داعش : نساء سنجار في خدمة المقاتلين

[ماهر سعيد متي]

داعش : نساء سنجار في خدمة المقاتلين
نشرت فى 2014/09/22 بيد
( كتب خضر دوملي حصريا لصفحة ونلتقي )

سبايا القرن الواحد والعشرين هن نساء الأيزيدية المخطوفات من سنجار. مقاتلو داعش القادمون من مختلف انحاء العالم لينشروا رؤيتهم للإسلام في العراق، فيسلبون اراضي الأيزيدية، ويقتلون رجالهم او يجبرونهم على الاسلام بعد ختانهم، ثم يبيعون نساءهم سبايا مملوكات باليمين كما تنص شريعتهم الداعشية .



انهيار السلطة في قضاء سنجار وسقوطه بيد داعش افرز كثير من المعطيات التي لاتزال تداعياتها مستمرة، فظهرت ملفات كبرى منها ملف المرأة التي اصبحت مهانة وسبية وسجينة واسيرة ومخطوفة.

" أنا مهانة وسبية وسجينة واسيرة ومخطوفة" هكذا قالت سيدة سنجارية لصحفيين اجانب وهي تشرح مأساة خطف 3 من بناتها في الثالث من شهر اب/ اغسطس  2014 : "انقذوا بناتي من ايدي المجرمين اذا اردتم ان يكون لكم كرامة".

بسيطرة داعش على سنجار كانت اولى العمليات التي قاموا بها هو خطف الاف النساء والاطفال والتعامل معهن كإماء رخيصات ، عشرات الاباء صرحوا كيف القت داعش القبض على فتياتهم وخطفوها من بين ايديهم، عشرات الامهات عبروا في تصريحات خاصة كيف ان داعش اخذت بناتهم بالقوة من ايديهم دون ان يكون لهم اية قدرة للأعتراض لأن البنادق كانت مصوبة الى وجوههم .

احدى الامهات قالت " تعرضت الى الم نفسي كبير عندما دخلت داعش الى قرية حردان وقاموا بفرز النساء والرجال وعندما رأيت مجرم من داعش يمسك بيد ابنتي اردت ان اموت لحظتها".. تمتت الحديث باكية " تتصل بي بين فترة واخرى وتصف لي ما تتعرض له وتطلب دوما الموت بدلا من البقاء حية بين أيدى مجرمي داعش".

احد الاباء قال وهو يسرد كيف ان داعش قد القت القبض على زوجته واثنان من بناته بالقول: مع اول دخولهم لمنطقة (سيبا شيَخدر – جنوب سنجار ) كان موضوع القبض على النساء اكثر المواضيع التي القت باثارها على نفسيتنا، وبعد ان انسحبت قوات البيشمركة وتركتنا وحيدين في مواجهة هذا العدو الشرس قال "اردت ان اخلص النساء قبل كل شيء لكن للاسف كانوا في باب منزلي وفات الاوان لأنهم اخذوا النساء من السيارة واحتجزوني في البيت لعدة ساعات ثم تركوني وياليتهم لم يتركوني"

إماء وجواري لخدمة مقاتلي داعش الاسلاميين

سيطرة داعش على سنجار فتح سجلا اجراميا قروسطيا ليس له مثيل منذ انتشار الارهاب في العراق وعناصر القاعدة اعتبارا من 2003 والى الان حيث لاتزال مئات النساء في سجون داعش في (الموصل – تلعفر – بعاج – – ربيعة – تلسقف – تلعزير – الرمادي – فلوجة – القيارة وعدد من المدن السورية) وغيرها من المناطق القريبة من سنجار، قصص مؤثرة كثيرة تصلنا كل يوم منهن، اكثرها تاثيرا هي عندما اتصلت بنا شابة مراهقة في احدى سجون داعش وهي تقول " اريد ان اعرف هل هناك امل بأنكم ستنقذونا ام نستسلم لما يريدونه منا حينها لن يكون لي اي امل سوى ان انتحر ؟".

وتابعت " اوضاعنا بدأت تسوء كل يوم ، الطعام بدأ يقل، وتعاملهم معنا بات يزداد سوءا ووحشية لا مواد صحية، ولا ملابس والاطفال يمضون ظروفا سيئة جدا في السجون".

عشرات النساء كل يوم يتصلن بذويهن من سجون داعش يطلبون من اهاليهم ان يطلبوا من الطائرات قصفهم وقتلهم بدلا من ان يتركوهم بيد هؤلاء الوحوش كما وصفته سيدة في منتصف العمر اتصلت بنا قائلة، "انهم يأتون الينا كل يوم وينتقون النساء الجميلات كما يشاؤون قائلين انه يجب علينا ان نخدم المجاهدين لأنهم في ساحات الجهاد ويبادلوننا كسلع رخيصة، ينقلوننا من منطقة لاخرى بحجة خدمة المجاهدين، وفي بيوتهم نتعرض الى ابشع انواع التعذيب و الاستغلال كأننا في عصور العبودية"..

ثم تسألت " اين ضمير المجتمع الدولي، اين العالم من سبي نساء الايزيدية لقد اهينت كرامة الانسانية بكل معني الكلمة ببقائنا كل هذه الفترة بين ايدهم".

الرجال يختنون ويؤسلمون او يقتلون

وفقا لمتابعة مستمرة منذ الاسبوع الاول لاحتلال داعش لسنجار والى لان فأن اعدداهم تزيد على الـ ( ثلاثة الاف أمرأة وطفل وهذا عدا رجال كبار السن الذين لاتتوفر الكثير من الاخبار عنهم) والمؤسف حسب قاسم جلو(58 عاما) " لا اخبار عن الرجال ولا اخبار عن الشباب دون سن الخامسة عشرة حيث ينقلونهم الى مواقع مجهولة وحسب معلوماتنا انهم يجبرونهم للدخول للاسلام والتدريب على القتال في صفوف داعش".

هذا المشهد لايزال مستمرا ويتصل به ملف اخر هو ملف الاثار النفسية التي تركته عمليات الخطف على المجتمع، وكيف يتناقل الجميع الامر وكأنه مشهد فليم كارثي غير معروف النهاية، رجل في السبعين من العمر قال لي : كنت اريد فقط معرفة مصير شقيقتي ذي الخمسين من العمر واثنان من بناتها وابنها – لكن احيانا اقول هل يعقل انهم لايزالوا يحتفظون بهم احياء ؟".

عمليات الخطف تركت اثارا سيئة على الايزيدية وكذلك على الناجين وعلى كل من له قريبة في سجون داعش، وهذه الاثار ستظهر بشكل اكثر تاثيرا في القريب بعد ان يستقروا ويصحوا بشكل افضل من اثار صدمة الحرب وممارسات داعش، حسب طبيبة تعمل في توفير العلاج للنساء الذين تحرروا من قبضة داعش .

faruen Shinka 2

ملف النساء: مطلب دولي عاجل

وتضيف الطبيبة التي لم تشأ الافصاح عن اسمها "انهم في ظروف سيئة وتعرضوا الى ابشع انواع التعذيب والاعتداءات ونحاول بكل جهد مساعدتهم انهم ضحايا حرب شرسة ".

ذلك المشهد الذي ترك هو الاخر الكثير من الاثار السلبية على النساء سواء في ما عانينه انفسهن، او ما عانينه للحفاظ على الاطفال الموجودين في سجون داعش بحسب الطبيبة التي تتابع احوال من عادت .

هذه المشاهد السريعة المؤلمة تتطلب تحركا سريعا لإنقاذ النساء المخطوفات والتحرك على المجتمعات المحلية في مناطق تواجدهن لكي يساهموا في الوصول الى هؤلاء وكيفية العمل من الان لايجاد طرق خلاص وبناء جسور التواصل معهن حيث يمكن لشيوخ العشائر ورجال الدين ان يفعلوا الكثير وفقا لتصريحات ذوي المخطوفات.

ملف خطف النساء الايزيديات يتطلب ايضا ان يتحرك المجتمع الرسمي في العراق ، وتحديدا السلطات التنفيذية وسلطات اقليم كوردستان للضغط من اجل قصف تلك المواقع التي يتواجد فيها النساء المحجوزات وعلى الاغلب داعش تستخدمهن كدروع بشرية ولذلك تسمح لهن بالاتصال بذويهن حتى يتمكن البعض منهن من الفرار تقول احدى اللواتي تحررت من سجون داعش " انهم جبناء اذا ما حدث قصف مستمر لساعات يمكن للمئات ان يتحررن من قبضتهن،، شاهدنا كيف حدث وقصفت الطائرات الموقع الذي نحن فيه كيف هربوا مما وفر لنا فرصة الهرب والوصول الى جبل سنجار بأمان".

موضوع النساء المختطفات يتطلب تحركا سريعا لأعداد ملف معلومات عن اماكن أسرهن وكيفية الوصول اليهن ومعرفة ما يتعرضن له من مضايقات واهانة واغتصاب بغية الاستعداد للمرحلة القادمة ، انهن في ظرف اكثر من سيء وبعضهن عند الحديث مع ذويهن لايستطعن وصف معاناتهن.

قتل 200 رجل وخطف النساء والاطفال في كوجو

قلما تجد عائلة من سنجار ليس لديها أمرأة مخطوفة او يعرفون أمرأة مخطوفة او سمعن بقصة خطف أمرأة توجت اخر تلك القصص بخطف جميع نساء واطفال قرية كوجو التي حدثت فيها تلك المجرزة في 15 اب 2014 عندما قامت عناصر داعش بقتل جميع الرجال وخطفوا جميع النساء والاطفال وتم نقلهن الى مكان مجهول.

ان قيام داعش بخطف النساء وسبيهن هو اهانة لكرامة الانسانية في القرن الحادي والعشرين ولذلك اختارت داعش توجيه تلك الضربة للنساء الايزيديات قبل غيرهم وليس مثل غيرهن.

والدة طفلتين اختطفتهم داعش امام عينيها قالت " فقط اريد ان اعرف ماذا تفعل الدول الكبيرة؟ هل حقا يريدون مساعدة الايزيدية لكي يحرروا نسائنا من ايدي هؤلاء المجرمين؟".

خضر دوملي *اعلامي وباحث في مجال النزاعات والاقليات

http://www.wanaltaqy.com/%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%B9-%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89/%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D8%B3%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84%D9%8A%D9%86/