انتخابات محلية برطلة مسرحية ؟ ام مقدمة دعاية مبكرة لانتخابات مجلس المحافظة؟

بدء بواسطة matoka, يناير 25, 2013, 09:28:26 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

انتخابات محلية برطلة مسرحية ؟ ام مقدمة دعاية مبكرة لانتخابات مجلس المحافظة؟





برطلي . نت / متابعة

للوهلة الأولى يتصور المتصفح للخبر الذي نشرته حركة تجمع السريان أن الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي لمحلية برطلة انها انتخابات تنظيمية اعتيادية ضمن الهيكل التنظيمي إلا أن الواقع غير ذلك تماما .

وعلى الرغم من ان ذلك يعد مخالفة صريحة وواضحة للنظام الداخلي للحركة حيث ينص النظام الداخلي للحركة ان يكون مسؤول القيادة المحلية عضوا في الهيئة التنفيذية وهذا مالم يتحقق بالانتخابات المشار إليها .

إلا أن الغريب في الأمر ليس في طبيعة هذه الانتخابات الشكلية والمخالفات التي صاحبتها او كونها مكملة لسلسة من المؤامرات التي يقودها رئيس الحركة والتي سبق له ان مارسها لاستبعاد القيادات الحقيقية المؤسسة للحركة والذين تمكن من ان يتسلق على أكتافهم ويستأثر بمقدرات الحركة التي لم ينتمي إليها مطلقا .

كما ذكرت ان كل ذلك لا يعد غريبا وإنما الغريب هو في اختيار هذا التوقيت لإجراء هذه الانتخابات واختيار محلية برطلة حصرا .

ولابد لكل محلل متابع ويمتلك فكر سياسي استراتيجي أن يدرك أسباب إجراء تغييرات في قياديي مثل هذا الحزب الورقي الأقل سماكة من بين الأحزاب الكارتونية .

أما بالنسبة لاختيار هذا التوقيت بالذات فله مبرراته وفي مقدمتها كون انتخابات مجالس المحافظات باتت على الأبواب ولكون رئيس الحركة المذكورة احد المرشحين لهذه الانتخابات فما كان منه بعد الفشل الذريع الذي لحق بمحلية برطلة في استقطاب الجماهير منذ تأسيسها إلا أن يقوم بمثل هذه المسرحية المثيرة للسخرية لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:

الأول : استبعاد مسوؤل المحلية السابق الذي أعلن بشكل صريح في أكثر من مناسبة عن تذمره الشديد من الأوامر والقرارات الاستبدادية التي كان يصدرها رئيس الحركة دون استشارة الهيئة التنفيذية أو علم القيادة المحلية والتي أدت إلى اختفاء أي معالم للحركة في ناحية برطلة .

الثاني : وهو الهدف المهم محاولة رئيس الحركة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من شعبية الحركة و إظهارها بحلة ديمقراطية كاذبة لاستقطاب أصوات الناخبين لمصحته مع اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات المقبلة .وكما يظهر في صور الانتخابات اذا ما استثنينا الضيوف الحضور ومن يسمون أنفسهم قياديي الحركة المستقدمين من محلية بغديدي والحراس الجالسين بين الحضور فلا يتبقى الا عدد محدود من الاعضاء يعدون على اصابع اليد الواحدة فلا اعرف من انتخب من في هذه المسرحية الانتخابية؟

ثالثا : وهو الهدف الأهم  الكلمة التي ألقاها رئيس الحركة ومضمونها الذي كان ولا يزال يستخدمه عادة في خطاباته الركيكة وذلك من خلال اللعب على وتر التغيير الديموغرافي والاستعانة برجال الدين الأجلاء والإشادة بدورهم بغية دغدغة مشاعرهم في محاولة رخيصة لاستمالتهم إلى جانبه في الانتخابات المرتقبة وهو غالبا ما يلجأ إلى هذه الطريقة لخلط الأوراق السياسية والدينية لتحقيق مكاسب شخصية حيث لا يتوانى عن التطرق إلى ذلك في تصريحاته بشكل مستمر لا بل انه دعا في أكثر من مناسبة رؤساء الأحزاب السياسية المسيحية للحذو بهذا الاتجاه للتسلق عبر رجال الدين الإجلاء والوصول إلى أهداف وهمية وكان أخر خطاب وجهه إلى تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الأشورية مقولباً ومعدا لنشر فكرة استغلال رجال الدين كوسيلة سياسية لتحقيق مآربه  و نشرته مجلة الإبداع السرياني في افتتاحية عددها 16 الصادر في شهر تموز 2012  وللاطلاع على هذا المقال اضغط الرابط التالي  http://ishtartv.com/viewarticle,44203.html

حيث يذكر في هذا المقال ما معناه ان تجمع التنظيمات السياسية المذكور قد اخفق في تحقيق أهدافه لأنه لم يحض بمباركة المؤسسة الدينية الكنسية.

وقاري المقال مباشرة يستنتج بشكل واضح إن هذا الرجل يفتقد لأدوات القيادة السياسية والإرادة التي يفترض أن يمتلكها كل سياسي ويفتقد القاعدة الجماهيرية. ولتعويض هذه الأدوات يختار أسهل السبل و أرخصها آلا وهي إقحام الكنيسة ورجال الدين الأجلاء في أمور لا تخدم إلا المصالح الشخصية.
أما سبب اختيار محلية برطلة  بالذات وذلك لكونها تضم التجمع السكاني السرياني الثاني بعد بغديدي (قره قوش) وتحسين صورة الحركة في مرحلة قبل الانتخابات بغية كسب أصوات الناخبين البرطللين  الذين اهملتهم الحركة خلال السنوات الماضية ولم يعد لها تنظيم حقيقي فيها بل تكاد الحركة غير معرفة أو مرئية في برطلة .

أخيرا وليس أخرا من يفكر في بناء وطن متمدن ومتحضر لابد أن يمعن في اختيار ممثليه وان يكون اختياره مبنيا على أسس عقلانية ويتعلم من التجارب السابقة , ومن يروج لإعلاء شأن شخص لا يستحق فانه يظلم المجتمع ويقوده إلى الظلام والتخلف وفي مجتمعنا اليوم عبر لابد أن نتعلم منها ولشعبنا بالذات عبر لا يصدقها العقل ولا يقبلها المنطق فهاهم حملة الشهادات العليا من أطباء ومهندسين وغيرهم يغسلون الأطباق في مطاعم وملاهي أوروبا بينما يعتلي سدة الحكم في البلاد والمناصب المرموقة أشخاص لم يحصلوا حتى التعليم الأساسي . لقد كان أبائنا وأجدادنا مثالا يحتذى به في التحضر بين الشعوب لان رموزهم العلمية والثقافية هم من كانوا يتصدرون المشهد فكانوا فخرا لأبنائهم وأحفادهم فكيف لنا الآن ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين  ان نقبل أن يمثلنا أشخاصاً لا يبصرون ابعد من جيوبهم  هل هؤلاء هم من سيتمكنوا من إنصافنا ويستردون حقوقنا ؟. واختم كل ذلك بما قاله ربنا يسوع المسيح له المجد ( إن كان أعمى يقود أعمى فسيقع الاثنان في حفرة).










Matty AL Mache