رسالة مؤثرة من والد الى ابنته التي استشهدت في حلب

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أكتوبر 20, 2012, 09:30:55 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

رسالة مؤثرة من والد الى ابنته التي استشهدت في حلب




منذ ستة ايام استشهدت الصبية باسكال كلود زرز العائدة الى مدينتها حلب في احدى الباصات  إثر إصابتها بطلق رصاص ناري خلال اشتباكات على طريق المعرة وهي من مواليد 1994 .

والد باسكال وخلال اقامة صلاة الجنازة القى كلمة جاء فيها:

أصحاب السيادة اساقفة حلب الأجلاء ، حضرة الآباء الأفاضل ، الأخوة والأخوات

أقف الآن أمام فلذة كبدي وكم كنت أتمنى أن تكون هي أمام نعشي ونعش أمها لتؤبننا. حبيبتي باسكال لم نستطع أن نقيم لك عرسا أرضيا يليق بك ، لذا أعددنا لك عرسا الهيا بحضور الرب يسوع وأهلك وأحبائك.

...لن أنسى رسالتك الأخيرة ليلة الفاجعة عندما قلت فيها :" بابا أنا تحت كرسي الباص

يوجد اطلاق نار كثيف على الباص ، اذا مت لا تنسوا أنا احبكم بابا وماما واخوتي.

حملت يا حبيبتي مشعل الشهادة على مستويين : المسيحي والوطني.

على الصعيد المسيحي نؤكد أنه مهما حصل لنا نحن مسيحيي سوريا لن نترك أرضنا المقدسة وارض أجدادنا الذين حموها بالدم. لن يحمي مسيحيي سورية الا اخوتنا بالوطنية المسلمون ، وليس الغرب "المدعي حماية المسيحيين" الذي باع ويبيع مسيحيي سوريا والشرق بحفنة من النفط والمال.

هل أنساك كيف كنت تقودين كورال كنيسة تريزيا وتؤلفي التراتيل وتعزفين. هل أنسى ترتيلة السلام التي ألفتيها ولحنتيها وكأنها رسالة وداع الينا والى سوريا ؟

هل أنسى كيف كنت تحبين الفقير والمحتاج. ولعل آخر مرة عندما وهبت كل ما لديك من مصروف لشراء الحليب لأطفال محتاجين ؟ هل أنسى عندما ارسلت مبلغا من المال لصبية شابة محرومة الحنان والمادة؟

كم أحبك الناس وحتى المجموعات الدينية الفرنسية كم سالت دموعها عندما رتلت لهم الأبانا بالآرامية وكتبت لكل واحد اسمه بالآرامية. كلهم اتصلوا بي اليوم ليقيموا الصلاة لراحة نفسك.

لن أنسى عندما كنت تقولين لي : بابا ليش انت طيب القلب وحنون سأكون دوما مثلك. سأصبح طبيبة مثل عمي رياض لأداوي الفقراء مجانا.

نعم لقد حملت مشعل الحب والبراءة والطهارة أمام عالم الغدر والظلم والحقد والظلام.

على صعيد وطني :

انت حبيبتي حلوة وبريئة وطاهرة كسوريا امنا الحبيبة. قتلوك باسم الظلام كما قتلوا سوريا . ظلموك كما ظلموا سوريا. انت الآن ترافقين الشهيد الشاب ساري بدر الدين حسون ابن الصديق مفتي الجمهورية في جنات الخلد.

أنت باسكال وبالعربية اسمك يعني الفصح، سوف تحولين الحزن الى رجاء والظلام الى نور والحقد الى محبة والموت الأرضي الى حياة ابدية. سوف تعود سوريا كما كانت منذ آلاف السنين، وطن الألفة والمحبة والتسامح بين مختلف اطيافها.

دمك ودماء الشهداء لن يذهب سدى بل سيكون كالقمحة التي ماتت لتحيا بالمحبة بالقيامة فتقوم معكم سوريا الجريحة.

أتوجه الى السادة الأساقفة الأجلاء برجاء من القلب: لا يكفي أن تقولوا لشعبكم المعذب لا تخافوا وصلوا افتحوا خزائنكم وأطعموا الناس. ان يسوع أطعم الناس قبل أن يدعوهم الى الصلاة.

باسكال حبيبتي انت الآن في السماء مع العذارى الحكيمات تشفعي فينا ولا تنسينا ونعدك أنا البابا والماما واخوتك لن ننساك أبدا.

http://www.elmarada.org/details/81667/
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة