مشاكسة سياســــــة تـــــوم ( أنــــــد ) جيـــــــــري / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 26, 2014, 09:48:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

   
مشاكسة
سياســــــة

تـــــوم ( أنــــــد ) جيـــــــــري



  مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

من بين المحطات الكثيرة، المسرة منها والمريرة، محطتان في حياتي تثيران لدى الآخرين الاعجاب و الاستغراب معا حيث يعتبرهما البعض ( ضعفــــــــاً ) ويعتبرهما آخرون ( ميـــــــــزة ( الاولى، اعجابي الشديد الفريد بشخصيتي توم اند جيري وادماني على متابعة مقالبهما والغرق في عالم لذيذ من الضحك والمرح ازاء مفاجآتهما وكأنني طفل صغير قد امتلك بفرح وسعادة ما يريد صبيحة العيد لاسيما وانني اتخيلهما مرة سياسيان أو برلمانيان، في هذه الدولة أو تلك، يطاردان بعضهما وتارة اخرى اتخيلهما رجلا وحماته يدبران المقالب لبعضهما واحيانا اراهما ازواجا وزوجات يحاولون اشاعة بعض الدفء بشقاوتهما في مخادع ربما باتت تشكو غياب سخونة العلاقات والتفاعلات الرومانسية الحميمة وحرائقها اللذيذة بفعل تراكم جليد النفور الزوجي الذي حول بعض تلك المخادع الى اشبه بساحة حرب باردة.
اما المحطة الثانية التي أثارت وما زالت تثير ردود افعال مختلفة فهي ثقتي الكاملة بالحكومات في كل زمان ومكان وتصديقي لوعودها وانجازاتها حتى لو كانت اسطورية أو خرافية، أو هياكل سرابية لاتربطها بالواقع ىاية خيوط فعلية .
علما أن ثقتي بالحكومات لاتنطلق من خشية سطوتها أو خوفا من ( حنــــان ورومانسية ) اجهزتها الامنية الشفافة لأننا بعد أن اجتزنا عتبة الالفية الثالثة فقد سادت الحرية بأوسع معانيها في جميع البلاد، وتم تطبيق كامل بنود وفقرات الاعلان العالمي لحقوق الانسان على جميع العباد، اما الديمقراطية الشعبية فقد اصبحت سمة هذا العصر الثورية بعولمته وبمختلف خرائط الطريق فيه، حيث امست الشعوب هي التي تأمر والحكومات بمنتهى الطاعة تنفذ.
والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى، وعلى سبيل المثال، فقد سئل احد موقوفي الرأي رهن التحقيق بإحدى دول الصقيع العربي ولم يكن مداناً بعد، من قبل المحقق في اولى جلسات التحقيق الشفافة (التي تراعى فيها دائماً المعايير الدولية في احترام الكرامة الانسانية) وبنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان عند قلع الاسنان، سئل بمنتهى الرقة والادب والاحترام عن (طريقة التعذيب الشفافة) التي يفضلها قبل ان ينام ، وبينما كان ذلك المواطن (العاق طويل اللسان) يفاضل مع نفسه بين الطرق الرومانسية المعروضة عليه. بدءا من (تدليك الفكين) بمساج اللكمات الفنية وقلع الاسنان التي لا يحتاجها باساليب رومانسية الى خلع الاظافر الطويلة لاراحة نفسه العليلة الى حمام السونا بالمياه الثقيلة الى التعليق مقلوبا بالمروحة السقفية لتنشيط ذاكرته الغبية الى تدليك القلب بالصعقات الكهربائية، بادره المحقق بمنتهى الادب ذلك العاق المسكين ، ان كان يرغب بالتدخين؟ وعندما اجابه بالايجاب بادر فورا بأشعال سيكارة، ونظراً لكون يدي ذلك الموقوف المشاغب كانتا مقيدتين، فقد بادر المحقق بكل تواضع وبمنتهى اللطف والانسانية بوضع طرف السيكارة المشتعل بين شفتيه ليجعله يصرخ ويتقافز كطير مذبوح وكانه الممثل (انتوني كوين) وهو يؤدي رقصة زوربا اليوناني. ولم يكتف بتلك (المكرمة الامنية) بل مرر رأس تلك السيكارة المشتعل على مختلف المناطق الحساسة في جسد ذلك المواطن (المشاغب) من اجل تعقيمها وازالة ادران الحقد والكراهية منها.
المهم ان ثقتي بالحكومات في كل زمان ومكان وبوعودها وشعاراتها وبرامجها تنطلق من ايماني الحقيقي بأن اية حكومة ليست بحاجة للخداع أو الكذب أو المماطلة أو التسويف مادامت تمتلك الاموال والعائدات والسلطة والصلاحيات والقرارات التي توفر لها مستلزمات تنفيذ برامجها وخططها ووعودها كافة.
كما أن هذه الصلاحيات المفتوحة تمنح جميع الحكومات غطاء قانونياً مشروعاً لاعتقال اعداء الشعب والحرية والاشتراكية والديمقراطية، اولئك العاقون من الصحفيين والاعلاميين واصحاب الرأي ذوي (الالسن الطويلة) والتحليلات السياسية ذات الاهداف التخريبية (العميلة) الذين يحاولون التشكيك بنزاهتها وبمصداقية شعاراتها الثورية ومشاريعها الوطنية وهم لايتورعون عن تجاوز حدود اللياقة والادب، مطالبين الحكومات بإطلاع شعوبها على حقائق العائدات الفعلية، ومصير الثروات الوطنية، والموازنات السنوية واوجه الصرف (واللغف) ومبالغ المخصصات الظاهرية والباطنية، ومقدار العمولات التي يتقاضاها هذا المسؤول وذاك سواء عن الصفقات الرسمية الفاسدة منها والوهمية أم على مقدار ارصدة اعضاء الحكومات والاحزاب والبرلمانات والتكتلات والتحالفات في البنوك الاجنبية، دون ان يدرك (اصحاب الالسن الطويلة) لفرط غبائهم ان تلك الارصدة (الشخصية) أو (العائلية) التي تناسلت وتكاثرت واتسعت من خلال استحواذها على الاموال الرسمية انما هي من اجل الشعب ولخدمته، وتم ايداعها باسماء وارصدة شخصية بهدف خداع المخابرات الاجنبية حتى لا تستطيع رصد الاموال الوطنية، ومقدار السيولة النقدية وحركة رؤوس الاموال الحكومية، وبالتالي عرقلة المسيرة التنموية.
وحتى لا اذهب بعيداً عن اصل الموضوع، فقد تناهى الى سمعي مرة خلال البرامج الدعائية للحملات الانتخابية عبر احدى الفضائيات تقييم كبير (للإنجازات التاريخية) المتحققة، وعندما حاولت تلمس تلك الانجازات بعيون غير مصدقة، وجدت العكس تماما، فلا العنف توقف، ولا المهجرون عادوا الى منازلهم، ولا المفخخات صمتت ولا المصالحة تحققت ولا القانون استطاع ان يفرض نفسه.
ادرت مؤشر الستلايت على بقية الفضائيات لأفاجأ بخبر (امبريالي حاقد) يدعي ان عدد اطفالنا اليتامى ما بين 4-5 ملايين طفل، وبآخر يدعي العثور على جثث مجهولة الهوية وبتقرير دولي (غير نزيه) يدعي ان بلادنا على قائمة الدول الاكثر فساداً في العالم، وبخبر آخر ينقل تفاصيل مأساوية مفجعة لأنفجار مفخخة في سوق شعبي.
لعنت هذه القنوات (الامبريالية) الحاقدة التي تتفنن في نقل المآسي والكوارث والمصائب وتدير ظهورها (للانجازات والمكاسب) متجاهلة عن عمد روعة (الجنة الحقيقية) التي تعيش في كنفها مختلف القطاعات الشعبية.
هرباً من (الصداع السياسي المزمن) الذي ينتابني بإستمرار كلما سمعت نشرات الاخبار وبالذات من دول الصقيع العربي حيث جرائم الذبح والجلد والسبي، انتقلت الى احدى القنوات المتخصصة بعرض افلام الكارتون وغرقت بموجة عنيفة من ضحك بنكهة (البكاء) وانا اتابع مقالب (توم آند جيري) فقد تخيلت احدهما يمثل الحكومات .. والآخر يمثل الشعوب.