عالم آخر عن النجيفي و"خيانة" الجلبي سرمد الطائي

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يوليو 17, 2014, 10:27:25 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

عالم آخر
عن النجيفي و"خيانة" الجلبي
سرمد الطائي



ينبغي لي ان اتوقف اليوم عند قضيتين، احداهما بمناسبة مغادرة النجيفي منصبه نهائياً لهذه الدورة، وأن دوره لم ينتهِ. والثانية عن اعتبار احمد الجلبي خائناً ناكثاً للالتزامات، بسبب "عرضه المشوق" في البرلمان.
السخط على النجيفي جاء من طرف فريق المالكي وحسب، لان الاعتراضات الاخرى عليه بقيت في حد الاعتراض المألوف. والسبب هو مواقف النجيفي القوية ازاء سياسات المالكي. الاخير كان يريد العمل مع "سنة مطيعين" بينما كان شيعة اخرون يهمسون في اذنه "لن تنجح الا حين تتعلم التعاون مع سنة اقوياء يؤمن بهم جمهورهم".
لقد تناغم النجيفي مع القوى الوطنية الشيعية، قبل السنية والكردية. القوانين والقرارات التاريخية التي صدرت في عهده، كانت اول اتفاقات عابرة للطائفية، وبتنسيق مهم بين الاكراد وقوى القائمة العراقية والصدر والحكيم والجلبي. قانون اللامركزية الذي وصف بانه تحول تاريخي لنظم الادارة في العراق. قانون مجلس القضاء الاعلى. حزمة مشاريع ظلت ناقصة. قرارات حاولت كبح جماح التفرد. الموقف القوي من ضم الهيئات المستقلة. وسوى ذلك، من الخطوات التي تكفل بوأدها مدحت المحمود.
ان اخطاء كتلة متحدون لا يمكن انكارها، كما لا ننكر اخطاء غيرها من الكتل، وهي في نظرهم تقديرات خاصة للظروف، لكنهم ظلوا طرفاً يمكن التفاوض معه بفروسية، ادرك قيمتهم كثيرون، الا فريق المالكي الذي حارب ايضا، شخصيات مؤثرة ما شمل تقريبا، كل الساسة الاقوياء من باقي المكونات.
اما احمد الجلبي، فحري بالساسة الشيعة ان يعترفوا بأنه ساهم بتبييض وجه التحالف الوطني، في مناسبات عدة، اضطر خلالها كثيرون للصمت، وتركوا المشهد للصياح والتعنت الصادر من حزب الدعوة.
يصبح الجلبي خائنا لانه كان يقوم بتبريد الملفات الشائكة وعرض سيناريوهات بديلة ترسم ممكناتنا الوطنية، ويطفئ نيران سفهاء يقولون كلاما سفيهاً على الشاشات، وكلنا صرنا نعرف معنى اخطائهم الان.
العرض الشيق الذي قدمه الجلبي في البرلمان، الثلاثاء، بعث رسائل داخلية مهمة، لكن الاهم منها كانت رسالته الى الخارج، وهي ليست رسالة شخصية، بل رسالة الاحزاب المتنوعة المطالبة بالاصلاح السياسي، مبعوثة الى واشنطن وطهران. كتبت ساعتها على تويتر، انها "اطول نصف ساعة في العملية السياسية". لا في مباغتتها، بل في تفاعل الاخرين معها، لرسم صورة اولية وحسب لما يمكن لبرلمان عراقي ان يفعله في سبيل حلحلة الازمات، اذا رفع الخارج يده عن الداخل! لم يكن الجلبي خائنا، فقد انسحب بسرعة، لكنه اراد ان يقول ان المالكي المعروف بنقض الالتزامات، سيواجه هذه المرة مفاجآت عديدة مباغتة، لو اراد ان يلعب بذيله.
مهمة النجيفي لم تنتهِ. وكما ان الشيعة سيكونون مسؤولين عن تصحيح الوضع في "دار الوزارة"، فان كتلة متحدون ستظل مسؤولة عن تطوير اداء البرلمان، كما ان الاكراد بالضبط، سيتحملون مسؤولية جسيمة ازاء تطوير مؤسسة رئاسة الجمهورية، ذات الصلاحيات المهمة التي خسرناها طويلا، لمراعاة هذا الطرف او ذاك.
نكتة الاسبوع: انفق المالكي ٧٠ مليار دولار على الجيش خلال ثلاث سنوات، حسب ارقام اللجان المختصة، لكنه عاد في خطاب الاربعاء واتهم البرلمان بأنه كان يعيق تسليح الجيش!
الصفقة الوحيدة التي تدخل البرلمان لايقافها هي فساد السلاح الروسي. والتي اغلقت ثم استؤنفت ودفعنا فلوسها، رغم كل ملاحظات البرلمان. ومع ذلك فان المالكي يعلق الفشل على شماعة مجلس النواب. ويتهمه بانه كان تعطيلياً!
هل كنت لتكتفي يا حاج، بمائة مليار، ام مئتين؟ وهل كنت لتضمن النجاح، وانت لا تصغي لاحد؟ وكيف ستنجح وانت تضع في خانة الخيانة، اقوى ساسة البلاد تأثيراً؟ تضحي بمفاوضين من امثال رافع العيساوي، لتقرب مشعان الجبوري، لتضطر اخيرا الى وضعنا في مواجهة عزت الدوري نفسه! انها اكثر من نكتة، لاسبوعك، الاخير ربما.


http://www.almadapaper.net/ar/news/468371/%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%84%D8%A8%D9%8A
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة