الحزب الشيوعي ملتقى القوميات و الاديان و الطوائف!

بدء بواسطة يوسف الو, أبريل 02, 2013, 11:42:00 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف الو


  الحزب الشيوعي ملتقى القوميات و الاديان و الطوائف!

                           د. مهند البراك
                           ahmedlada@gmx.net

تمر هذه الأيام الذكرى التاسعة و السبعون على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي المناضل . . و تتوالى الصور و الذكريات والآمال بحزب ناضل و يناضل و قدّم و يقدّم الكثير و الكثير من اجل حرية الشعب العراقي باطيافه و من اجل حياة اسعد للعراقيين رجالاً و نساء، ومن اجل واقع و مستقبل افضل للشباب بشكل اخص . . ليس بشهادة القوى الوطنية العراقية فحسب، بل و بنظر كل القوى المهتمة و العاملة على قضية العراق.
و يتزايد بدوره الامل، لأنه شكّل و يشكّل ارثاً غنياً و واقعاً حيّاً يتردد في الفكر و في المحاولات الجادة للتجديد و التقدم الإجتماعي لشعبنا، في نضال ضارٍ لم يعرف الكلل رغم انواع التضحيات و الصعوبات من اجل خير و عزّ العراق بكل الوان طيفه، ولأنه الناطق و الدليل بجهود اعضائه و مؤازريه، لصياغة طرق نضال الطبقات و الفئات الفقيرة، الذي لم تستطع اعتى المخططات على تركيعه و اخراجه من الساحة سواء بالقهر او بالاغراء كما تصوّر منطقها السقيم، فعاد و يعود متجدداً بعد المحن المعروفة التي استهدفت تحطيمه . . بعد ان تركت تضحياته و تطلعاته اثاراً لا تمحى في اعماق الروح الحية للبلاد .
و لأنه يشكّل تعبيراً ليس سياسياً فقط، بل انسانياً عراقياً اصيلاً عابراً للاديان و الطوائف و للروح القومية الضيّقة و تعاليها في بلادنا، و فيه تلتقي حكمة الاديان و الطوائف و الروح القومية التحررية الوثابة من اجل وطن حر و شعب سعيد متنوع الاطياف . . الامر الذي تدعو له و تحتاجه اوسع اوساط الشباب و خاصة الاكثر علماً و وعياً و حباً لوطنهم.
و يزداد وجوده و نضاله و بنظافة ايادي اعضائه و مؤازريه، و بالتالي دعمه المتنوع . . يزداد اهمية في الظروف الحالية التي تشهد فيها البلاد عودة الى ماضٍ اليم بانواع الفتن الدينية و الطائفية و القومية، و بانواع الفساد و السرقات و الخراب، بل و يتزايد وجود و دور الشيوعيين و اصدقائهم و حملة الافكار الوطنية و العلمية في البلاد اليوم، امام تزايد الافكار العدمية و الخيالية و افكار قراءة الفنجان و الحظ . 
و فيما لعب الحزب دوراً رائداً و بارزاً كتفاً لكتف مع كل القوى و الاحزاب الوطنية، في كل الإنتفاضات الفلاحية و الإضرابات العمالية و الطلابية و الوثبات الشعبية في مواجهة الإستعمار، و الرجعية و ما اورثت من حكومات عسكرية دكتاتورية متغطرسة و شوفينية، من اجل الديمقراطية و من اجل حق الشعب الكردي و كردستان العراق في الحياة و الحرية  . . صاهراً في مواقفه ابناء كل الاديان و المذاهب و القوميات رجالاً و نساءً من مسلمين سنّة و شيعة، مسيحيين، صابئة مندائيين و ايزيديين، صاهراً ايّاهم في بوتقة النضال من اجل حرية و كرامة الانسان في البلاد، و حقه بحياة افضل . . حتى صار وجوده و نضاله لقاء الاطياف العراقية الذي عركته السنين و ثبت في العراق . .
و صار لولباً اساسياً لايمكن الاستغناء عنه للحركة الديمقراطية و اليسارية و الليبرالية العراقية ، بعد ان تزايد النظر اليه و يُعايَن موقفه كبوصلة للحراكات الإجتماعية الإقتصادية و الفكرية و آفاقها، من قبل اوساط تقدمية واسعة كثيرة التنوّع . . من اجل صياغة حلول واقعية تكرّس الإخاء و الوحدة الوطنية في كل منعطف صعب مرّت و تمرّ به البلاد.
   و يرى محللون و مراقبون ان ذلك الموقع لم يأت بسبب النظرية و المنهج الماركسي الذي اعتمده الحزب في صياغة سياساته و رؤاه فقط، و انما بتجارب اعضائه و مؤازريه الوطنية الغنية و تضحياتهم الجسام، بعد خوضه انواع النضالات السرية و العلنية، السلمية اضافة الى المسلحة كما في نضاله الدامي في قوات الانصار كتفاً لكتف مع قوات بيشمركة الاحزاب الكردستانية من اجل الديمقراطية للعراق و من اجل الحقوق القومية العادلة للكرد و كردستان . . التي شارك فيها مشاركة نشيطة رغم نواقص و اخطاء مرّت باشد منها القوى و الاحزاب العراقية الاخرى .
و قد اعتمد الحزب في نضالاته دوماً اضافة الى شغيلة اليد و الاوساط الكادحة . . اعتمد تبني مطالب الحركات و الفئات الصاعدة في المجتمع، الرامية الى تقدم و تمدّن البلاد، في العلوم و الثقافة و الادب و كان دوماً مع المجددين ـ متمنين المزيد الآن ـ ، حتى صار يندر ان ترى في البلاد من لم يمر بمدرسته من سياسيين و ادباء و فنانين، و من رجال العلم و المعرفة و الصحافة الحرة الداعية الى حرية الكلمة و الرأي . .
و التفّ الشباب حوله و ايّدوه و انخرطوا في صفوفه . . بسبب رعايته للشباب و دفاعه المتواصل عن حقوقهم في حياة افضل سواء كانوا طلبة او شباباً يزالون مختلف المهن . . و شجّع الطاقات الشبابية من الجنسين و ساعد على الاسراع في تفتّحها على اسس فاضلة، فساعد بالتالي ممارستها لدورها الهام في مجتمعنا الذي يشكّل الشباب غالبيته، سواء في تأسيس اتحاداتهم و روابطهم و جمعياتهم او النشاط لإنجاح فعالياتهم و مطالبهم، و تفاعله و تبنيّه لحركات الشباب و مطالبيها العادلة . . التي كانت الاكثر دوياً منها مشاركته الفاعلة في احتجاجات ربيع عام 2011 من اجل اصلاح الاوضاع القائمة و من اجل الخبز و الحرية، التي  ووجهت بالرصاص الحي .
تحية للشيوعيين و للحزب الشيوعي العراقي في يوم ميلاده التاسع و السبعين، و تحية لرفيقاته و رفاقه و مؤازريه و اصدقائه الاوفياء . . والمجد لشهيداته و شهدائه الابطال !

31 / آذار / 2013 ، مهند البراك