بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي د.قاسم حسين صالح

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يونيو 25, 2014, 10:18:31 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي


د.قاسم حسين صالح
في 23 حزيران الجاري نقلت فضائيات (الحرة عراق..مثلا) تصريحا للمرجعية الدينية في النجف يحمل اشارة الى التحالف الوطني (الشيعي) بأن عليه ان يختار لرئاسة الوزراء شخصا آخر غير السيد نوري المالكي يحظى بالمقبولية السياسية.
والملاحظ ان هذا التصريح جاء متزامنا مع لقاء وزير خارجية امريكا جون كيري بالسيد المالكي،وانتقاده سياسة حكومته (واستياء الكرد والسنّة وبعض الشيعة من القيادة الحالية) ودعوته لتشكيل حكومة وطنية تمثل اطراف العملية السياسية كافة،وتلقي سياسيين عراقيين لرسالة من امريكا مضمونها انها توافق على رحيل المالكي.
والحق يقال ان المرجعية الموقرة ما كانت راضية عن اداء السيد المالكي من سنتين لاسيما بخصوص عدم تأمينه الخدمات الحياتية الاساسية للناس، واستشراء الفساد الذي وصفته في خطب الجمعة بأن (في الحكومة لصوص وحيتان).
غير ان عدم رضاها كان يدخل في باب الزعل(الأخوي) واسداء النصيحة الصادقة من اجل التصحيح مع ان السيد المالكي كان قد ادار لها ظهره السياسي..وكان السياسيون الوطنيون يتمنون عليها ان تحذره بداية عام 2013 حين ماطل وتغاضى عن تلبية مطالب التظاهرات في المحافظات الغربية التي وصفها بـ(الفقاعات)..مع ان لدى المرجعية مؤسسات بحثية علمية يفترض فيها ان تدرس شخصية المالكي وعقليته السياسية بأنه يسير بالعراق في طريق محفوف بمخاطر يتهدد وجوده كدولة وكيان..فالرجل كان قد وقع في وهم قاتل تشكل لديه من ثلاثة مصادر:
الاول: تشكّيله جيشا غالبيته المطلقه من الشيعة،بمشاعر طائفية.فلأول مرة في تاريخ الجيش العراقي تطلق مسميات خاصة بطائفة معينة على تشكيلات عسكرية ونقاط سيطرة..وأهازيج طائفية من ضباط وجنود تستفز مشاعر طوائف ومكونات اجتماعية وتثير انتقاد كثيرين من الطائفة نفسها.فضلا عن أن أفراد هذا الجيش لا توحدّهم روح عسكرية وانتماء لكل العراقيين ،وأنه ولّى على آلاف الجنود،ضباط (دمج)تعوزهم الخبرة الميدانية ولا يحظون باحترام منتسبيهم..ورقّى الى مراتب عليا افرادا لا يتمتعون بمواصفات القائد العسكري.
الثاني:اعتماده مبدأ الولاء والثقة في اسناد المراكز الاساسية في الدولة الى المنتمين لحزب الدعوة، معظمهم يفتقد الخبرة والكفاءة وبينهم فاسدون،حماهم المالكي بمقولته الشهيرة (لدينا ملفات فساد لو كشفناها لانقلب عاليها سافلها) التي فسرّها العراقيون بأن بين شركائه فاسدون كبار لو كشفهم فانهم سيكشفون الفاسدين المحسوبين عليه ،فسلك طريقة (اسكت وانا اسكت)التي تعتمد في المافيا لا عند الرجل المؤتمن على ثروات البلاد.
الثالث:اعتماده مبدأ ترحيل الاخطاء والتقصير الى المشاركين معه في العملية السياسية.ومع ان بينهم من كان يتقصد عمدا عرقلة المالكي وارباكه،وان بينهم من يتهم بالتعاون مع جماعات ارهابية (او مقاومة) وآخرين لهم ارتباطات بدول اجنبية،فانه كان قد راهن على ان الغالبية المطلقة من العراقيين سيكونون الى جانبه.وزاده ذلك ثقة في نفسه انه كان الفائز الاول في الانتخابات الاخيرة وباكبر عدد من الاصوات..دون ان يدرك ان الأصوات التي حصل عليها لا تعادل عشر سكان مدينة بغداد..وأن حجم معارضيه يزداد قوة ومساحة فيما تتقلص مساحة مؤيديه وتقتصر على كتلته والمنتفعين من السلطة والمعتقدين عن حسن نية بوجوب دعمه وبأنه يمثل ضرورة مرحلة.
والسيد المالكي معذور ليس فقط لعدم امتلاكه النضج السياسي،وتورطه مع شركاء سياسيين بين مشاكسين وبين من وضع مصلحته ومصالح كتلته فوق مصلحة الوطن،ومجلس وزراء الوزير فيه يتلقى التعليمات من رئيس كتلته لا من رئيس وزرائه.بل هو معذور ايضا لأن العراقيين انفسهم هم اصعب خلق الله في علاقتهم بالحاكم،وان تاريخ العراق هو تاريخ عنف دموي من ثلاثة آلاف سنة.
الحقيقة المؤكدة ان المرجعية الدينية قد حرقت ورقة السيد المالكي..ولكن ليس (بعد خراب البصرة)..بل بعد خراب العراق الذي صار مصيره الآن على فوهة بركان..لن يخمده الا توحّدنا أمام خطر يتهددنا جميعا بعقلية جاهلية وأفعال بربرية همجية ،وان ندرك أن داعش لا تمثل أهل السنة،وأن تقسيم العراق لن يكون في مصلحة أحد ،وان على رجال الدين السنّة والمرجعية الدينية في النجف تهدئة الانفعالات الطائفية لجماهير واسعة مشحونة بدوافع الانتقام وأخذ الثأر،وأن على الجميع اسناد القوات العسكرية والأمنية ورفع روحها المعنوية وتفنيد الاشاعات بالصورة من موقع الحدث..وتصعيد وترشيد جهود الحكومة الحالية في ادارة المعركة لحين تشكيل حكومة جديدة..نأمل ان يسرع السيد المالكي في تسهيل امرها..ليكون بذلك قد قدم ما يعد الأفضل في خواتيم اعماله.

https://www.facebook.com/QassimHSalih/posts/892378980776609:0
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة