هكذا يتجلى الانفصام في دولة أطلسية تدعم القاعدة
أنقرة تحاول تبييض صفحة القاعدة بتوفير ملاذ لأعضائها السابقين وإزاحة صفة الإرهاب عن النصرة، وتساجل واشنطن حول تصنيف أكراد سوريا.
ميدل ايست أونلاين
http://www.middle-east-online.com/?id=228647
لندن – في الخامس من ابريل/نيسان قتل صاروخ أميركي رفاعي أحمد طه في شمال سوريا بعد خمسة ايام من مغادرته تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والمشاركة في التحالف بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة الدولة الاسلامية.
بالنسبة للحكومة الاسلامية المحافظة في تركيا يعتبر طه، الذي كان حليفا لأسامة بن لادن ومستشارا سابقا لذراع القاعدة في سوريا، داعية له ماض زاهر.
ويعد طه واحدا من عشرات الاسلاميين المتشددين الذين توفر لهم تركيا ملاذا آمنا، ومن بينهم اعضاء سابقون في تنظيم القاعدة والجماعة الاسلامية المسؤولة عن موجة عنف سادت مصر في تسعينيات القرن الماضي، فضلا عن جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا) التي قال عنها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في يونيو/حزيران الماضي ان صفة الارهاب ليست مناسبة لها.
لكن تركيا اعلنت الحرب على الدولة الاسلامية التي ولدت من رحم تنظيم القاعدة في العراق، بعد سلسلة هجمات داخل تركيا تبناها هذا التنظيم الذي لا يزال يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا ويشن هجمات انتحارية في هذين البلدين.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن خبراء قولهم ان تصفية طه بغارة أميركية "تسلط الضوء على الانفصام التركي عندما يتعلق الأمر بمحاربة الجهاديين".
وقال مسؤول أميركي للصحيفة ان طه ذهب الى سوريا لتسوية نزاع بين جبهة النصرة وفصيل اسلامي آخر، عندما استهدفته الغارة الأميركية.
وعلى الرغم من تصعيد الحملة التركية على مواقع الدولة الاسلامية في سوريا، الا ان انقرة تواصل تساهلها واحيانا حمايتها لاسلاميين مصنفين في قوائم الارهاب لدى الدول الغربية.
وحتى الهجمات التي تشنها تركيا ضد الدولة الاسلامية في سوريا، جاءت بعد شكوك غربية وتقارير صحافية تؤشر الى علاقة مشبوهة بين الدولة والحكومة الاسلاميتين.
وإلى جانب الجماعة الاسلامية، تأوي تركيا وتوفر منابر اعلامية ايضا لقيادات في حركة حماس والاخوان المسلمين الذين اطيح بهم من الحكم في مصر بعد مظاهرات حاشدة انتهت بعزل الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم. وكان ذلك بداية القطيعة بين القاهرة وأنقرة.
وتصنف دول عربية عديدة جماعة الاخوان المسلمين بأنها منظمة ارهابية.
اما اعضاء الجماعة الاسلامية في تركيا فهم "جزء من الكادر الرئيسي لتنظيم القاعدة"، بحسب جوناثان شانزر المسؤول السابق في قسم مكافحة الارهاب بوزارة الخزانة الأميركية.
وأكد شانزر، نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن، "هذا هو أكثر شيء مثير للقلق لأن تركيا دولة اطلسية ويفترض انها حليفة للغرب ضد عدو مشترك"، وفقا لما نقلت عنه الصحيفة الأميركية.
لكن مسالة العدو المشترك موضع خلاف رئيسي. فالدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لا تتهاون في وصم القاعدة بالارهاب.
في المقابل، ينتهج اردوغان سياسة ليونة واضحة مع فرع القاعدة في سوريا الذي ظلت تدعمه تركيا في السنوات الأولى للحرب السورية الى ان توقفت عن ذلك في 2014 تحت الضغوط الغربية.
وفي خطاب له الشهر الماضي بعد هجمات اودت بحياة 45 شخصا في مطار اتاتورك وتبنتها الدولة الاسلامية، أشار اردوغان من جديد الى ان صفة الارهاب غير ملائمة لجبهة النصرة.
ويستهوي المسؤولين الاتراك الرد على الاتهامات حول دعم المتشددين الاسلاميين، بانتقاد الولايات المتحدة على تسليح وتدريب جماعات كردية تصنفها تركيا بالارهاب. لكن الولايات المتحدة تعتبرها ضرورية لقتال الدولة الاسلامية.