غلق الاندية الاجتماعية والعائلية بشهر رمضان في قضاء الحمدانية انتهاك لحريات وخصو

[matoka]

غلق الاندية الاجتماعية والعائلية بشهر رمضان في قضاء الحمدانية انتهاك لحريات وخصوصية شعبنا

انطوان دنخا الصنا

بناءا على تعليمات محافظة نينوى اقدمت مديرية شرطة قضاء الحمدانية بإبلاغ جميع اصحاب الاندية الإجتماعية والعائلية والمطاعم التي تقدّم المشروبات الكحولية اغلاق انديتهم ومطاعمهم خلال شهر رمضان الحالي 2012 قسرا نعم قسرا !! (للاطلاع الرابط الاول ادناه) في الحدود الادارية للقضاء رغم ان 97% من سكان القضاء من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي علما ان تعداد القضاء بحدود 50 الف نسمة وعدد غير المسيحين في القضاء 1500 شخص فقط يشكلون نسبة 3% من مجموع سكان القضاء اي يمثلون الاقلية !! وسمحت تعليمات المحافظة للمطاعم العادية والمقاهي باستمرارية العمل على أن يتمّ تغطية واجهتها !! وقد أبدى عدد كبير من أبناء قضاء الحمدانية (قره قوش وبرطلة) إستياءهم من إغلاق جميع النوادي الإجتماعية والعائلية خلال شهر رمضان (للاطلاع الرابط الثاني ادناه) ...

حيث من قال ألم يكف ما يريدون فعله بأبناء شعبنا وبمناطقنا بتغيير ديموغرافيتها وتهجيره من ارض الاباء والاجداد ترغيبا او ترهيبا ؟ والآن يغلقون علينا هذه الاندية الاجتماعية والعائلية المتواضعة والتي نعبر ونمارس فيها جزء من خصوصيتنا القومية والدينية والاجتماعية ؟ وتساءل البعض الاخر هل يسمح الدين الاسلامي بتطبيق شريعته على غير المسلم قسرا ؟ الجواب حسب رأي الاسلام لا يفرض عقيدته على غير المسلم بالاكراه ؟ طيب قضاء الحمدانية ذو اغلبية مسيحية لماذا تفرض تعاليم شهر رمضان الاسلامية على ابناء القضاء من المسيحين ؟ اليس ذلك تجنيا وتعسفا وانتهاكا لحريات وحقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي واليس ذلك مخالفة للشرع والتعاليم الاسلامية ام ماذا ؟ نترك الجواب للمنصفين ...

اما في اقليم كوردستان العراق فأن السلطات المختصة سمحت في المدن والقرى ذات الاغلبية غير المسلمة بفتح الاندية الاجتماعية والعائلية والمطاعم ومحلات بيع المشروبات الكحولية بالمختوم بعد الافطار وبتعليمات وضوابط محددة غير متشددة بما ينسجم مع خصوصيتها القومية والدينية والاجتماعية ومدينة عنكاوا نموذجا وهناك حالات فردية تطوعية بين ابناء المكونات غير المسلمة في الاقليم حيث يغلق البعض مطاعمهم ومحلاتهم طيلة شهر رمضان تقديرا واحتراما للشهر الفضيل وهذه ظاهرة ايجابية تجسد عمق روابط الاخوة والعيش المشترك بين كل مكونات المجتمع العراقي وبدون اي اكراه او تعليمات قسرية سالبة للحريات الشخصية ... 

اني لا اغالي اذا قلت ان محافظة نينوى بكل اقضيتها ومدنها كانت ترمز تاريخيا الى التنوع الفسيفسائي الديني والقومي الواسع في العراق حيث عاش على مر تأريخها القديم والحديث المعاصر كل مكونات الشعب العراقي حياة اجتماعية متسامحة ومتأخية كما كانت تتميز باتاحة الحريات الشخصية للافراد وعدم فرض التقاليد الدينية على طبيعة الحياة واشتهرت مناطق عديدة منها بالحياة والتقاليد المشتركة ماذا حصل اليوم في نينوى هل تسللت وتغلغلت افكار غريبة ومتطرفة ودخيلة على اهلها الطيبين في هذا الزمن الردىء ؟ ام ماذا ؟ ...

التعليمات انفة الذكر اعلاه فيما لو بقيت سارية سيكون فيه نوع من الاجحاف والظلم ومصادرة للحريات وهدفه تضييق الخناق على الحريات الشخصية لابناء شعبنا في مناطق تواجدهم التاريخية لدفعهم للهجرة علما ان دستور العراق الاتحادي يدعو في بعض مواده الى الديمقراطية والحريات الشخصية وحقوق الانسان وحقوق وحريات المكونات القومية والدينية الصغيرة (غير المسلمة) وحقوق المرأة وغيرها اي كفل الحريات الشخصية وكذلك ضمنتها المواثيق والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الانسان ...

ان اصدار قرارات واجراءات قسرية وصارمة سالبة لحقوق وحرية الانسان ومخالفة للطبيعة البشرية بأسم الدين تؤدي الى نتائج عكسية وردود فعل سلبية لدي بعض ابناء شعبنا ولدى المكونات غير المسلمة الاخرى (المقصود بالمكونات غير المسلمة في العراق ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي والايزيدية والصابئة المندائين وغيرهم الذين تبيح شرائعهم الدينية تناول المشروبات الكحولية) وكذلك تعطي اشارات سلبية وضوء اخضر للجماعات الارهابية والمتطرفة والعصابات الاجرامية للتمادي في استهداف المكونات غير المسلمة لقتلها وابتزازها وتهجيرها ...

ان هذه التعليمات تهدد ارزاق ومعيشة الكثير من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي والمكونات الصغيرة غير المسلمة في قضاء الحمدانية وتأتي متزامنة مع الهجمة الحاقدة والشرسة والمنظمة التي تستهدف افراغ العراق من هذه المكونات وكذلك يمكن ان يفسر ان وجود هذه المكونات الصغيرة في وطنها اصبح غير مرغوب فيه مما يدفعهم للتفكير الجدي للهجرة خارج العراق وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا ...

شعبنا بكل ثقة وقناعة وايمان يريد ان يعيش في وطنه العراق مع كل مكونات الشعب العراقي القومية والدينية والسياسية بكرامة وكبرياء وسلام وحياة حرة كريمة ومستقبل مستقر ومضمون من دون استغلال او اضطهاد او تهجير او خوف او ظلم والتمتع بخيرات الوطن وحقوقه كشريك اساسي مع كل اطياف الشعب العراقي في وطن اتحادي ديمقراطي موحد لنكون اخوة متحابين موحدين دون تميز او تفرقة لتعويض شعبنا عن جزء من الخسائر المادية والنفسية التي لحقت به منذ 2003 وقبلها حيث قدم شعبنا وتنظيماته ومؤسساته القومية شهداء قرابين على مذبح الحرية والوجود للحصول على كامل حقوقه المشروعة في وطنه ... وان كره الكارهون ...

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,600664.msg5683328.html#msg5683328

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=600594.msg5682888#msg5682888

ملاحظة مهمة :
---
في عام 2009 كتبت مقالا في غاية الاهمية وذات صلة بالموضوع اعلاه تحت عنوان ( (حظر المشروبات الكحولية في العراق ... تهديد لحريات وحقوق المكونات غير المسلمة ؟!) (للاطلاع الرابط ادناه)

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,303333.0.html




             انطوان دنخا الصنا
                مشيكان
antwanprince@yahoo.com