أمن القمة .. قف

[ماهر سعيد متي]

اخبار وتقارير: أمن القمة .. قف

   
 
عبد المنعم الاعسم 
 

اثنان وعشرون مرة اجتمع زعماء الدول العربية، منذ قمتهم العام 1964 في القاهرة، وفي اكثر من خمسة عشرة عاصمة، لم تشهد القمة العربية، ولا مرة واحدة، من الاجراءات الامنية وحالات الاستنفار والإغلاق والتعطيل والخنق المروري المصمم ووقف حركة الطيران وعزل العاصمة عن محيطها ما تشهده القمة 23 المقرر عقدها في بغداد بعد اسبوع.
فبالاضافة الى الحشد غير المسبوق لافراد الامن والشرطة والجيش وزج فرق وتشكيلات اضافية لها (ربع مليون في بغداد) لمدة تزيد على عشرة ايام قبل انعقاد القمة، اعلن عن اجراءات "اسطورية" لحماية ارواح الزعماء العرب شاركت وتشارك فيها اجهزة الجيش ووزارة الداخلية ومحافظة بغداد وخطة امن العاصمة والتشكيلات الاستخبارية والامنية، بلغت كلفة التحضيرات لها ما يصل الى 450 مليون دولار بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية، وستكون الصورة اكثر إثارة للتأمل عندما نعرف ان بغداد العاصمة تتحمل وحدها غالبية مفردات هذه المنظومة من الاجراءات الامنية، وان الملايين الخمسة من السكان الذين يعانون اصلا من اختناقات وضغوط مرورية وامنية ومعيشية سيتحملون الوزر الاكبر من هذه الاجراءات.
قد يقال، هذا لا مفر منه لانجاح اعمال القمة، والرد على ذلك بسيط جدا: ان نصف هذه التشكيلات واقل من نصف هذه الميزانية كافيتان لتأمين انعقاد القمة ونجاحها اذا ما اعتمدت خطة اجتماع وحماية بديلة استخدمت في جميع العواصم التي استقبلت القمة عبر تجميع منافذ الحركة(الهبوط والاقلاع) والاجتماع في اضيق مساحة جغرافية، وكان بامكان الجهات المعنية الاستعانة بخبرة الدول التي احتضنت القمة فيما كانت تمر باجواء حرب اهلية او اخطار عدوان خارجي داهم او ظروف استنفار امني، كما حدث في قمة القاهرة وسط احداث ايلول في الاردن العام 1970 وقمة الرياض، والتحضيرات الواسعة  لها في بيروت العام (1976) التي كانت تمر في ظروف الحرب الاهلية، وحينها اعلن عن هدنة مؤقتة لتسهيل اجتماعات قادة المنطقة مع زعماء الجماعات المتحاربة، وإنجاح وساطتهم.
المشكلة ان سكان بغداد يدفعون ثمن هذا الاستطراد الامني المكثف والاستثنائي فوق ما كانوا يتحملونه طوال سنوات المواجهة مع الارهاب والجماعات الاجرامية، ومن لا يصدق ذلك عليه ان ينزل الى الشارع.. فهناك سيسمع ما لايسرّ.

"الأرض ملك الأحياء لا الأموات".

جيفرسون
http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=article&sid=10296

[د.عبد الاحد متي دنحا]

و ياريت  نطلع بنتيجة مفيدة!
شكرا استاذ ماهر على الموضوع, ان مواضيع السيد عبدالمنعم الاعسم تعطي الفكرة بدون لف ودوران ويطبق المثل ما قل ودل

مع تحيات

عبدالاحد