هل لديك ضمير للبيع ..انا اشتري

[ماهر سعيد متي]

هل لديك ضمير للبيع ..انا اشتري


ينغزها: ابو صومو



دبوس رقم (7)


العنوان ليس نكته اودعابة، بل هو عرض تجاري ( بزنز) لكل من تسول له نفسه ويسترخصها للبيع. رغم يقيني ان هذه الفئة هي قلة قليلة منبوذه مستبعدة لاتمت الى العمل القومي ونضال الشرفاء المناضلين المنظمين منهم والامنظمين باي صلة. ولكن لا يمكن التغاضي عنها كونها فئة متسلقة طفيلية انتهازية, الا انني وجدت ومن باب الكي لعله يكون اخر الدواء وخاصة اننا اليوم على ابواب مرحلة جديدة من حياتنا السياسية, ومساهمة مني في فصل الصالح عن الطالح او اصلاحه. وعلى قاعدة العرض والطلب ولغرض الايفاء بالموضوع و ايجاد العلة اضع نفسي مجازا محل التاجرالشاطر والحاكم الآمر واقول لهولاء انا جاهز للشراء،، ولهم اقول انا عن نفسي احب وان كنت لا احترم من يبيع نفسه وكرامته بابخس الاثمان. وحين فحصت وبحث وتمحصت واجتهدت واجهدت وجدت ان للوصول الى ولكي تبيع نفسك لابد ان تتوفر فيك بعض الشروط والمؤهلات التجارية والنفسية والاجتماعية المقبولة وان في حدودها الدنيا, وهي ستحدد مكانك ومكانتك في حاشيتي. والكلام هنا كما قلت سابقا مجازا طبعا. واقول
انا الحاكم الراعي المنتفخ مالا وجاها وسلطة وتسلط وانانية ونرجسية من عندي يبدا مصب النهر والي ينتهي، ولدي جزمة جنزيرية مستعد بها ان ادوس على كل من يتقرب من كرمي ومن جاهي وممتلكاتي ومكتسباتي الشخصية, وخصوصياتي وضيعي وحريمي واشجاري وملابسي واربطتي وحقائبي ورواتبي وشركاتي وجنائني ومواكبي اوحتى من كلابي البوليسية, والاهم اولادي احبابي بالتبني المزروعين حولي من بطانتي وملمعي احذيتي واياك اياك التقرب من هوائي ومائي وخرافي فهم اضحيتي للولائم واعيادي الشخصية, ولكي تستطيع ان تتنعم ببركاتي لابد ان تتوفر فيك شروطي فهي سهلة وسلسة مستساغة لكل من عرض نفسه في سوق النخاسه, وهي ليست تعجيزية.
اولا.. ان لا تكون ذكيا متذاكيا او سياسيا او مثقفا ومفكرا ..يكفيني ان تكون ذو يدين ورجلين راس وفم، وبمؤهلات انبطاحية, يديك هي للتوقيع على قرارتي بنعم وراسك لتهزه بالاياب لاشاراتي وارجلك لتتبعني حين امشي ويديك لتحمل حقيبتي حين اغادر. وفمك ساحشوه بما لذ وطاب من نعمي وفتات موائدي حين تتنعم برضائي وموافقاتي ستحل عليك بركاتي.
ثانيا.. ان تبيع ضميرك عند اول صفقة معي او تضعه في الخزانه وتتصرف بدونه عندما يتعلق الامر بي او ببطانتي وحريمي وممتلكاتي وضيعي ومكانتي. لتكون بيدي خنجرا مسموما ضد اعدائي لا ينفث منك الا كل شي وضيع وكريه.
ثالثا.. ان تتنكر لماضيك وتاريخك اسودا كان (ياريت) ابيضا كان، اصخمه لك وامسحه من سجلات التاريخ او ذاكرة الجماهير واصنع منك بوقا (عفوا) بطلا صنديدا مقاوما جسورا وتاريخا تليدا ضمن مواصفاتي انا،، والواني انا،، ومقايسي انا وبفترة زمينيه احددها انا ..وان قاربت مدة صلاحيتك من الانتهاء احرقك او ارمي بك مزبلة التاريخ.
رابعا.. تتنكر مثلي لكل ما هو قبلي وتمسح بمساحتك كل السطور التي كتبت واو نقشت على الجبال او الصخور لبطولات ونضالات الاخرين..فالبطولات بطولاتي والمكاسب مكاسبي والانجازات انجازاتي انا البطل المقاتل السياسي المفكر المنظر المخلص وان دفعوني الى طريق الجلجثة لصلبي فسوف اشبهك بي ولتصلب مكاني، فاي عز اكثر من ان تستشهد من اجل عيوني وجفوني. فانا هو الكلمة وكل من يقول غير هذا فهو آثم خارج مرتد زنديق وطريقه الى محرقتي, ومحرقتي ليست كمحرقة الرب تحرق الكذابون المنافقون. بل تحرق المخلصين المناضلين الصادقين المضحين الملتزمين الصبورين الصابرين. فانا اكرههم كره العمى وتهمهم جاهزة عندي.. هي الخيانة والفساد والخروقات والاستغلال .. كلمات الصقها بك وبماضيك ان خرجت عن خطوطي الحمراء الوهمية ولي ابواقي والمخلصين لي ولذاتي العليا ورغباتي لديهم مقدسه وشهادة الزور جاهزة وهم جاهزون.
خامسا.. الوشاية باصدقاءك ورفاق دربك هي مكانه عليا فانا اعشق الواشين والمناقفين والانتهازيين والوصوليين ..فلهم مكانة خاصة في قلبي ورؤسهم درجات سلمي وطريقي الى المجد والشهرة والجاه.
للبعثيين العفلقيين السابقين المعروفين منهم ام المتخاتلين اعضاء فرقة منهم امن انصار متهتكين الذين كانو من المتسلقين الانتهازيين الذين باعو القضية ودماء شهدائنا لم تجف بعد لهم الدخول من باب بيتي الخلفي ولكن عليهم التستر بلباس القومية والنضال والوان الدماء وان كانت مائية, لغرض ضمهم الى رعيتي دون قيل اوقال من هذا العنيد او ذاك المحتال.
القضية قضيتي والشعب شعبي والارض ارضي والكل ملكي وان طابقت صفاتك شروطي فانت من رعيتي ومريدي وحاشيتي وبطانتي, ان قبلت بها اقول انني بعثت لك من السماء هدية.

http://www.zahrira.net/?p=8326

[د.عبد الاحد متي دنحا]

شكرا استاذ ماهر على نقل الموضوع, هنا اتذكر قصة كان يحكيها المرحوم والدي عن امين الاغواني حيث كان مدير ناحية الحمدانية في برطلة في الاربعينات من القرن الماضي, كان يشترط على كل من يريد ان يصبح شرطيا عليه ان يبصق في وجه والده اولا!

مع تحيات

عبدالاحد