لأن العراق اصبح اشبه بـ(المنهوبة)! أ.د.قاسم حسين صالح

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, مارس 15, 2014, 05:46:14 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

لأن العراق اصبح اشبه بـ(المنهوبة)!


أ.د.قاسم حسين صالح
الأحبة والأصدقاء
كنت طرحت على حضراتكم فكرة الترشيح لانتخابات البرلمان العراقي..فكنتم فريقين بين معارض للفكرة ومؤيد لها..وكان لكل فريق حجج منطقية خلقت عندي ما نطلق عليه في علم النفس (تناشزا معرفيا)..الذي يعني ان الفرد يحتار في ايهما يختار حين يكون امام بديلين لكل منهما نتائج ايجابية واخرى سلبية.
وفي خلوة مع النفس تذكرت ،وأنا ابن قرية، ان اقبح عار يلحق بالانسان هو أن يقبع في داره ولا يهبّ لنجدة امرأة تنهبها عصابة او قطّاع طرق.وتصورت العراق هو الحبيبة المنهوبة الذي يستصرخ الغيارى لنجدته..وأنه من العار ان يبقى من يجد الكفاءة والخبرة في نفسه ان لا يهبّ لنجدته بالترشيح للأنتخابات.
وما يوجع،ان العراق منهوب ليس في ثرواته فقط بل وفي قيمه واخلاقه وسلطاته الثلاث وحاضره ومستقبله.وصار لا ينطبق عليه مفهوم الدولة الذي نجم عن غيابها أمران خطيران:تراجع مفهوم الشعور بالانتماء للوطن لصالح تقوية مفهوم الهويات الطائفية والقومية والدينية التي تفرّق المجتمع..وانشغال النخب الحاكمة بمصالحها الشخصية وتقاسم الثروة التي تسدّ الأفواه ما دام جمعهم يتنعم.
وليست هنالك حكومة مؤهلة لأدارة شؤون الناس،فمعظم وزرائها لا يمتلكون الخبرة ولا الشهادة ولا الكفاءة.وجرى تقسيم الوزارات حصصا!..وصارت كل وزارة مؤسسة خاصة بكتلة سياسية يرأسها وزير منها يعمل بتعليمات كتلته اكثر من تعليمات مجلس الوزراء.وصار اسناد الوظائف العليا على اساس القرابة والعشيرة والطائفة وان كان بلا مؤهل..فكان من نتائجه تغليب مصالح الكتلة على مصالح الناس..وتصعيد الصراع والاتهامات والتسقيط السياسي بين رموز الكتل دون الاكتراث باعمار الوطن مع انه ترصد لمدنه المليارات..لكن عاصمته ومراكز مدنه في الوسط والجنوب تبقى من اسوأ مدن العالم تخلفا. فضلا عن بطالة آلاف الخريجين وستة ملايين تحت خط الفقر، وعوز لدرجة ان كثيرين منهم باعوا بطاقاتهم الانتخابية بثلاثمئة دولارا!..أي انهم باعوا مستقبل أطفالهم ووطنهم بهذا الثمن البخس..ليس فقط بسبب ضعف وعيهم الانتخابي بل لأن سلوك السياسيين أمات فيهم مشاعر الولاء للوطن،واضعف عندهم حتى الواجب الديني ودعوة المرجعية التي حثت الناخب على التصويت واختيار الأصلح،فضلا عن خذلان البرلمانيين لهم الذين شرعنوا لأنفسهم (نهبا) مفضوحا صدق عليهم وصف المتظاهرين:(نواب الشعب كلهم حرامية).
والكارثة الأوجع، تهرؤ القيم الاخلاقية لدرجة ان الفساد عندنا ما عاد خزيا كما كان بل صيّره السياسيون..شطارة!.وما يخجل ويدمي القلب ان رئيس مجلس الوزراء صرّح اكثر من مرّة بأن لديه ملفات عن فاسدين لو كشفها لانقلب عاليها سافلها.والواقع ان العراق هو أول افسد دولة في العالم وليس ثالثها لأن ما نهب منه يعادل المنهوب وغير المنهوب من الصومال ومانيمار لعشرين سنة!.فبحسب التقارير الدولية فان ما نهب من العراق اكثر من عشرين مليار دولارا ،وأن الناهبين هم اكثر من ألف ممن هم بدرجة مدير عام فما فوق!..بحسب تقارير هيئة النزاهة.
وما دام الكل يتفق على ان العراق منهوب..وان الكلّ ،باستثناء اللصوص والحيتان على حدّ وصف المرجعية الموقرة،يريد انقاذ العراق المنهوب ماليا والمتردي اخلاقيا وسمعة دولية والمساء لتاريخه الحضاري ،فأنه يتحتم على الغيارى أن يهبّوا لنجدته،لان بقاء نفس الرموز السياسية المأزومة والمريضة نفسيا ،الذين حولوا احلام العراقيين الى خيبات،يعني بالنتيجة بقاء حكومة تفتح على نفسها الجبهات، وشركاء يخلقون لها الأزمات..يتحكم بهم تضخّم الأنا ونهم الثروة، غير مكترثين بهموم الناس وجزعهم ما دام الجميع محميّن وعازلين أنفسهم في منطقة محصّنة ينعمون بالأمن والرفاهية، فيما قوافل ضحايا الأهل تشيّع كل يوم بالعشرات. ولا نعني بهذا ازاحتهم بالكامل لأننا نؤمن بالديمقراطية التي تحترم حق الجميع، فضلا عن أن بينهم مخلصين..لكننا نريد ان لا يبقى في الساحة السياسية مأزومون شحنت نفوسهم بكراهية الآخر وتبرمجت عقولهم بالعناد الحرن،وان يدخل الساحة عقلاء أصحّاء نفسيا يتسمون بالحكمة والخبرة والقدرة على تغيير مسار البرلمان والحكومة نحو خدمة مواطن شبع قهرا ووطن تأخر دهرا.
ولقد اقنعت نفسي ان العراقيين سيرون في امثالنا ،نحن الذين اجتزنا نصف العمر ووضعنا مستقبلنا الشخصي وراء ظهورنا،ما يجعلهم يغادرون موقف اليأس من اصلاح الحال الى اسناد من وضع كفنه على راحة يديه لانقاذ وطن يمتلك ثلاث ثروات ليجعله جنّة لأهله:تحت الأرض وفوقها وفي العقول. ومن هذا الاعتبار اخترنا ان نكون ضمن قائمة التحالف المدني الديمقراطي،التي تضم قوى تقدمية ووطنية..بينهم من يتمتع بالخبرة والكفاءة والقدرة على التغيير.
انني بهذا الأجراء اكون قد برّأت ذمتي..فان خسرت فأنني سأكون وحدي الخاسر، وان فزت فذلك فوز لفقراء العراق ومثقفيه..ويبقى العراق بذمتك،ليس فقط بتغريدة صوتك في الصندوق،بل واقناع الآخر بحسن اختيار من ينتخب..مع خالص محبتنا للجميع.


مواقعنا على الانترنت:
https://basqa8.wix.com/drqassim
http://www.youtube.com/watch?v=VeEKN9LDhCc&feature=youtu.be
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة