الكحول  ليثملوا ويفقدوا وعيهم بإنتظار تماسك الملاكم الدينار أما خصمه الملاكم الدولار ويبقون على هذه الحال وربما يستعيدون بعض وعيهم حين رؤية الملاكم الدينار وقد عاد للثبات في مكانه لكنه لا يلبث أن يترنح أمام لكمة أخرى وهكذا ، ليصبح المُهجر المُستأجر مترنحا ً بقاضية الإيجار في صراع الدولار والدينار ...

ماهر سعيد متي

وصف جميل ،، محزن وساخر بنفس الوقت ،، كان الله بالعون ،،  تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة