تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

شناشيل فاسدونا وفاسدو الكرد

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, يوليو 09, 2012, 05:59:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

شناشيل
فاسدونا وفاسدو الكرد

عدنان حسين/موقع عينكاوة
للمرة الثالثة يستوقفني شخص في شارع المتنبي ليقول لي الكلام ذاته تقريباً: معجب بما أكتب (شكراً). ما أطرحه صحيح (شكراً جزيلاً) .. هناك مؤاخذة واحدة ( تسعدني معرفتها).أسأله : ما هي؟ فيجيب: لماذا لا تكتب الشيء نفسه عن الكرد؟
لم أفترض انه بدافع الشوفينية يريدني أن أكتب عن الكرد، أي ضدهم، فالمؤكد ان التعبير يخونه، إذ لابد انه يقصد القيادة الكردية أو المسؤولين الكرد، فانا لا اكتب عن العرب لكي يطالبني بالكتابة في المقابل عن الكرد. ما أكتبه يتناول في الغالب الجوانب المختلفة للفشل البيّن في عمل الحكومة والبرلمان ومؤسسات الدولة التابعة لهما فضلاً عن القضاء والهيئات المستقلة.
أفهم الملاحظة وأتفهمها، فهذا الشخص ليس أول من أسمعني أياها ولن يكون الأخير بالتأكيد. وجوابي بسيط للغاية.
أعيش في العاصمة بغداد. أعمل وأكتب منذ سنة وبعض السنة لصحيفة تصدر فيها باللغة العربية. تغرّبت عن الوطن ما يزيد عن الثلاثين سنة رغماً عني. كرّست كل ما أحوز من موهبة وكفاءة وخبرة( إن وجدت) في ميدان الصحافة والإعلام في سبيل هزيمة المشروع الدكتاتوري وإحلال المشروع الديمقراطي (الحقيقي) محله، ودفعت وعائلتي في هذا السبيل ثمناً باهظاً لا تعادله ثروة البنك المركزي من العملة الصعبة.
من أجل الهدف نفسه، المشروع الديمقراطي، عدت الى بغداد مختاراً لأعمل براتب متواضع بالمقارنة مع ما كنتُ أتقاضاه في الخارج ومع آخر ما عُرض عليّ في إحدى دول الخليج العربي.
في بغداد وجدت ان هدفي الذي يشاطرني فيه 90 في المئة (حتى لا أدعي 99.9 في المئة) من الشعب العراقي لم يزل بعيداً كما كان من قبل، بالرغم من الضجيج الديمقراطي المدوي داخل قبة البرلمان وفي أروقة الحكومة وفي ساحة الإعلام. بالتأكيد هو الآن أقرب مما كان عليه في العهد السابق، فآنذاك كان انسداد الآفاق شاملاً وكاملاً، اما الآن فثمة كوة صغيرة يدخل منها شعاع ضوء. وما أعمل عليه مع الآلاف من المثقفين، وبينهم الإعلاميون من أمثالي، والسياسيين الوطنيين هو توسيع هذه الكوة يوماً بعد آخر.
هذه ليست بالمهمة الهيّنة. انها شاقة للغاية، فهناك من يعمل ضدنا بقوة مفرطة. هؤلاء بالنسبة لي موجودون في بغداد. انهم يملأون كراسي البرلمان الإتحادي والحكومة الإتحادية والقضاء الإتحادي والوزارات والدوائر والمؤسسات الاتحادية، وبأيدهم الحل والربط. هم المسؤولون عن الفساد المالي والاداري وسوء الخدمات وتردي الأحوال المعيشية للناس وتخلف المجتمع ... الخ. في أيدهم أهم ما يلزم لصنع حياة مختلفة في العراق، السلطة والثروة، لكنهم عن سابق ترصد واصرار لا يفعلون، وواجبي كصحفي أن أقول هذه الحقيقة على مدار الساعة.
أليس اقليم كردستان جزءا من العراق؟ أليس فيه أخطاء وخطايا ونواقص تشبه ما في بغداد؟ نعم، بالتأكيد يوجد، لكن ملعبي الرئيس في بغداد. في الإقليم يوجد اعلاميون أشجع مني يقومون بواجبهم على هذا الصعيد. وشخصياً لم أتردد في نقد المظاهر السلبية في الإقليم لا في ما كتبت ولا في اللقاءات المباشرة مع القادة الكرد التي شهد بعضاً منها زملاء وأصدقاء.
أهم مثلبة في عمل سلطات الاقليم هي الفساد المالي والاداري. لكن هناك فرق على هذا الصعيد بين ما يجري في الاقليم وما يجري في سائر انحاء البلاد. الفاسدون في الاقليم يهرّبون بعض ما يسرقون الى الخارج لكنهم يستثمرون معظمه في الداخل .. يبنون المولات والفنادق ومنشآت السياحة والاصطياف والمعامل وسوى ذلك، أما فاسدونا، في بغداد والموصل والبصرة وكركوك والحلة والعمارة وتكريت، فانهم يهرّبون الى الخارج كل ما يسرقون لشراء العمارات والمساكن والمشاركة في استثمارات الملاهي والفنادق، وما الى ذلك.
إقنعوا فاسدينا، العرب، بان يفعلوا مثل ما يفعل أقرانهم الكرد ليكون لنا كلام آخر.

لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير