تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

نجحت العملية لكن المريض مات

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يناير 26, 2013, 11:31:56 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

نجحت العملية لكن المريض مات

الكاتب/ة : أسامة معماري


إن الربيع العربي المزعوم الذي كان الكلام عنه في معظم الفضائيات و وسائل الإعلام المختلفة على أنه الحل لكل المنغصات ، لم يعد له الصورة البرّاقة التي تشع سحرا ، بل و على العكس من ذلك فلربما تراءى للبعض أن الثورة قد نجحت ، لكنّ الواضح أن النتائج قاسية ، و لا تقتصر على حقيقة أنّ النظام لم يسقط فعليا و إن تغيرت بعض الوجوه إلا أن السياسات بقيت عينها ، بل تتعدّاها إلى حقيقة أقسى و أشدّ خطراً و أطول تهديداً ، تتمثل في اختطافها من قبل القوى المعادية للحداثة و الديمقراطية ، مع أنّها حازت السلطة بفضلهما ، و نعني بها حركات الإسلام السياسي و يتصدّرها السلفيّون.

بغض النظر عن سوريا و خصوصة ما يجري فيها ، ها هي تونس و مصر و ليبيا تجني الآن ثمار " الربيع العربي " مع تحفظنا على كلمة "عربي" فهو يبدو ربيعا إخوانيا سلفيا أو لنقل ربيع الإسلام السياسي ، حيث نجحت الثورة نظريا ، و لعلّ في نسبة الاقتراع التي سجّلتها الانتخابات النيابيّة الدليل على تحرير الحياة السياسية من الاحتكار و إعادة الثقة ، كما الاعتبار ، إلى صناديق الاقتراع ، كأداة تعبير سلميّة تسحب الصاعق العنفي من المجتمع، ولكن ، هل يمكن لأحد الجزم بسقوط النظام السياسي السالف ، أم أنّ هذا الخلف من ذاك السلف ؟

هل يستطيع أيّ محلل ، مهما صمّم على عماه التفاؤلي ، أن يرى أن الأحوال في هذه الدول قد صارت أفضل ؟ هل يمكن التغاضي عن إصرار قناة الجزيرة ، "الراعي الرسمي لما يسمى الربيع العربي" ، على تلميع صورة الإسلاميين مقابل إلصاق شتى التهم بالليبراليين و العلمانيين و العمل على تشويه صورة جماعاتهم و أحزابهم.

و مع علمنا أن ما تقدّم لا يلغي شرعيّة الفوز و حقيقة أنّه يمثّل مزاج أكثرية الناخبين في هذه البلدان ، لكنّ الواضح أيضاً أن الفائزين انتقلوا مع هذا الزخم من المرحلة التمثيلية إلى المرحلة التغييرية ، و أخذوا يعيدون تشكيل القوانين و الحريات بما ينسجم مع قناعاتهم ، و بما يضمن استئثارهم بالسلطة ، بشكل أفظع و أدهى من الديكتاتوريات السابقة خاصة و أنّ التاريخ لا يمدّنا بنماذج عن تخلّي الإسلام السياسي عن السلطة طوعاً.

و إذا سلمنا ان ثورات الربيع العربي انطلقت أصلا بغية تخليص الجسم العربي من مرض الأنظمة المستبدة السابقة فقد صار ينطبق عليها النكتة السوريالية السوداء " نجحت العملية ، لكن المريض مات" و أصبح بحاجة لعملية إحياء موتى .

و في ظل الصورة القاتمة لما جرى و يجري تبقى بارقة الأمل اليوم في صمود الدولة السورية و لا أقول النظام أما محاولات وضع اليد على سوريا من قبل هذه الجماعات المتأسلمة و داعيميها لكسر أحلام الوهابية بالسيطرة على العالم العربي بأكمله . كما في أبناء مصر اليوم الذين وعوا و أدركوا خطورة ما يحصل فعادوا ليطلقوا الثورة من جديد في محاولة جبارة لإعادة إحياء العظام قبل أن تصبح


http://thevoiceofreason.de/article/1563?utm_source=twitterfeed&utm_medium=facebook
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة