تعليق على كتاب عنايةِ الرَحْمن في هداية السريان

بدء بواسطة صليوا كريم, يونيو 14, 2022, 11:19:57 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صليوا كريم

تعليق على كتاب عنايةِ الرَحْمن في هداية السريان

إن هذا كتاب مؤلفه هو المطران ديونوسيوس افرم نقاشة، وهو كتاب تاريخي يشْرَحُ مؤلفه الشَهْم كيفَ دخلتِ الكثلكةُ الى الشرق الأوسط ومنها الديار العراقية والتي كانت من قبل على المعتقد الأرثوذكسي (القويم الإيمان) والذين يدعوهم الكاتب المثقف باليعاقبة نسبة إلى المجاهد القديس مار يعقوب البرادعي، والذي تفتخر به كنيسة المسيح السريانية الأرثوذكسية لتحمله صعوباتٍ ومشقاتٍ كثيرة من أجلِ إثباتِ بنيها في الإيمانِ القويم.

هذا الكاتب رغم ما يحمله من أسلوب جيد ودراية وتعمق في علم التاريخ إلا أن حقده على الأرثوذكسية التي انشق عنها ونكر أصله، ومعروف من هو من ينكر أصله. حيث اعتبر المؤلف أن الكاثوليك الذين انْتمى إليْهِم في نهاية القرن الثامن عشر قد اهتدوا للكثلكة لأنهم كانوا على ظلال مبُين، وأن يد الله انتشلتهم من طريق الظلالة إلى الإيمان الكاثوليكي الحق اليقين.

بالحَقيقَة لو سَأَلْنا أَحَدَ المُنْشَقين عَنِ الكَثْلكة، فماذا سيكونُ جَوابُهُ يا تُرى؟!، هَلْ سيَقْبَل هذا الكاتب البارع بكلماتٍ يقولها لنا أَيُّ شَخْصٍ كانَ مِنْ هؤلاء الذين تركوا الكثلكة واتَّبَعوا لوثر المُصْلح، ولأَيِّ سبَبٍ دُعِيَ بالمُصْلح؟، هل كانَ السَبب مِنَ الأَرثوذكس أَو مِنَ الكاثوليك؟، نعم لقد رأى لوثر ما يندى لهُ الجبين ممّا دعاه للثوران ضِدَّ التعاليم الفاسدَة التي أَخَذَتها روما دستوراً لها وتَمَسَكَتْ بآراءٍ فائلة وتَصَرُّفاتٍ لا تليقُ بقداسَةِ الكتابِ المُقَدَّس، وَلا بالرُتْبَة الكنسيةِ العليا السامِيَة في الكنيسة، وَلا يَقْبَلُها الإنْسانُ غَيْرُ المُؤْمِنِ أَيْضاً، إذ أن الكاتب الجاهل لم يقرأ ولم يطَّلع على كتاب يُدْعى: أسْرار روما، أسْرارٌ ارْتكبتها مدينة روما العظيمة الفاسدة وأخلاقية باباواتها الكرام عبر التاريخ منذ انتشار المسيحية والى سنوات متأخرة، أَية أَخبار يحوي هذا الكتاب حيث يقف كل مَنْ يَطّلِعُ عَلَيْهِ مشدوهاً كسير الخاطر على مسيحية كهذه، وَيَقول: هذه الأَخْلاقية الشاذة التي لا يقبلها حتى الوثني الذي لا يعْرف الله ولا يعترف باسمه، أَلا يسأل الكاتب المحترم نفسه لماذا انشق البروتستانت عنْ كنيستِهم؟، أَخْبار تعيسة يسردها كتاب أَسرار روما فاضحاً الكنيسة الكاثوليكية بأسرها إذ أَن المثل يقول: إذا كان رب البيت بالدف ناقر فما شيمة أَهل الدار؟، وهنالك مثل يقول: إذا كان بيتُك من زجاج فلا تقذف غيرك بالحجارة، أَين هي شيمة أَهل روما؟، كيف تجرأ هذا الكاتب وطعن بأسياده الأَرثوذكس الشرفاء ونكر أَصله واعتبرهم من أَهل الكفر والإلحاد، رغم افتخار التاريخ واعتزازه بآباء الكنيسة السريانية الأَرثوذكسية الأُم أُولئك الأَفذاذ الفطاحل، أَين هم آباء كنيسة الشرذمة المنفصلة المنشقة؟، أَين هم عديمي الذين اتبعوا عبادة الأَصنام وتركوا الدين المسيحي الحق والإيمانَ الأَرْثوذكسي القويم؟، إذا كان كاتب عناية الرحمن في هداية السريان واحد من أَعلامها فأَي خير نجنيه من كنيسة كهذا أَعْلامها حاقد على أُمِّ أَنْكرَها وجَحَدَ تَعاليمَها الإلهيَة، وَهْما كانَتْ تعاليمُها فهْيَ مَأْخوذَة مِنَ كتابِ الحياة الذي هوَ المَرْجَعُ الوَحيدُ لكُلِّ المُؤْمنين بكلمَةِ اللهِ المُتنازل لخَلاصِ البَشَرِيَة الذي ليس بغَيْرِهِ الخَلاص، وَهوَ الطريقُ والحَقُّ وَالحَياة