البطريرك لويس ساكو وصدام حسين وكنيسة لبنان الكلدانية !!

بدء بواسطة وسام موميكا, مايو 02, 2021, 03:27:37 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 2 الضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

وسام موميكا

البطريرك لويس ساكو وصدام حسين وكنيسة لبنان الكلدانية !!



بِقلم : وسام موميكا -ألمانيا
بتاريخ 29-04-2021 استضافت قناة الشرقية في برنامجها الرمضاني "بالثلاثة " البطريرك لويس ساكو عن الكنيسة الكلدانية والضيف الآخر رجل الدين الشيعي الكاتب والباحث السيد  "رحيم أبو رغيف"..

رابط مقابلة البطريرك "لويس ساكو "والسيد "رحيم أبو رغيف " الكاتب والباحث (رجل الدين الشيعي ) :
https://youtu.be/SrJBVQnR0wE
ومن خلال  المقابلة التي  أُجريت معهم وجِهت الى البطريرك ساكو والسيد ابو رغيف العديد من الأسئلة الهامة والجريئة والصعبة ودارت بينهما حوارات ونقاشات ، ولكن للأسف وحقيقة كنت أتوقع من البطريرك ساكو كعادتهِ التهرب من الأسئلة الصعبة والمحرجة ومحاولته الإلتفاف عليها من خلال الإجابة على قِسم منها إنطلاقاً من قول "كلام حق يراد به باطل " !!!؟ ،  حتى أن السيد "أبو رغيف " رجل الدين الشيعي  كان مبدئيا وواقعيا وتكلم بصراحة وجراءة أكثر من البطريرك ساكو ..حينما قال السيد "ابو رغيف  " بأن العلمانية هي أُسلوب ومبدأٌ ناجح ، بينما البطريرك ساكو خالفه الرأي وظل معارضاً لمبدأ العلمانية خوفاً من تعرضهِ للهجوم والنقد من  قِبل أطراف سياسية وحزبية إسلاموية ، مع أن سيادة البطريرك اصبح متشبثاً بالمدنية مفضلاً إياها على العلمانية ولم يتركها او يتنازل عنها ، ومن هذهِ البداية المتخاذلة والغير مبشرة للمقابلة قلت مع نفسي بأنه لاخير بهذهِ المقابلة والتي ستكون كما المقابلات التي سبقتها ...للأسف الشديد !!؟
ولكن الذي أثار الإنتباه أكثر هو عندما وجه أحد مقدموا  هذا البرنامج سؤالاً  هاماً الى البطريرك ساكو عن "العصر  الذهبي "  للمسيحيين في العراق ، وهل هناك عصر ذهبي يتذكرونه المسيحيين ؟؟
فكان جواب البطريرك حرفياً وكما جاء بالمقابلة  :  يعني أكون صريح معاك ..يعني " الملكية "  كانت يعني بيه قانون ..بيه هيبة دولة ..بييييه ..يعني ما شعرنا بالدكتاتورية ..يعني هسا تغير النظام معليش هسا يمكن يتغير ....ووووالخ ...وفي ختام الحواب على هذا السؤال رجع البطريرك ساكو ليؤكد بأن (العصر الذهبي للمسيحيين ولكل العراقيين هي الملكية ) !!!!...إنتهى ..
والحقيقة أن هكذا إجابة غير صحيحة وغير مقنعة تماماً وهو هروب وضعف وخوف من النطق بالإجابة الحقيقية ، بل وكان على البطريرك  ساكو أن يكون واقعياً أكثر وقادراً على تحمل مسؤولياته الدينية والرعوية تجاه شعبهِ وكنيستهِ  بقول كلمة الحق بدون أي تردد وخوف أمام التاريخ  ، وهنا ينطبق على سيادته مقولة  "إقعد أعوج وإحكي عدل " ، فَعندما يقول سيادته بأن  "العصر الملكي " هو "العصر الذهبي " للمسيحيين في العراق مع أنه في هذا العصر وقَعَت  "مذابح سميل " بِحق "النساطرة" أبناء شعبنا السريان الآراميون ، ولكن عند أبناء الشعب العراقي من باقي القوميات والطوائف الذين لم يلحقهم الأذى في هذا العصر  يقولون عنه بأنه كان عصراً ذهبياً ومعتدلاً ..!
ونحن عندما نريد أن نتكلم عن مَنح المسيحيين حقوقهم سواء في العصر الملكي أو غيره  ، فيجب علينا أن نقول الحقيقة كما هي وإن كانت مؤلمة بالنسبة لنا وأيضاً للآخرين الذين ربما يكونون قد أساؤا وأخطأوا لا بل وأجرموا بِحق المسيحيين في العراق ، وهذا يعني بأن مُعظم العصور التاريخية والسياسية في العراق كانت  " سوداوية ومظلمة " بالنسبة للمسيحيين ، ولذلك يجب علينا جميعاً أن لا نُجَمل الصورة السوداوية القاتمة لأغلب الحكومات والسياسات المتعاقبة على العراق ، وهذا الكلام موجه بصورة خاصة الى سيادة  البطريرك "لويس ساكو " الذي أَعلن وصَرح وقال بأن "العصر الملكي " هو العصر الذهبي للمسيحيين في العراق ، ولكن عندما نأتي ونقارن نسبة وتناسب فنقول :
إن العصر الذهبي والحقيقي للمسيحيين في الدولة العراقية بالمقارنة مع غيره كان منذ عهد عبد الرحمن عارف سنة 1966 إلى سنة 1993 ..عندما بدأ "صدام حسين " بِما يُسمى  "الحملة الإيمانية " ، وبما أن هذه الفترة كانت هي "العصر الذهبي " الحقيقي للمسيحيين ، فلابد أن نقول بأنه أيضاً كان هناك "عصرٌ ماسي  " للمسيحيين في العراق حيث  كان منذ سنة 1970-1980م حيث هدوءٌ وسلامٌ تامْ ، ورخاءٌ اقتصادي وتقدم علمي....إلخ ، هذا ناهيك عن أن الحرية الدينية وعدم التفرقة والطائفية لم تَكن لها وجود في تلك الفترة ، فَعندما كانت هناك قرارات وإجراءات بعدم التمييز والاعتداء على حقوق المسيحيين وغيرها من المواضيع والأمور الأُخرى المتعلقة بهم  ، وهذا مما كان له وقعٌ جيد على المسيحيين في العراق ..

وللتوضيح أكثر حتى لايُفهَم أو يُفسّر كلامي هذا إنه ترويج أو مديح لِحُكم صدام وبعثهِ من خلال ما ذكرتهُ لكم من حقيقة وواقع للذين عايشوه وخصوصاً مسيحيوا العراق ، وبالفِعل في تلك الفترة ربما الجميع يتذكر ذلك ..وليس لِكلامي هذا أية علاقة بالوضع السياسي العام في العراق ، ولا نحن هنا بِصدد الدفاع عَن "صدام حسين " وإن كان مجرماً ودكتاتوراً ظلم شعبه ، فهذه الأمور كانت عامة على جميع العراقيين ، ولكن كلمة الحق يجب أن تُقال بأن المسيحيين من سنة 1966-1993م بما فيها عهد صدام كانوا أفضل من العهد الملكي وقد تمتعوا بمكانة محترمة وعدم التميز إلى سنة 1993م عندما بدأت الحملة الإيمانية التي بات تأثيرها سلبي على المسيحيين العراقيين بِشكل واضح في تلك الفترة ..
كما وأن أكثر طائفة كنسية مسيحية إنتفعت وإستفادت من "صدام حسين " هي الطائفة الكلدانية ، حيث تبرعَ لها بِحوالي مليونين دولار لأجل بناء وترميم كنائس الكلدان في بيروت -لبنان .. ويُعتبر "صدام حسين " الرئيس العربي المسلم الوحيد الذي تَبرعَ  لطائفة دينية غير مسلمة من خارج بلده "العراق" ، وهذهِ هي الحقيقة المؤلمة بالنسبة للبطريرك ساكو ولتاريخ كنيستهِ الكلدانية بِسبب المبلغ الكبير والضخم جداً والذي كان قد تبرع بهِ صدام ، حيث كان على البطريرك "لويس ساكو"  أن لا يَنكر ما تَفضَل به "صدام حسين " وماحققه لِطائفة وكنيسة الكلدان في داخل وخارج العراق ، فالنِعمُ والهدايا والأموال من "صدام حسين" كانت تَنزل كالمطر ليس فقط على طائفة الكلدان فَحسب بل حتى على الطوائف المسيحية الأُخرى  ، ولكن الشيء الوحيد  الذي أثار إنتباهي هو قيام "صدام حسين " بِتقديم دعم مالي لِبناء وترميم كنائس الطائفة الكلدانية في العاصمة اللبنانية بيروت ، ولهذا كان على البطريرك "لويس ساكو" أن يكون أكثر جرأة وشجاعة وكان يجب عليه أن لايُخفي الحقيقة اثناء المقابلة التي أُجريت معه كونه رجل دين ، فتلك النِعم والهدايا المالية التي مَنحها صدام الى بطريركيته الكلدانية في تلك الفترة ، وهذا تاريخ وكل شيء مدون ، وكما علمت بأن الأب الفاضل "بطرس حداد " أراد توثيق وتثبيت ذلك وذكره في كتاباته ، إلا أن البطريرك "لويس ساكو مَنعه من ذلك...وهذهِ المعلومة مؤكدة ومن مصادر مُقربة وموثوقة ..
وهذه هي ليست المرة الأولى التي يَتهرب فيها البطريرك لويس ساكو ويَتنصل من المسؤولية الدينية والتاريخية ويتصرف بِضعف وخوف ومداعبة أحاسيس الآخرين وخصوصاً المذنبين والمدانين منهم بإقترافهم جرائم ومذابح بِحق أبناء شعبنا المسيحي من ابناء القومية السريانية الآرامية في تركيا ، وهذا ماجاء على لِسانهِ أثناء زيارة قام بها الى تركيا في عام 2015 حين صَرح وقال بأن الأتراك براءٌ من مذابح المسيحيين التي وقعت على أيدي العثمانيين سنة 1915 وشبَّه ذلك الخطأ بتبرئة اليهود من دم المسيح !!!.. وكان قد تعرض ساكو حينها لإنتقادات لاذعة ، مما دفع ذلك البطريركية الكلدانية الى اصدار توضيح  للدفاع عن بطركها لدر الرماد في العيون ...لكن البيان لم يجدي نفعاً في محاولة لتبرئة ساكو من خطأهِ  الكبير تجاه دماء الشهداء وأهالي ضحايا مجازر "سيفو 1915 " الأرمنية والسريانية "الآرامية " ..



ومن جهة أُخرى هل نَفهم ونفسر تصريح  البطريرك "لويس ساكو " بأن العصر الملكي أو العهد الملكي كان عصراً ذهبياً ومثالي وأن سيادتهُ موافق على كل ما حدث من مجازر في سميل سنة 1933 !!؟
وهل نَفهم أيضاً تَهَرب البطريرك ساكو من الإجابة عندما طُرِح عليه سؤال حول تصريحات وزيرة الهجرة والمهجرين في الحكومة العراقية ..السيدة "إيفان فائق " وهي من الطائفة الكنسية الكلدانية ، والتي صرحت بالحقيقة في مقابلة سابقة كانت قد أَجرتها معها فضائية "الشرقية نيوز"    ، حيث قالت بأن الخلاف بين المسيحيين أصبح أكبر  بعد زيارة البابا "فرانسيس " الى العراق ، حتماً بهذا الكلام كانت السيدة الوزيرة من تقصده هو البطريرك ساكو و أنه هو السبب الرئيسي في توسيع الخلاف بين الطوائف أو الكنائس المسيحية في العراق ، لذلك عندما طرح مقدم البرنامج هذا السؤال على البطريرك ساكو حاول التقليل من أهمية السؤال ولذلك إلتف وتهرب من الإجابة عليه ، ولم  يكون جوابه مرضياً وواقعيا وشجاعاً في قول الحقيقة حول عُمق وخطورة الخلافات والصراعات بين الطوائف أو الكنائس المسيحية ، وأن المشكلة  تفاقمت وإزدادت  وتعمقت أكثر  بعد زيارة البابا الى العراق .

رابط المقابلة لوزيرة الهجرة والمهجرين وتصريحاتها حول زيارة البابا الى العراق والتي زادت وعمقت الخلافات بين المسيحيين :
https://youtu.be/46lbniH7KjM
كلمة أخيرة أوجهها الى رجال الدين المسيحيين بِمختلف طوائفنا وكنائسنا ونتمنى منهم جميعاً أن يكونوا أهلاً للمسؤولية وأن يتحلوا بالجرأة والشجاعة في قول الحقيقة كما هي من دون مجاملات ومزايدات للآخرين على حساب أبناء رعيتهم وكنائسهم وبالتالي تكون نتائجها سلبية على عموم المسيحيين "الآراميين " .

وشكراً ..
Wisammomika
سرياني آرامي