المالكي «خارج الحسابات» والنجف ستعيِّن خليفة له

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يونيو 27, 2014, 07:08:34 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

المالكي «خارج الحسابات» والنجف ستعيِّن خليفة له
هذا العنوان هو فحوى الاتصالات المكثفة بين صانعي السياسات في بغداد، ومبعوثي الدول الكبرى. والكل متأكد أن نوري المالكي سيغادر منصبه، لأن إيران التي بقيت وحدها إلى صفه، وواجهت تقريعاً شديد اللهجة من مرجعية النجف العليا، تقول لمَن يزورها، إنها كانت تحذِّر من لحظة الانفجار، وإن نصائحها لم تحظَ إلا بالإهمال طوال سنوات.
حتى صباح الأربعاء الماضي، كان الجميع مشغولين بتحليل كلمات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي أمضى تسعين دقيقة مع المالكي في لقاء غير ودي. فرئيس حكومة تصريف الأعمال يطلب دعماً عسكرياً، وكيري يطلب منه خريطة تسويات سياسية ستتولى أميركا دعمها سياسياً وعسكرياً، لأن واشنطن غير مستعدة للانحياز إلى طرف ضد آخر، في نزاع أهلي بامتياز.
فَهِم الجميع أن كيري وضع الجميع في زاوية حرجة: "لن يتم إنقاذ بغداد بلا مساندة أميركية، لكن المالكي سيخرِّب كل عمل نقوم به، بسبب تعنته وعدم امتلاكه اللياقات السياسية المطلوبة".
نهار الأربعاء كان الجميع متأكداً أن زيارة كيري رسمت النهاية السياسية للمالكي، كعنصر توتر يمكن أن يفجِّر المنطقة ويهز أمن العالم في قلبه الجيوسياسي، لكن مساء الأربعاء أعاد وضع مرجعية علي السيستاني في الواجهة.
وقد تداول كيري اسم المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني خلال لقاء الدقائق التسعين مع المالكي، وقال له كما ينقل نافذون: مرجعية النجف طلبت حكومة مقبولة، وهذا يعني أنها طلبت تغييرك.
الصالونات السياسية تتداول الآن، تفاصيل غاية في الأهمية، وتقول إن السيستاني كان متردداً جداً في إصدار فتوى التطوع لقتال "داعش"، لكنه، بعد إلحاح شيعي من العراق وإيران، طلب تفويضاً أكبر من مجرد فتوى جهاد. قال لمَن يستغيثون به في لحظة انهيار جيش الحكومة: "لن أتردد في حث الناس على الدفاع عن منازلهم حين ينهار الجيش، لكن إذا كنتم تعتقدون أن لكلمتي أهمية، فأريد قبل كل شيء، تعهداً بتشكيل حكومة سريعة، لا يرفضها السُّنة والأكراد، وتكون قادرة على تلافي ما تبقى، وإطلاق الإصلاحات المطلوبة".
وكان هذا يعني أن السيد السيستاني طلب حق الفيتو على أي مرشح لرئاسة الحكومة، كضمانة لعدم استغلال فتواه، في تدعيم سلطة مليئة بالأخطاء، رفض نهجها زعماء الشيعة قبل غيرهم، وقادت البلاد إلى انهيار موجع رغم أنه كان متوقعاً بشكل ما.
وتلقت النجف الموافقة من كل داعمي المالكي كما يبدو، ومساء الأربعاء كتب الشيخ وليد الكريماوي المفاوض الأول عن التيار الصدري عبارة "قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان" ونشرها كتغريدة على "تويتر"، حينها هرعت الصحافة إلى مصادرها، فعرف الجميع أن وفداً مهماً غادر منزل السيستاني في النجف، ويُرجَّح أنه وفد إيراني، حاملاً معه كلمة أخيرة: "المالكي خارج الحسابات، ونريد بديلاً سريعاً".
التحول الدراماتيكي هذا سيطرح ثلاثة تساؤلات. الأول يتعلق برد فعل المالكي على هذا العزل، وهنا لا يبدو أنه قادر على فعل شيء وسط هذه الظروف، خاصة إذا رضخت إيران، كما هو متوقع، لضغط المرجعية. والثاني حول نتيجة عزل المالكي فوق رقعة الشطرنج العراقية. ويبدو أن هناك ترحيباً متوقعاً من الأكراد والسُّنة قد يفضي إلى تطويق فاعل للعمليات المسلحة، بشرط أن يتعهد رئيس الحكومة الجديد بقبول "عراق جديد" بإقليم سني يحكم نفسه وفق اللامركزية الشديدة المستندة إلى الدستور، والاعتراف بوضع إقليم كردستان، مع تسوية الخلافات المالية والنفطية.
أما السؤال الثالث فيتعلق بتطورات الحرب، خاصة مع دخول الطيران السوري على خط الأزمة، فهناك مَن يخشى صدامات إضافية خاصة حول بغداد وديالى تزيد الاحتقان الطائفي وتسبق حلول السياسة وتدفع طهران إلى الضغط على شيعة العراق لإبقاء المالكي فترة أطول، بحجة أن مستوى الصراع الدموي لا يسمح بنقل السلطة، رغم أن شيعة نافذين يقولون إن نزع فتيل كل مستويات النزاع غير ممكن بدون الإسراع بتقديم فريق سلطة جديد مؤهل للتفاوض، وهذا ما يتطلب عزلاً سريعاً للمالكي بغض النظر عن تطورات القتال.
وإذ يجري تداول بضعة أسماء في قائمة خلفاء المالكي، مثل عادل عبدالمهدي وأحمد الجلبي، فإن لا أحد قادر على توقع معطى نهائي وسط ظروف لا تقدم سوى المفاجآت.


http://www.aljarida.com/news/index/2012669381/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A-%C2%AB%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA%C2%BB-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%81-%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D9%90%D9%91%D9%86-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%84%D9%87
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة